فقدت الساحة المصرفية العالمية محافظ البنك المركزي السابق بجمهورية الفلبين والذي توفي عن عمر يناهز ال68 عاما وذلك بعد صراع دام طويلا مع سرطان الكلية وتولي رفائيل بونافينتورا منصب محافظ المركزي الفلبيني في 6 يوليو 1999 وحتي تقاعده في 3 يوليو 2005 وتلقي خلال فترة توليه المنصب العديد من الجوائز المحلية والعالمية والأنواط والامتيازات. كان بونافينتورا قد تولي مهام منصبه بعد اندلاع الأًزمة الآسيوية وانتهج اصلاحات مصرفية صارمة لمساعدة النظام المصرفي من تفادي الصدمات الخارجية. وأيد فكرة الاندماج والاستحواذ بين وحدات القطاع المصرفي الفلبيني وقال يجب أن يكون عدد البنوك في البلاد 6 بنوك رئيسية فقط بينما تبقي البنوك الأخري لتؤدي مهام ثانوية. محافظ المركزي الفلبيني الراحل كان أيضا مصدراً جيدا لوسائل الاعلام المرئية والمكتوبة وكان لا يخاف من التحدث ارتجاليا عن القضايا الحيوية بالاضافة لكونه يحظي باعجاب علي نطاق واسع لشجاعته وقدرته علي رسم السياسات وسط الضغوط المتراكمة عليه ليؤكد باستمرار استقلالية المركزي الفلبيني ويحتفظ بتكامله كمؤسسة صانعة السياسة النقدية بعيدا عن الأهواء السياسية. واختارته جمعية الادارة الفلبينية للأسباب السابقة رجل الإدارة لعام 2004. وشغل منصب رئيس البنك التجاري الدولي الفلبيني قبل توليه منصب محافظ المركزي. وتميز "بونافينتورا" بمواقفه الشجاعة حيث رفض إبان الأزمة المالية الآسيوية التي عصفت بالبلاد رفع أسعار الفائدة في نهاية عام 2000 وقت الأًزمات التي لاحقت إدارة ايسترادا وهو الاقتراح الذي تقدم به كبار الاقتصاديين ومسئولون سابقون في المركزي حيث طالبوه برفع أسعار الفائدة لما يقرب من 50% وهو الأسلوب الذي اتبع في مطلع 1980. وقال وقتها في تصريحات صحفية لن أوقع علي مرسوم يستفيد منه الأًغنياء فقط بينما يعاني الفقراء. وأضاف أن المطالبين برفع أسعار الفائدة هم الأغنياء الذين لديهم أموال في البنوك. وفي سنواته الأخيرة في منصبه أيد بقوة التوسع في تمويل المشروعات الصغيرة والبعيدة عن تقاليد البنوك المركزية العالمية. وأعرب عن اعتقاده بأن تمويل المشروعات الصغيرة أفضل وسيلة لكسر دائرة الفقر في الفلبين وبدونه سيظل الفقراء عبيدا للديون إلي الأبد. ونقل القول عنه إنه لا يريد أن يذكره الآخرون بأنه أوجد أموالا وإنما يريد أن يتذكره المجتمع بأنه صنع حياة أفضل للآخرين. حصل بونافينتور علي جائزة"أفضل المصرفيين البارزين في آسيا" في مجلة "أموال آسيا" عام 1991وقضي 24 عاما في العمل المصرفي ما بين 1956 1989 عمل خلالها في سيتي بنك وتنقل للعمل في كل من هونج كونج وأندونيسيا وماليزيا وايطاليا حتي تولي رئاسة سيتي بنك في سنغافورة من 1972 1975 وبعدها الرئيس التنفيذي ل"سيتي بنك" في أندونيسيا وماليزيا. وشغل الرئيس التنفيذي ل"سيتي بنك" أيضا في الفلبين أثناء أزمة الديون خلال 1982 1985وشارك في مفاوضات إعادة هيكلة ديون بلاده وبعد ذلك صعد ليشغل منصب نائب رئيس سيتي بنك في جنوب أوروبا. تولي أيضا منصب رئيس جمعية المصرفيين الفلبينية ومنظمة البنوك التجارية ما بين عام 1994 1997. تخرج بونافينتورا في كلية التجارة جامعة دي لاسالي وحصل علي الماجستير من جامعة نيويورك وكذلك علي دورات في الادارة المتقدمة من جامعة هارفارد. يذكر أن "المركزي" الفلبيني تأسس في يوليو 1993 تنفيذا لدستور البلاد الصادر عام 1987 ويتمتع باستقلال مالي وإداري بعيدا عن الحكومة الوطنية لتنفيذ المهام المسندة إليه. علي جانب آخريتولي منصب محافظ المركزي بعد يونافينتورا "أماندو تياتيخو" والبالغ من العمر 52 عاما وبدأ مهام عمله في 4 يوليو 2005 لمدة 6 سنوات تنتهي في 3 يوليو 2011. وقد عمل في البنوك المركزية لأكثر من ثلاثة عقود سواء محلية أو عالمية ويعد من الشخصيات الفعالة لوضع خطة الإصلاح المركزي الفلبيني علي المدي البعيد واصلاح القطاع المصرفي وتطوير أسواق المال وتعديل ميثاق المركزي ليكون مرنا ليلبي طلبات الظروف المتغيرة وشغل قبل توليه منصبه الحالي نائب المحافظ المركزي لقطاع الخدمات البنكية وإدارة البحوث الاقتصادية والخزانة وكان يشارك في صياغة وتنفيذ السياسة النقدية وأسعار الصرف الأجنبي ومن بينها إجراء عمليات السوق المفتوح وإدارة الاحتياطيات الدولية لدي المركزي مثل المركزي لدي الهيئة الوطنية للاقتصاد والتنمية الذي يرأسه رئيس جمهورية الفلبين. عمل المدير التنفيذي البديل لصندوق النقد الدولي بواشنطن "دي سي" 1992 1994. وقدم النصائح فيها يتعلق بالسياسة الاقتصادية لعدد من الدول من خلال حضوره اجتماعات صندوق النقد الدولي وقام بزيارات للدول الأعضاء. وعمل أيضا في عدد من البنوك المركزية لرابطة دول آسيا والمحيط الهادي.