كشف عدد من القيادات المصرفية الايطالية المشاركة في القمة المصرية عن زيادة اهتمام البنوك الايطالية بمنطقة الشرق الأوسط وقال دومينيكو سانتيتشيكا، المدير العام لجمعية المصارف الايطالية إن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا توفر فرصا كبري للنظام المصرفي الايطالي، مؤكدا علي ضرورة بذل الجهود في هذا الصدد. وأشار المسئول الايطالي إلي الحاجة لدعم التعاون بين النظام المصرفي بايطاليا ونظيره بمنطقة المتوسط. وقال سانتيتشيكا إن عملية برشلونة هي الطريق الصحيح الذي يجب السير فيه، مضيفا أن علي دول الضفة الجنوبية للمتوسط أن تتكيف مع المعايير الغربية التي من شأنها دعم التجارة وتحقيق النمو في الخدمات المالية والتركيز بصورة أكبر علي استخدام الأدوات المالية العامة. وأوضح مدير عام جمعية المصارف الايطالية أن إنشاء بنك أورو متوسطي يمثل الهدف الأكبر الذي يسعي إليه الجميع حيث سيؤدي إنشاؤه إلي المزيد من المرونة فيما يختص بسياسات تقدير المخاطر، وقدرا أكبر من المشاركة من جانب الدول المعنية، وأسلوبا مختلفا في الحوار مع المؤسسات المحلية، وحضورا اقليميا أوسع. وأعرب سانتيتشيكا عن أمله في أن تسمح تلك الظروف بالتعاون المرتبط الآن باتفاقيات من أجل شراكة مصرفية كما أعرب عن تطلعه لأن تبذل البنوك العربية مزيدا من الجهد في التكيف مع المعايير الدولية. وشدد سانتيتشيكا علي أنه إذا تحقق ذلك فإن البنوك الايطالية لن تتراجع فنظامنا المصرفي مفتوح وأكثر من 15% من الارصدة في أيد أجنبية، ونعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث أيضا مع البنوك العربية. وكان عدد من المصرفيين المشاركين في القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2006 التي استضافتها العاصمة الايطالية نهاية الاسبوع الماضي قد أكد وجود فرص نمو أمام قطاع المصارف العربية للتوسع داخل السوق الايطالي، إلا أنه أوضحوا أن المصارف الايطالية لا تزال غائبة عن المنطقة العربية. وقال ميشيل كرينتي نائب المدير العام لمصرف كريديت ليبانيز "الاعتماد اللبناني" إن المصارف العربية لم تعد تلك المصارف التي واجهت الصدمة البترولية في عام 1974 فهي تشهد حاليا زيادة في رؤوس الأموال والسيولة موجودة بالشرق الأوسط. يذكر أن مصرف كريديت ليبانيز يستعد لفتح 18 فرعا خلال الأعوام الخمسة المقبلة كما سيعلن عن عرض عام لشراء أسهم بقيمة 150 مليون دولار في نهاية الصيف بعد رفع رأس المال بقيمة 100 مليون دولار في مايو الماضي. وتعقيبا علي هذا التوسع قال كرينتي إن هناك اهتماما، واننا نسعي للتطور داخل البلدان العربية. وأضاف أنه علي العكس من البنوك الأوروبية الأخري، فإن البنوك الايطالية لا تري الشرق الأوسط فرصة مناسبة للاستثمار حتي الآن، وذلك بسبب التحيز والافتقار للرؤية الاستراتيجية. وقال بياجيو ماترانجا المدير العام لبنك بانكا يوباي الايطالي إن ايطاليا غائبة عن الاسواق العربية إلا أنه أوضح أنها تستعد حاليا لدخول السوق الجزائري والليبي. كما أشار إلي وجود فرص استثمارية أخري أمام هذه البنوك في بلدان عربية علي رأسها لبنان، مشيرا إلي أنه تتكون حاليا منطقة مالية شرق أوسطية جديدة وقال إن المشكلة هي أن البنوك الايطالية تتسم بالانحياز وأنها لا تعرف الشيء الكثير عن المنطقة، مضيفا أن هناك طريقة أخري لفهم الاسلوب الذي ينمو به القطاع المصرفي بالمنطقة وتتمثل في اعداد الفروع الموجودة بالفعل مقابل عدد الافراد حيث يوجد بايطاليا فرعا مصرفيا لكل 1500 شخص، وفرعا لكل 30 ألف شخص بالجزائر، وفرعا لكل 150 ألف شخص بسوريا. وحذر ماترانجا من التقليل من شأن هذه الاحصائية لأنها تدعو إلي امكانية دراسة امكانية فتح فروع جديدة بهذه البلدان. من جانبه أعرب اليأس غنطوس، لأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة للدول العربية، عن أمله في إنشاء بنك تمويل ليحل محل الشراكة الاورومتوسطية (فيمب). وقال غنطوس أمام القمة المصرفية العربية الدولية إنه يجب علي المؤسسات المالية الاوروبية والعربية أن تصبح أكثر فاعلية في إنشاء آليات استثمارية في المنطقة. ووصف الاستثمارات الايطالية في الدول العربية بأنها مازالت متواضعة، كما أن التعاون بين الطرفين يتركز اساسا علي المستوي التجاري. وأكد غنطوس علي أهمية البدء في مشروعات مستقبلية مشتركة وتوقع غنطوس أن تزيد الشركات الايطالية استثماراتها في تصدير المنتجات غير البترولية.