في أول تعليق له علي التقارب الاقتصادي والسياسي المصري الصيني قال السفير الأمريكي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني إن هذا التقارب لا يضايقه أو يزعج بلاده وإنما "يثير قلقا لدينا ولدي عدد من المصريين علي مستقبل العمالة المصرية التي قد تفقد نتيجة تدفق المنتجات الصينية رخيصة الثمن". وقال ريتشاردوني في تصريحات صحفية أمس الأول بالقاهرة إن مصر عليها أن تتنافس مثلها مثل دول أخري كثيرة في هذا العالم وذلك لا يقلق الولاياتالمتحدة. ونفي فرانسيس ريتشاردوني كذلك وجود تخوف أمريكي من تنامي التأثير والنفوذ السياسي الصيني والروسي في أفريقيا قائلا إن الحرب الباردة ومصطلحاتها قد انتهت، وعلي الرغم من وجود منافسة اقتصادية وسياسية بين الولاياتالمتحدة والصين وروسيا فإن هناك العديد مما نتفق عليه وننجزه معا.. ذاكرا مثال الاتفاق الثلاثي حول الموقف من إيران. كان السفير الأمريكي بالقاهرة وسفراء أمريكيون في 8 عواصم شرق أوسطية قد قاموا بجولة في عدد من الولاياتالأمريكية للتعريف بفرص التجارة والاستثمار في المنطقة ومحاولة تنشيطها علي حد قوله. وفي مجمل شرحه لتفاصيل الجولة لم ينف السفير الأمريكي أن قضية "الخلافة" في مصر كانت ضمن أسئلة المستثمرين الأمريكيين، حيث ذكرت مؤسسة بيزنس مونيتور الأمريكية أن غموض المستقبل حول خلافة مبارك هو أحد أسباب قلق المستثمرين الأجانب من الدخول للسوق المصري. وفي هذا الإطار قال فرانسيس ريتشاردوني إنه علي قناعة بأن مصر تسير في طريق الإصلاح بخطي سليمة.. وإنها لن تنكسر وستجد طريقها للمستقبل بنجاح. وفي تعليق له علي صفقة بيع شركة أمون للأدوية لكورنسورتيوم أمريكي قال فرانسيس ريتشاردوني إن تلك الصفقة هي أفضل تصويت للثقة في الاقتصاد المصري وقدرته علي توليد أرباح للمستثمرين الأجانب. وجدد السفير الأمريكي اهتمام واشنطن باتفاق التجارة الحرة مع مصر إلا أنه أشار إلي أهمية الانتظار بعد انتخابات الكونجرس، فالديمقراطيون لا يتحمسون لاتفاقات التجارة علي حد تعبيره كما أننا يجب أن نري إذا كان المصريون مهتمين بها. وكانت مصر قد أعلنت تعثر الطريق لمفاوضات تجارة حرة معها في أعقاب شروط سياسية أمريكية لم تقبل بها الحكومة المصرية تتعلق بالإصلاح السياسي ووتيرته. وحول نتائج استطلاع لمركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء أظهر أن أمريكا هي إحدي الدول الأكثر كراهية لدي الشعب المصري، قال السفير الأمريكي إن المشكلة موجودة لدي الجانبين فصورة العالم العربي في الولاياتالمتحدة أيضا سلبية وتقوم كثيرا علي معلومات خاطئة وعلينا أن نتعامل مع الأمر معا لتصحيح المفاهيم.. "فأنا متأكد أن المصريين لا يكرهون أمريكا ولكن ربما يكرهون السياسات الأمريكية". من الجدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين مصر والولاياتالمتحدة يصل إلي 5 مليارات دولار في حين لا تتجاوز الاستثمارات الأمريكية في مصر الثلاثة مليارات دولار معظمها في قطاع البترول والبورصة.