[email protected] هل الجرائم الإلكترونية أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي لأي دولة ؟ وفي محاولة موسعة للإجابة عن هذا السؤال أكدت إحصائية قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي"F.B.I " أن خسائر الشركات والأفراد من الهجمات الفيروسية وغيرها من الخروقات غير القانونية تبلغ ما يقارب ال67.2 مليار دولار سنوياً وشملت هذه الإحصائية أكثر من 2.066 مؤسسة أو شركة متضررة من هذه الهجمات وتبيّن من خلال النتائج أن ما مجموعه 1.324 من الحالات تضررت مادياً من هذه الهجمات وهو ما مجموعه 64% من القضايا التي شملها المسح خلال 12 شهراً. وبلغ متوسط الخسارة لكل شركة 24 ألف دولار وليصل مجموع خسائرها إلي 32 مليون دولار. وقام المكتب بتخفيض نسبة المتضررين من 64 إلي 44% حيث تمثل النسبة الجديدة عدد المتضررين بكل الولايات بشكل تقريبي. وعند النظر لهذه المبالغ الضخمة يظهر ما تتعرض له المؤسسات العالمية الأخري من خسائر مادية تصل لملايين الدولارات جراء الهجمات الفيروسية التي تشهد تطوراً مخيفاً، حتي أصبحت أشهر برامج الحماية تقف عاجزة عن صد هذه الاختراقات الإلكترونية التي تجد لها بشكل دوري أساليب جديدة واختراقات جديدة لارتكاب الفظائع بأجهزة الضحايا كما ورد في المسح بأن خسائر شركات الاتصالات الأمريكية الكبري لوحدها بلغت مليار دولار لسنة 2004م وأكثر منها في 2005م ويبدو أن الأجهزة الأمنية في الولاياتالمتحدة عاجزة عن صد هذه الاختراقات الضخمة علي حد ما جاء في التقرير المرفق بالمسح . وكشف التقرير أن أكثر المؤسسات الخاسرة من بين من شملهم المسح هي تلك التي تعرضت لهجمات من قبل الديدان الفيروسية أو ملفات أحصنة طروادة Trojan Horse تبعها سرقات أجهزة الكمبيوتر ومن ثم الاحتيالات المالية، وتذيل القائمة الاختراقات التي تتعرض لها الشبكات الإلكترونية. كما أقيم المسح المبالغ المالية التي تم دفعها في سبيل مكافحة هذه الهجمات التي بلغت 3.2 مليون دولار للتصدي للهجمات الفيروسية، و2.8 مليون دولار للسرقات، و2.7 مليون دولار لخروقات الشبكات الإلكترونية. وبالرغم من النسبة الكبيرة للشركات التي تستخدم برامج الحماية الشهيرة كبرنامج " " Antivirus وبرنامج " anti-spyware " والجدار الناري وغيرها من الدفاعات التقنية فإن المفاجأة كانت أن هذه الشركات كانت أكثر عرضة للهجمات الفيروسية من غيرها والمفاجأة الأخري كانت أن ما نسبته 44% من الخروقات الأمنية لأجهزة المؤسسات كانت من الداخل. وهذه النسب تجعل عالم الإنترنت عالماً مخيفاً وغير آمن . وأكد التقرير أن إهمال الشركات وعدم تحديثها لبرامج الحماية كان السبب الأكبر لتسهيل الهجمات الفيروسية التي كانت في الغالب نماذج فيروسية عامة تستطيع البرامج المعروفة والمحدثة التصدي لها. ويأمل السيد بروس أن تقوم شركات الحماية من توفير برامج أكثر تطوراً ودقة لمواكبة هذه الموجة الكبيرة من الهجمات الفيروسية التي يتوقع أن تزداد هذا العام بشكل أكبر من الأعوام السابقة نظراً للاكتشافات الجديدة في ظل الثورة المعلوماتية والتقنية التي يشهدها العالم . للحديث بقية ...