هددت شركة جازبروم أكبر الشركات الروسية للغاز الطبيعي بمضاعفة أسعار الغاز إلي جارتها جورجيا بحلول العام القادم وهو ما يعزز من الضغوط المفروضة علي الجمهورية القوقازية. تأتي هذه التصريحات متزامنة مع زيارة لوزير الخارجية الجورجي التي التقي فيها بنظيره الروسي سيرجي لافروف والتي ترمي إلي نزع فتيل الخلافات الدبلوماسية بين البلدين. وتصر موسكو علي رفع الأسعار من 110 دولارات لكل ألف متر مكعب من الغاز إلي 230 دولارا وهي سياسة تمثل جزءا من استراتيجية جازبروم الرامية إلي إنهاء الدعم للجمهوريات السوفيتية السابقة والتحرك نحو تطبيق الأسعار السوقية. ووصف مسئولون من جورجيا هذه الخطوة بأنها ذات دوافع سياسية وزعم هؤلاء إن بلادهم قادرة علي تلبية احتياجاتها من الغاز من دول أخري مثل أذربيجان أو من تركيا إلا أنهم طالبوا بعدم دخول جازبروم في مساومات بشأن السعر أو خفض الإمدادات كما سبق وفعلت مع أوكرانيا في بداية العام الحالي. والمعروف أن العلاقات بين البلدين تشهد تدهورا ملحوظا منذ مجيء ميخائيل ساكشفيلي إلي السلطة عام 2003 وتحول جورجيا نحو الغرب والمطالبة بالحصول علي عضوية الناتو. وكانت روسيا قد قطعت الشهر الماضي خدمات النقل والبريد مع جورجيا بعد أن اعتقلت الجمهورية القوقازية أربعة ضباط روس بتهمة التجسس إلا أنها تراجعت عن موقفها وأفرجت عنهم. وفي المقابل قامت السلطات الروسية بإغلاق عدد من قطاعات الأعمال التي يقوم بها جورجيون بزعم أنها تقوم بعمليات مشبوهة وترتبط بجماعات إجرامية كما طردت مئات من الجورجيين بدعوي أنهم مهاجرون غير شرعيين. وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية أكد أن أسعار الغاز لا ترتبط مطلقا بالنزاعات الحالية بين البلدين، وأضاف أن ما يحدث يمثل خطورة في إطار المفاوضات مع عدة دول ترمي إلي التوصل إلي تسعير يتماشي مع المعايير الدولية. وأشار إلي أن جورجيا ليست هي الدولة الوحيدة في هذا المجال فالوضع نفسه يجري مع بيلاروسيا ومولدوفا وأوكرانيا وأوضح أن عملية تشبيه الوضع أنه يخفي دوافع سياسية ليس لها ما يبررها في الواقع الحاضر. وكان وزير خارجية جورجيا قد قال إن روسيا تعهدت بعدم قطع إمدادات الغاز والكهرباء إلا أنه اعترف بإمكانية حدوث ذلك ما لم يتم الاتفاق علي أسعار عام 2007. وكان مسئول أمريكي قد أعرب عن مخاوفه من إمكانية أن تشترك ألمانيا مع روسيا في مد خطوط أنابيب لنقل الغاز تمر في بحر البلطيق.. إلا أن مسئولا روسيا أشار إلي أن المخاوف الأمريكية ذات دوافع سياسية ولا تأتي بسبب قلق الولاياتالمتحدة من أمن أوروبا في مجال الطاقة.