[email protected] تؤكد الدراسات أنه في كل شهر يتم ربط نحو 3 ملايين جهاز كمبيوتر جديد بشبكة الإنترنت وكل جهاز منها مليء بالثغرات التي يجب إيجاد علاج لها حيث أكد مسح جرائم الكمبيوتر وأمن المعلومات Computer Crime and Security Survey الذي يتعاون في إجرائه كل من معهد أمن الكمبيوتر Computer Security Institute ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI أن سرقة المعلومات السرية الخاصة بالشركات يتسبب في خسائر مالية لها تفوق الخسائر المترتبة علي أي نوع آخر من جرائم الكمبيوتر إذ لا يقل متوسط الخسائر المالية لعملية الاختراق الواحدة عن 1.6 مليون دولار تقريبا. وإذا كانت الإنترنت هدفا للتجسس علي الأسرار الصناعية للمؤسسات فمن المتصور أن تحرص كل مؤسسة علي توافر الكوادر البشرية المؤهلة لمواجهة اي محاولة لاختراق شبكة المعلومات بها إذ لم يعد الأمر يتطلب ضرورة قيام أحد الأفراد بالتسلل إلي مكاتب المؤسسة لاختراق شبكتها بل يمكن أن يتم ذلك علي بعد آلاف الأميال وهو ما يطلق عليه الاختراق عن بعد من خلال أحد أجهزة الكمبيوتر المفتوحة والمتصلة بالشبكة. ويوجه تقرير معهد أمن الكمبيوتر ومكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي الصادر هذا العام النصيحة إلي المؤسسات بأن تجعل علي رأس أولوياتها الاستعانة بعناصر متخصصة في أمن المعلومات تكون مدربة وبأعداد كافية علي الرغم من أن عملية توظيف مثل هذه العناصر ربما لا يكون تنفيذها يمثل سهولة الحديث عنها نظرا لكون الأعداد المتاحة من خبراء أمن المعلومات محدودة للغاية. وإذا كانت اكبر مشكلة تواجه أمن المعلومات هي نقص العناصر المدربة في هذا المجال علي مستوي العالم فنعتقد أنه حان الوقت بالنسبة لمصر أن يتم إعداد وتأهيل هذه الكوادر وتصديريا للخارج لاسيما إذا علمنا أن القيمة المضافة لتلك الكوادر عالية جدا الأمر الذي يمكن أن يمثل لنا فرصة كبيرة للتخصص في مجال أمن المعلومات وتلبية متطلبات الأسواق الإقليمية والعالمية. نتصور كذلك أن إحجام الشركات عن الإفصاح عما يتعرض له أمن معلوماتها من حوادث اختراق أمر كان ولا يزال يسبب الإحباط لأجهزة تنفيذ القوانين بل إن هذا الكتمان يؤدي إلي وقوع المزيد من الضحايا لنفس الجريمة إذ تؤكد الأبحاث أن أكثر من نصف المبحوثين لا يبلغون عن الحوادث التي يتعرضون لها لأي جهة بينما يقوم 10% فقط منهم بإبلاغ السلطات عن تلك الحوادث كذلك فإن الحوادث التي تبدو في ظاهر الأمر منفصلة يمكن أن يكون لها مغزي آخر إذا تم تجميعها حيث يمكن أن يكشف بعضها عن أنماط سائدة ومع زيادة تعقد حوادث اختراق أمن المعلومات وزيادة تخفي فاعليها تزيد الحاجة إلي الكوادر البشرية المؤهلة وتعزيز التنسيق والحوار بين الأطراف المستهدفة.