تراجعت اسعار النفط بداية تعاملات الأسبوع الحالي بأكثر من دولار لوفرة مخزونات وقود التدفئة الكافية لمواجهة انخفاض درجات الحراره الأقل من مستوياتها المعتادة في الدول المستهلكة علاوة علي استبعاد اوبك لاحتمال عقد اجتماع طاريء. في نيويورك انخفض النفط الخام الأمريكي بمقدار 1.01 دولار ليصل الي 50.98 دولارا للبرميل . وفي لندن فقد مزيج برنت 94 سنتا ليصل الي 52.50 دولار للبرميل. وبالنسبة لأسعار المشتقات الأخري .. هبط سعر وقود التدفئة بنسبة محدودة جدا ليصل إلي 1.50 دولارا للجالون بينما ارتفع سعر الغاز الطبيعي 1.6 سنتا ليبلغ 7.335 دولارا للألف قدم مكعب. علي الرغم من اسعار النفط قد شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال تعاملات امس الأول ب 2.8% بسبب توقعات هيئة الارصاد الوطنية بطقس بارد ببمعدل اقل من المعتاد خلال الأسبوعين القادمين في النصف الشرقي من الولاياتالمتحدة التي تستهلك 80% من وقود التدفئة - مما يعني زيادة الطلب علي وقود التدفئة بالاضافة الي التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" الذي أوضح ان الدول العشر الملتزمة بتخفيضات الانتاج ضخت 26.785 مليون برميل يوميا في ديسمبر أي أقل بواقع 111 ألف برميل عن نوفمبر ولكن هذا الحجم لايزال أعلي من المستهدف عند 26.3 مليون برميل يوميا. الي أنها عادت الي التراجع لتختم جلستها بانخفاض في الأسعار بأكثر من دولار بسبب هبوط سعر البنزين نتيجة زيادة المعروض من المصافي وتراجع الطلب لوفرة مخزونات كافية لمواجهة الطقس البارد في الولاياتالمتحدة - أكبر مستهلك للوقود في العالم. وساهم في تراجع الأسعار استبعاد منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لعقد اجتماع طارئ لبحث التراجع الحاد في اسعار النفط قبل اجتماعها المقرر في فينيا في مارس القادم لدعم الأسعار . وجدير بالذكر الي ان "اوبك" - التي تنتج نحو 40 ? من انتاج النفط العالمي - قررت في الربع الاخير علي تخفيض الإنتاج من 1.7 مليون برميل يوميا بحلول 1 فبراير في محاولة لدعم الاسعار . برنامج إيران النووي وعلي جانب أخر فمن المتوقع ان يؤثر البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأوروبية علي اسعار النفط خلال الفترة القادمة حيث وافق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم أمس الأول في بيروكسل علي تطبيق عقوبات الاممالمتحدة علي ايران "كاملة وبدون تأخير" وذلك لزيادة الضغط علي إيران لوقف تخصيب اليورانيوم. وقد قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي منع بيع أي تكنولوجيا نووية حساسة الي إيران ومنع إمداد إيران بأية مساعدات أو تدريب فني أو دعم مالي أو استثمار أو خدمات مالية من شأنها مساعدتها في برنامجها النووي مع الإلتزام بتجميد الأموال والممتلكات والأصول المالية التي يملكها علي أراضيه أشخاص لهم صلة بالبرامج النووية والباليستية الإيرانية وحظر منحهم تأشيرات دخول الي دول الإتحاد وأيضا التحاق الطلبة الإيرانيين بالتخصصات المتعلقة بهذه الأنشطة في جامعات دول الإتحاد الأوروبي. وجدير بالذكر ان دول الاتحاد الأوروبي قد اعلنت ان إيران ستواجه عقوبات أشد صرامة اذا تجاهلت القرار الذي وافق عليه مجلس الامن بالاجماع في اجتماعها الأخير في 23 ديسمبر الماضي وامهل القرار ايران 60 يوما لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. وعلي نفس الجانب منعت دولة إيران - ثاني أكبر الاحتياطيات النفطية واكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط - دخول 38 من مفتشي الأممالمتحدة حيث ان لها الحق في رفض اي مفتش وان مثل هذه الخطوة مسموح بها في اتفاق الضمانات الذي ابرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.