عندما بدأت الدول الكبري انطلاقتها.. اعتمدت علي البحث العلمي وعندما نتحدث عن أوضاع البحوث العلمية والباحثين في مصر نفتح جرحا نازفا منذ سنوات لقطاع أساسي يعاني نقص الامكانات والتجاهل. طرحت "العالم اليوم الاسبوعي" العديد من التساؤلات علي الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث حول أوضاع البحث العلمي في مصر، وأجابنا بأن هناك خطوات تحدث إلي الأمام، الا انه أكد في نفس الوقت أن ظهور أحمد زويل جديد في مصر وتدفق الاستثمارات اليها يعتمد بصفة اساسية علي اعطاء اهتمام بالبحث العلمي وازالة معوقاته. وحول هذه القضية كان هذا الحوار: * هل قدم المركز القومي للبحوث الدور المرجو منه للاقتصاد القومي حتي الآن؟ ** المركز القومي تم انشاؤه عام 1956 وخلال هذه الفترة أعد ابحاثا عديدة في الصناعة والصحة والبيئة وساهمت بالفعل في زيادة المحاصيل الاساسية مثل الذرة والقمح والموالح والفاكهة حيث كانت مصر تستورد كميات كبيرة من القمح والموز من الدول الأوروبية والافريقية كالصومال وغانا وكذلك من امريكا واستطاعت بحوث قسم الهندسة الوراثية ان تقدم عشرات الاصناف الجديدة التي ساهمت في توقف عمليات الاستيراد من الخارج. تسويق الأبحاث * وكيف يتم تسويق هذه الأبحاث العلمية؟ ** يتم عن طريق مكتب خدمة الاستثمار بالمركز والذي تقدم من خلاله 15 شعبة الابحاث الخاصة التي تم اجراؤها، وهذا النظام مطبق في كل دول العالم ولا يمكن زيادة الاستثمار وتطوير السلع والخدمات الا من خلال البحث العلمي، وقد ساهم المركز في توفير أدوية مثل "البروكسمول" باسعار رمزية في متناول جميع المستهلكين وخفض استثمارات كبيرة للشركة المنتجة. كما عالجت ابحاث علمية اخري المشكلات التي تعرض لها الكثير من المصانع وتم تصحيح أوضاعها ووضع طرق حديثة وعلمية للتخلص من الصرف لديها بصورة سليمة وصديقة للبيئة طبقا للقانون والأعراف الدولية. الميزانية * كم تبلغ ميزانية المركز في السنة؟ ** لا داعي للحديث عن الميزانية، وبصفة عامة هي ميزانية ضعيفة للغاية وهو الأمر الذي يجعل المركز يعتمد علي نفسه من خلال تسويق الابحاث العلمية للشركات والمؤسسات التي تعمل في انتاج الدواء وغيرها أسوة بالمراكز العالمية في البحث العلمي ومن خلال مشاركة اساتذة الجامعات المصرية التي تساهم بحد كبير في تطوير المركز القومي للبحوث. * هل يستطيع المركز أن يساهم في صناعة دواء مصري 100%؟! ** نعم وقد قمنا بالفعل كما ذكرت لك سابقا باستخدام نبات "الحلفا بر" والذي دخل في انتاج "البروكسمول" والذي يباع في الأسواق ب 85 قرشا في ظل وجود منتج أجنبي بديل له بلغت حصيلة مبيعات الشركة المنتجة له وهي مصرية نحو 9 ملايين جنيه وهذا ما يشير الي ان العقلية المصرية قادرة بالفعل علي انتاج دواء مصري.. * هل يساهم باحثو المركز في تطوير الشركات ومنتجاتها؟ ** نعم ويوجد تعاقد مع شركة النصر للمسبوكات لاجراء الاختبارات اللازمة لعينات الجوانات المطاطية الخاصة بالمواسير وشركة النجم للصناعة والاستثمار وتجارة ديزل القاهرة والقاهرة لتسويق وتوريد كيماويات الجلود ووزارة النقل ومحافظة الوادي الجديد ومصر الحجاز لصناعة المواسير البلاستيك والعربية للكيماويات ومستحضرات التجميل. خدمة رجال الأعمال * وهل هناك اقبال من رجال الأعمال علي مكتب خدمة المستثمرين بالمركز وهل يلبي بالفعل احتياجاتهم؟ ** الاقبال يتزايد وتشمل قائمة المتعاملين مع المكتب حتي الآن مصنع طلخا ولورد وسيوة للتنمية السياحية وجهاز تعمير القاهرة الكبري والمعهد القومي للمعايرة ومعهد بحوث الاستشعار عن بعد، بالاضافة الي العديد من اصحاب المصانع الخاصة حيث تردد علي المركز عدد يتراوح بين 35 و 40 مستثمرا خلال شهر واحد. * ما معوقات البحث العلمي الحالية في مصر؟ ** الباحث في مصر لا يجد اهتماما مثل لاعب الكرة والفنان وذلك لضعف الاعتمادات المالية والروتين الذي اصاب عدد من المؤسسات الحكومية والتي تعوق تطوير البحث العلمي الذي تعتمد عليه الدول العلمية المتقدمة بدليل أن الباحثين امثال الدكتور أحمد زويل يحققون نجاحا كبيرا عندما ذهبوا الي الخارج واستفادت منهم الدول التي هاجروا اليها.. أسباب داخلية * هل من السهل تكرار شخصية زويل؟ ** العقل العربي والمصري لديه القدرة علي تطوير نفسه من خلال الابحاث والاعتماد علي نفسه، كما ان هناك رجال اعمال حققوا نجاحا كبيرا ايضا خارج مصر ولكن الروتين وضعف الامكانيات وعدم الاهتمام بالعلم الذي هو الركيزة الاساسية لتطوير الاقتصاد والذي يمثل البحث جزءا كبيرا، ويعوق كل ذلك تكرار شخصية زويل مرة ثانية. * ما سر الخلاف بينك وبين الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي؟ ** لا توجد أي خلافات علي الاطلاق بيني وبين الدكتور هاني هلال ولو كان ذلك صحيحا لتحدثت فيه فورا، وهو رجل فاضل وعالم احترمه واقدره حتي لو تدخل البعض بالشائعات المغرضة لاحداث ذلك الخلاف بيننا وهذا لم ولن يحدث.