البورصات العالمية تواصل انحسارها بحدة بفعل مخاوف الفائدة

واصلت الاسهم في وول ستريت تراجعها للجلسة الثانية يوم الثلاثاء مع تزايد التوقعات بعدم تخلي مجلس لاحتياطي الفيدرالي ( البنك المركزي الامريكي ) عن سياسة رفع الفائدة علي الرغم من التنبؤات بتباطؤ وتيرة النمو في النصف الثاني .
و جاءت الخسائر بعد ان اكدت تصريحات رئيس المجلس بين بيرنانكي الرسالة التي فهمتها الاسواق من تفاصيل الاجتماع الاخير للمشرعين الفيدراليين و التي تشير الي عدم ترحيبهم الواضح عن المعدل السريع الذي يسير به التضخم .
و تركز جانب كبير من التراجع في قطاع الخامات وسط القلق من هبوط الطلب عليها في الاشهر المقبلة نتيجة لهدوء ايقاع النموالاقتصادي . و كان قطاع التشييد و البناء ايضا من اكثر المتضررين نظرا لارتباط اداءه بصورة مباشرة باتجاه الفائدة التي كلما هبطت كلما زاد الطلب علي الرهن العقاري و هو ما ينعكس ايجابيا علي نشاط القطاع .
و هوي المؤشر الصناعي داو جونز ب0.4 % الي 11002.14 نقطة فيما يعد ادني مستوياته منذ مارس . و تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 ب0.1 % الي 1263.85 فيما فقد مؤشر ناسداك المؤلف معظمه من اسهم التكنولوجيا ب0.3 % منخفضا الي 2162.78 نقطة .
يشار الي ان ستاندرد اند بورز 500 فقد نحو 4.7 % منذ بلوغه اعلي مستوياته في خمسة اعوام الشهر الماضي .
التضخم
هذا و لم تقتصر الانعكاسات السلبية علي السوق الامريكي فقط بل امتدت لتهوي بالبورصات الاوروبية و الآسيوية ايضا . و خيم شبح الفائدة علي التعاملات مما اثر علي معنويات المستثمرين و دفعهم الي الاقبال علي البيع . و راهن نحو 80 % من المستثمرين علي قيام الامريكي المركزي برفع الفائدة للمرة السابعة عشر علي التوالي في اجتماعه المقبل في التاسع و العشرين من الشهر الجاري من معدلها الحالي البالغ 5 % و لم تكن تلك النسبة تتجاوز 48 % قبل تصريحات بيرنانكي التي اكد فيها ان البنك سيفعل أي شيء لاحتواء الضغوط التضخمية . و دفعت نفس التصريحات ايضا بنك " جولدمانساكس " بشان الفائدة . فبعد ان كان يتوقع ثباتها عند معدلها الحالي خلال الاجتماع المقبل اصبح يتوقع الآن رفعها الي 5.25 % .
التشييد و البناء
و كان لتلك التوقعات اسوا الاثر علي اداء اسهم التشييد و البناء يصفة خاصة ليهوي مؤشر ستاندر اند بورز الفرعي للبناء الذي يضم اسهم 16 شركة تمارس انشطة البناء ب3.9 % منهيا التعاملات عند ادني قيمة له منذ اكتوبر 2004 و مسجلا اكبر خسارة له علي مدي يومين متصلين منذ ديسمبر 2003 . و انخفض سهم " دي آر هورتون " كبري شركات البناء الامريكية ب1.40 دولار الي 23.41 دولار . و انخفض سهم " كي بي هوم " ب3.28 دولار او 6.7 % الي 45.82 دولار مسجلا اسوأ اداء علي مستوي مؤشر ستاندرد اند بورز 500 . في نفس الوقت انخفض سهم " لينار " ب1.50 دولار الي 45 دولار فيما فقد سهم " بولت هومز " ب1.64 دولار الي 28.11 دولار .
الخامات
و من الخاسرين البارزين يوم الثلاثاء اسهم الخامات التي فقد مؤشرها 0.8 % ليمني باضعف اداء علي مستوي المجموعات الصناعية العشرة التي يتالف منها ستاندرد اند بورز 500 الرئيسي . و فقد سهم " ايستمان كيميكال " اكبر منتجي العالم للبلاستيك المستخدم في تصنيع زجاجات المشروبات 1.82 دولار من قيمته لينخفض الي 54.22 دولار . و هبط ايضا سهم " يو اس ستيل كورب " اكبر شركات الصلب الامريكية ب1.11 دولار الي 63.91 دولار . كما انخفض سهم " الكوا " اكبر منتجي الالومينيوم علي مستوي العالم ب69 سنت الي 30.69 دولار .
و علي مستوي مؤشر داو جونز سجلت اسهم عملاقة السيارات الامريكية " جنرال موتورز " اكبر الخسائر بين اسهم المؤشر متراجعة ب80 سنت او ما يعادل 3.1 % الي 25.25 دولار للسهم . جاءت الخسارة عقب اعلان رئيس الشركة ريك واجونار ان شركته تواجه تحديا كبيرا في مجال المبيعات مشيرا الي ان صعوبة تنفيذ خططه بتقليص التكاليف بمليار دولار هذا العام .
مكاسب
علي الجانب الاكثر تفاؤلا قفز سهم " جوجل " التي تمتلك اوسع محرك للبحث عبر الانترنت ب15.55 دولار او 4.2 % الي 389.99 دولار اكبر مكاسب بين اسهم ستاندرد اند بورز 500 بعد ان اعلنت اصدار برنامج جديد للحسابات ينافس برنامج الاكسل الذي تنتجه " مايكروسوفت " و الذي بامكانه قراءة و حفظ ملفات الاكسل . علي الجانب الآخر ادي الاعلان الي تراجع سهم " مايكروسوفت " ب37 سنت الي 22.13 دولار .
و من بين الفائزين ايضا سهم " هيومان جينوم " للصناعات الحيوية الذي صعد ب41 سنت الي 10.60 دولار بعد ان وافقت " نوفارتيس " ثالث اكبر شركات الادوية الاوروبية علي دفع 507 مليون دولار للشركة الامريكية مقابل الاشتراك في بيع عقار " البوفيرون " المقاوم لفيروس الالتهاب الكبدي سي .