حين قرأت التصريح الذي أدلت به السفيرة مشيرة خطاب بعد حكم المحكمة بإثبات نسب ابنة الحب "لينا" لوالدها الممثل الشاب أحمد الفيشاوي، والشابة هند الحناوي أحسست أن المجتمع يتجه إلي المساواة النفسية في تحديد المسئولية الاجتماعية والجنائية لفكرة الحب بين أي شاب وفتاة فهاهي هند الحناوي تنجح في تسجيل ابنتها باسم من أنجبها، وهو من رفض إجراء التحليل الكاشف للجينات الوراثية المسمي D.N.A وكان هذا الرفض اقرارا بأن الممارسة الزوجية قد حدثت وأن من حق الوليدة أن تجد اسم والد لها. ولأن ما نال سمعة هند الحناوي الكثير من الغمز واللمز العلني والصريح لذلك اتجه المحامي الخاص بها إلي دعوي "خلع" ودعوي "تعويض"، ونحن نعلم أن "الخلع" في مجتمعنا يحمل مضمونا قد يجرح الرجل، بعد خمسة آلاف عام هي عمر سيادة الذكورة علي الأنوثة في العالم بأكمله فضلا عما تسببه فكرة الخلع من تجريح لمن تقع عليه تجربة الخلع، فقد تعودت البشرية أن تكون المرأة هي المرفوضة وهي المتهمة، ولم يتعود الرجل علي تلك الفكرة وحين يتعرض لها قد يجري إلي العيادات النفسية بحثا عن علاج نفسي كما أن الحرج الذي وقع فيه الممثل الشاب، بكل تفاصيل القضية كان حرجا كبيرا فقد اشتهر ببرنامج تليفزيوني يدعو الشباب إلي الهداية فكيف يصدر منه مثل هذا السلوك الذي أقر به وهو إقامة علاقة شاء هو تصنيفها بأنها لم تكن زواجا، بل "زنا"؟ الآن انتهت اللعبة الجارحة وخرجت "لينا" الطفلة منتصرة بدلا من أن تنضم إلي قافلة من يبحثون لأنفسهم عن اسم لوالد وهم من يزحمون الشوارع ويقال عنهم "اللقطاء" وستصبح لينا هي أشهر ابنة للعلاقة العاطفية غير الناضجة التي أراد فيها الأب أن يأخذ المتعة دون أن يتحمل المسئولية الجنائية للفعل العاطفي وهكذا فقدت السينما المصرية أحد مصادرها الأساسية في تأليف الروايات التي كنا نصفها بأنها روايات ركيكة فقد أصبح لدينا حكم قضائي كان بإمكانه أن يمنع "صفعة" عماد حمدي لعبد الحليم حافظ في فيلم الخطايا!! ولست في مجال الحكم الأخلاقي علي سلوك هند وأحمد أثناء علاقاتهما العاطفية ففي الحب لا يوجد مجال للعقل، ولكن فيما بعد الحب هناك الواقع الاجتماعي الذي مازال يفرض علي البنت أن تكون شبه راهبة ومتوجسة فلا يجب أن تندفع في العلاقة الي نقطة الخطر فهي التي تحمل وهي التي تلد ومن المعروف عالميا انه حتي في البلاد المتحررة من القيود الأخلاقية، ان البنت حين تجد نفسها حاملا من علاقة عاطفية تتحمل الكثير من المتاعب المتعلقة بالمستقبل فهي ان كانت تلميذة يضيع عليها العديد من سنوات المستقبل ولا يمكن ان تواصل حياتها إلا بعد ان تتنازل عن الابن او البنت لأسرة أخري بالتبني، وهناك العديد من الدراسات النفسية عن أمهات تحت العشرين يعشن في جحيم الاكتئاب وعدم الثقة بالرجل أو بالنفس. إن ترحيب المجلس القومي للطفولة والأمومة بمثل هذا الحكم هو الإيمان بالمسئولية المشتركة للرجل والمرأة عن الفعل العاطفي كي لا تهدي تجارب الحب للمجتمع أبناء يبحثون عن اسم لأب. وعن نفسي سأنظر إلي أي اثنين يجلسان في كازينو يطل علي النيل وأمامهما كوبان ليمون وسأقول لهما في رحلة الأحلام لابد لكما أن تدرسا أين سيقف قارب الواقع؟ هل يرسو علي شاطئ بيت صغير يسع أحلامكما؟ أم يقف أمام قاض لاثبات نسب المولود ثم أمام قاض آخر لاثبات حق المرأة في الخلع؟