بقلم: محمد فريد خميس رئيس لجنة الإنتاج الصناعي والطاقة بمجلس الشوري الصين، الكلمة السحرية في أسواق العالم التجارية والصناعية والتكنولوجية والحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية لمعظم سكان العالم علي اختلاف مستويات معيشتهم من أمريكا إلي أفقر الدول في إفريقيا وآسيا. لقد تواجدت الصين في كل تلك الأسواق ابتداءً من أبسط السلع الاستهلاكية وسلع الفقراء وانتهاء بأعقدها تكنولوجيا في مجال الفضاء والطاقة النووية وبأسعار تنافس البدائل الأخري جميعا وبكميات مذهلة وجودة تتزايد اتقانا باطراد كل يوم. إنها المعجزة الحقيقية التي اجتاحت العالم مع بداية القرن الحادي والعشرين ومازالت تذهل الجميع بأدائها الاقتصادي. والتساؤل الكبير الذي يدور اليوم هو كيف حدث ذلك..؟ وكيف تم التخطيط لهذه التجربة..؟ وما أسباب نجاحها..؟ وكيف يمكن لنا أن نستفيد منها..؟ التحديات التي عجلت بالتجربة: 1 لقد واجهت الصين تحديات كبري حتمت التوجه نحو التخطيط لمواجهتها وتلخصت هذه التحديات في الصراع بين النمو الاقتصادي المطرد والاستهلاك الكبير للموارد والتدهور البيئي، وتخلف التنمية الاجتماعية وراء التنمية الاقتصادية، والتباين الواسع بين مختلف المناطق في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والقيود الناتجة عن ضخامة عدد السكان وندرة الموارد، وعدم التناسق بين بعض القوانين الحالية واللوائح والسياسات والاحتياجات الفعلية للتنمية المستدامة. 2 كانت المشكلات الرئيسية التي تحتاج إلي حلول عاجلة تشمل: الحاجة إلي الارتقاء بالمستوي الشامل للسكان، تسارع شيخوخة السكان، عدم كفاية نظام التأمين الاجتماعي، كثافة الضغوط علي التوظيف، هيكل اقتصادي غير رشيد بالقدر المطلوب، ضرورة تحسين نظام تشغيل اقتصاد السوق، انخفاض نصيب الطاقة النظيفة في اجمالي استهلاك الطاقة، البنية الأساسية متخلفة، البنية الأساسية المعلوماتية للاقتصاد الوطني منخفضة المستوي، هدر خطير في استغلال الموارد الطبيعية، التلوث البيئي خطير، التدهور البيئي لم يكبح بعد، ضرورة تحسين التشريع الخاص بإدارة الموارد وحماية البيئة. 3 ومع العولمة المتزايدة للاقتصاد العالمي، يعزز المجتمع الدولي تفهمه وجهوده من أجل التنمية المستدامة والتنمية المشتركة، فكان يتعين علي الصين بعد انضمامها إلي منظمة التجارة العالمية ان تفسح المجال كاملا أمام ميزة نظامها الاقتصادي السوقي الاشتراكي. كما تعين عليها علي وجه الخصوص أن تفسح المجال كاملا أمام دور الحكومة في تنظيم وتنسيق تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة والتعامل علي النحو الصحيح مع العلاقة بين العولمة الاقتصادية وبينها والمشاركة بفعالية اعتمادا علي انجازات قمة جوهانسبرج العالمية حول التنمية المستدامة في التعاون الدولي وتحمي المصالح الأساسية للبلاد ومن بينها الأمن الاقتصادي والبيئي. الخطوط العامة للنموذج الجديد: أ التركيز علي الناحية البشرية. ب الانسجام بين الإنسان والطبيعة. ج التركيز علي النمو الاقتصادي والانطلاق من الحاجة إلي تحسين نوعية حياة الناس، والسعي إلي تحقيق طفرات عن طريق الابتكارات العلمية والمؤسسية. د تعزيز الانسجام بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية من جانب والسكان والموارد والبيئة من جانب آخر علي نحو ثابت. أهداف ومطالب التنمية: لقد حددت الصين المطالب والأهداف التي يجب أن يحتويها النموذج الجديد للتنمية المستدامة والتي تلخصت في الآتي: 1 إعادة الهيكلة الاقتصادية: إعادة هيكلة استراتيجية للاقتصاد الوطني، من النمط القديم للنمو الاقتصادي الذي يتسم بالاستهلاك العالي للموارد، والتلوث المرتفع، والكفاءة المنخفضة، إلي نمط جديد مستدام يتسم بالاستهلاك المنخفض، وانخفاض التلوث والكفاءة العالية، وتعزيز التعظيم والارتقاء للهيكل الصناعي وتخفيف الضغوط علي الموارد والبيئة، وسد الفجوات الإقليمية في التنمية وتضييق الفجوة بين الحضر والريف. 2 تخفيف حدة الفقر: الاستمرار في العمل علي تخفيف حدة الفقر والتنمية الريفية من خلال زيادة تحسين الظروف الأساسية للإنتاج والمعيشة في المناطق التي تعاني من الفقر وإقامة البنية الأساسية وتحسين المنظومة البيئية والنهوض بالمواطنين وتخليصهم من التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتحسين نوعية الحياة والمستوي النوعي الشامل للسكان المعوزين والعمل الجاد لبلورة ممارسات ناجحة ومساعدة السكان الذين يعانون من الفقر علي التخلص منه. 3 تنمية الموارد البشرية: السيطرة الصارمة علي النمو السكاني والارتقاء بالمستوي النوعي الشامل للسكان وبناء نظام تأمين اجتماعي واسع يشجع علي تحسين ظروف إنجاب الأطفال وتربيتهم وجعله متاحا للجميع وتوفير أكبر عدد ممكن من الوظائف وتحسين كبير للخدمات العامة وبناء القدرات الخاصة بمنع الكوارث وتخفيف وتخفيض الخسائر وتحسين التدريب المهني وتحسين مستوي العمال عن طر