[email protected] تهدف سياسات التحرير الاقتصادي والمبادرات الحكومية للتنمية التكنولوجية علي تجاوز العقبات وتخفيض نفقات التكنولوجيا مما يشجع علي انتشار استخدام التقنيات الحديثة في أوساط المجتمع. وفي إطار الخطط الوطنية الخاصة بتطبيق مبادرات الحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والمحتوي الرقمي فإن التحدي الرئيسي الذي يواجهنا هو جذب المتخوفين من التكنولوجيا لكي يستفيدوا منها كما يستفيد منها المتحمسون لها. ونتصور أنه من أهم متطلبات بناء مجتمع المعلومات التي سيبحثها مؤتمر التلاحم بين الإعلام والاتصالات والذي تنظمه بعد غد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علي هامش فاعليات مؤتمر دافوس الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ هو تشجيع وسائل الإعلام الالكترونية علي أداء دورها في تقديم خدمة عامة مجانية ومنصفة للوصول إلي المعلومات ومحو الأمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خاصة في المناطق المحرومة وضرورة تعزيز إنشاء محتوي إلكتروني من نوعية جيدة، مع مراعاة الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات حيث ما زال الكثيرون لا يدركون بعد أن التقارب الحاصل بين خدمات الاتصالات الجديدة وبين الخدمات الإعلامية الغنية قادر علي رفع مستوي الأفضلية التنافسية الإلكترونية الوطنية أكثر من أي من المبادرات الحكومية الأخري. وتماشياً مع ذلك فإن صناعة الإعلام الوطنية قادرة علي لعب دور مهم في تحقيق أهدافنا في مجالات التجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني, بينما يلعب المستهلكون دورا لا يقل أهمية في تحديد سرعة تحقيق تلك الأهداف الطموحة . ونعتقد أن التقنيات العصرية سهلة الاستخدام واقتصادية التكلفة تضع المستهلك خلف عجلة قيادة السيارة إذا نحن شبهنا شبكات الاتصالات بالسيارة التي نتنقل بها وتكون الخدمات الإعلامية هي الوقود إذ بدأ المستهلكون في جميع أرجاء العالم اللجوء إلي استخدام أجهزة الكمبيوتر والتليفون وغير ذلك من أجهزة التكنولوجيا والاتصالات التي تتميز بتكاليفها الاقتصادية، وتفتح أمامهم طرقا جديدة للاتصال والحصول علي الخدمات الإعلامية وتجمع بين مزايا تقنيات الاتصالات التليفونية المعتمدة علي بروتوكول الإنترنت، لإجراء المكالمات التليفونية عالية الجودة عبر الإنترنت وتوفير الخدمات الرقمية كمشاهدة برامج التليفزيون الرقمية حسب الطلب ووصلات الإنترنت ذات النطاق العريض البرود باند ومن ثمة فإن هذه الخدمات الشبكية المتعددة تعطي سبباً جديداً ومقنعاً يشجع ملايين الناس علي الاتصال بالإنترنت. وفي الحقيقة فان دور مزودي الخدمات الإعلامية يزداد أهمية بالنسبة لنجاح الخطط التي تسعي إلي رفع مستوي الأفضلية التنافسية الإلكترونية الوطنية. فالخدمات الشبكية متعددة المزايا، وخصوصا تلك التي تجمع بين خدمات الاتصالات وبين الخدمات المعلوماتية وخدمات الوسائط المتعددة لن يقتصر تأثيرها الكبير علي تخفيض الأسعار ورفع مستويات التوافرية فحسب بل ستؤدي أيضاً إلي زيادة جذرية في إمكانيات توفير الخدمات النوعية ذات القيمة الإضافية، ورفع مستويات الإبداع والتكامل بين خدمات الاتصالات والخدمات الإعلامية في العديد من الأسواق العالمية. في النهاية نؤكد أن التقارب المستمر بين خدمات الإعلام والاتصالات يمكن أن يؤدي إلي تنمية طلب المستهلكين علي الفيديو والتليفزيون الرقمي وغيرها من الخدمات التي تتطلب وصلات عالية السرعة إلي زيادة الطلب علي تقنيات البرود باند بصورة كبيرة حيث ارتفع حجم قاعدة المشتركين من 5000 مشترك في عام 2004 إلي نحو 100 ألف مشترك في الوقت الحالي ومن ثمة فإن تيسير الحصول علي خدمات الاتصالات وتخفيض أسعارها يزيل الكثير من العقبات أمام انتشارها, ولكن دمجها مع الخدمات الإعلامية الغنية يشكل حافزا قويا وحقيقيا بالنسبة للمستهلكين كما أن نجاح مزودي الخدمات في استثارة حماس المستهلكين بتقديم خدمات رقمية جديدة ومتطورة سوف يكون له الأثر الإيجابي المباشر في قدرة مصر علي تحقيق الأفضلية التنافسية الإلكترونية والمحافظة عليها. للحديث بقية ...