ستناقش اللجنة الاقتصادية في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في اجتماعها المرتقب غدا أسعار البترول وتطورات السوق العالمية وتأثير ذلك علي النمو الاقتصادي العالمي. وقالت ممثل الكويت نوال الفزيع في أوبك إن اللجنة الاقتصادية ستناقش في اجتماعها المقرر بالعاصمة النمساوية فيينا أسعار البترول وتطورات السوق العالمية من حيث العرض والطلب وتأثيرهما علي النمو الاقتصادي العالمي. وأضافت الفزيع التي ستترأس وفد الكويت في الاجتماعات التي تستمر ثلاثة أيام أن اللجنة تعقد اجتماعاتها مرتين كل عام، ومن المتوقع أن تناقش أيضا إمدادات البترول العالمية والإنتاج والمخزون سواء في دول أوبك أو خارجها. وأشارت الفزيع إلي أن اللجنة سترفع تقريرها حول تطورات السوق البترولية وتوقعاتها للفترة المقبلة إلي المؤتمر الوزاري لدول أوبك المقرر في الحادي عشر من الشهر الجاري. وأوضحت أنه سيسبق اجتماع اللجنة الاقتصادية بيوم واحد اجتماع للجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج التي تضم الكويت ونيجيريا وإيران والتي ستعقد اجتماعها برئاسة إيران. وقالت إن المؤشرات تؤكد أن الوضع الاقتصادي العالمي جيد حيث تبلغ نسبة النمو لهذا العام 4% وهي نسبة تفوق التوقعات التي كانت تدور حول 3%.. وأضافت أنه يتوقع أن تقود كل من الولاياتالمتحدة والصين هذا النمو، مبينة أن النمو في الصين بلغ في الربع الأول من العام الجاري 11%. وأشارت إلي أن الطلب العالمي علي البترول الخام يتوقع أن يصل في العام الحالي إلي 85 مليون برميل يوميا مرتفعا بواقع 2.1 مليون برميل، موضحة أن الإنتاج العالمي من البترول الخام بلغ في الربع الأول من العام الجاري 52.84 مليون برميل يوميا.. واعتبرت أن هذه الزيادة في الطلب العالمي تعد متوازنة وإن كانت أقل من الزيادة المحققة في العامين الماضيين نظرا لأن معدلات النمو في الاقتصاد العالمي في العامين الماضيين كانت أكبر ووصلت إلي 5.4%. وتوقعت الفزيع أن يستمر معدل النمو في الطلب العالمي علي البترول خلال الفترة المقبلة وحتي عام ،2008 مشيرة إلي أنه سيتركز في كل من الولاياتالمتحدة ودول اَسيا ومنطقة الشرق الأوسط التي تشهد بدورها حالة من النمو الاقتصادي بسبب ارتفاع أسعار البترول، موضحة أن منطقتي اَسيا والشرق الأوسط ستستأثران بنسبة 70% من الزيادة في الطلب علي البترول. وقالت إن أسعار البترول الحالية مازالت مرتفعة وهي تدور حول 70 دولارا للبرميل وإن جانبا من الارتفاع يعود إلي التوترات السياسية والأمنية في المنطقة التي تمتد من الملف النووي الإيراني إلي العراق ولبنان كما تمتد أيضا إلي دول أخري في أوبك منها نيجيريا وفنزويلا، إضافة إلي الانخفاض الطبيعي في مخزونات إندونيسيا البترولية. وأضافت أن إنتاج أوبك بما فيها العراق يبلغ حاليا 5.29 مليون برميل يوميا منها مليونا برميل للعراق و6.2 مليون للكويت طبقا لأرقام شهر يولية الماضي. وأوضحت أن الإمدادات من خارج أوبك لن تكون قادرة علي تلبية الزيادة في الطلب العالمي المتنامي خصوصا علي البترول الخفيف ومشتقاته، متوقعة أن تهبط الأسعار دون المستويات الحالية حال حدوث تطورات إيجابية في الملفات السياسية والأمنية في كل من إيران والعراق ولبنان ونيجيريا لكن من المستبعد أن تهبط هذه الأسعار عن 50 دولارا للبرميل. وأشارت إلي أن ارتفاع أسعار البترول لن يكون في صالح الدول سواء المصدرة أو المستوردة؛ لأن الارتفاع الكبير سيؤثر علي معدلات النمو الاقتصادي العالمي خصوصا في الدول النامية وسيدفع أيضا إلي البحث عن بدائل جديدة للطاقة.