توقع خبراء وتجار ذهب استمرار صعود أسعار الذهب مع دخول الملف الإيراني النووي مرحلة جديدة باعتراض روسيا والصين لأي عمل عسكري من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية وارتفاع أسعار البترول.. وأكدوا علي تكرار سيناريو عام 80 أو عام الرهائن الأمريكيين بإيران، وفي ذلك التاريخ وصلت سعر الأونصة 850 دولارا وهو ما لم يتكرر حتي في الأزمة الحالية.. وتوترت أسعار الأونصة نهاية الأسبوع الماضي بين 710 و730 دولارا للأونصة مع أخبار عن تأكيدات بتوصل إيران لليورانيوم المخصب بالاضافة إلي المضاربات وهو ما تسبب في الانخفاض لأول مرة للجرام في المتوسط بحوالي 4 جنيهات وهو ما لم يشهده الذهب منذ بداية العام. فبعد أن بلغ الجرام عيار 21 حوالي 116 جنيها يوم الخميس الماضي انخفض إلي 114 جنيها أول أمس السبت واستقر عند نفس الرقم أمس - الأحد - بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 912 جنيها والجرام عيار 24 وصل إلي 130.25 جنيه وعيار 18 بلغ سعر 97.70 جنيه. ويتوقع الخبراء ان ترتفع هذه الارقام اليوم الاثنين مع افتتاح البورصات العالمية حيث توقعوا استمرار ارتفاع سعر الاونصة مع زيادة توتر العلاقات الايرانية الامريكية واستمرار ارتفاع اسعار الذهب.. واتفقوا حول عدم توقعهم لما سيحدث خلال الفترة القادمة وفسروا الازمة علي انها كارثة علي الصناعة المحلية حيث اغلقت اكثر من 400 ورشة خلال الفترة القليلة الماضية. ادخار وليس استثماراً الذهب ادخار وليس استثماراً هكذا بدأ كلامه رفيق عباس رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات مؤكدا انه يتوقع ان تتوقف هذه الزيادة بعد استقرار الازمة وبحث المستثمرين عن الاستثمار بعيدا عن الذهب والذي تضاعفت اسعاره 3 مرات مما اثر علي الصناعة المحلية وتحديدا العمالة التي تم تقليصها بنسبة 70% بعد ان توقفت اسواق الشراء والبيع ويوضح رفيق عباس اننا منذ 5 سنوات لا نستورد اي خامات بل نصدر الخامات التي يتم شراؤها لان المستهلك اصبح يستهلك حوالي 50% من الخامات فمثلا اذا كان التجار يشترون 100 طن خام لا يصنعون سوي 50 طنا فقط. ويضيف رفيق عباس أنه في ظل التوترات السياسية يتوجه الاستثمار لشراء الذهب لأنه الآمن مؤكداً ان الاستثمار هرب من سوق السندات العالمية وخاصة مع التهديدات بتوقف الشركات الكبري أو تخفيض إنتاجها في ظل ارتفاع أسعار البترول وهذا يمكن ان يتكرر بشكل غير مباشر في مصر. 5 أسباب ويحدد ألبير فاروق إبراهيم عضو شعبة المشغولات الذهبية 5 أسباب لاستمرار ارتفاع الذهب وهي مشكلة إيران وأمريكا وثانيا ارتفاع أسعار البترول بسبب الأزمة الإيرانية وثالثا ارتفاع معدل التضخم في أمريكا والتخوف من الركود، ورابعا هبوط الدولار أمام العملات الأخري وخاصة اليورو والاسترليني وخامساً رغبة عدد من البنوك المركزية تحويل جزء من احتياطياتها للذهب وتحديداً الصين. ويسخر ألبير فاروق مما يحدث في السوق موضحا ان حالة السوق "تحت الصفر بشويتين" علي حد تعبيره مؤكداً ان الأسباب ليست محلية وإنما عالمية وتحديداً العرض والطلب في البورصات العالمية. وأكد ان سعر الذهب حاليا يعتبر الأعلي في تاريخ الذهب في مصر وخاصة ان الأسعار ارتفعت في وقت قياسي من أول العام فقط بنسبة 59% في الأونصة. ويلفت ألبير فاروق النظر إلي قضية أخري وهي ان بعض التجار والصياغ حالياً يصفي تجارته وينتظر لحين انخفاض الأسعار والعودة إلي السوق مرة أخري وخاصة ان هناك تجارا يخشون الخسارة الرهيبة إذا اهتزت الأسواق عالمياً.. ورغم ذلك يعتبر ألبير فاروق ان الذهب مازال الملاذ الآمن لكل الدول والأفراد. الأونصة 1000 دولار ويتفق مع الرأي السابق رأفت توفيق مدير محلات رأفت توفيق ويضيف ان المضاربين هم أخطر فئة تؤثر حالياً علي أسعار الذهب وكذلك انهيار البورصات العالمية وهو ما دفع المستثمرين للهروب من الأوراق المالية إلي الذهب. ويؤكد توفيق ان هناك توقعات ان تصل الأونصة إلي 1000 دولار إذا قامت أمريكا بأي عمل عسكري ضد إيران مشيراً ان كل تاجر يضع بدائله حسب قناعاته وأولوياته مؤكداً انه غير مقتنع بقيام أمريكا بأي عمل عسكري ضد إيران وخاصة ان الشعب الأمريكي غير مؤهل حاليا لمثل هذا العمل وهو ما يعني ان الذهب "سيقع" مع استقرار الأزمة.. وأوضح ان التجار لا يفرق معهم ارتفاع الأسعار وخاصة ان زيادة الأسعار تصيب السوق بالشلل وتوقع ألا يصل استهلاك مصر من الذهب خلال العام الحالي حوالي 50% من استهلاك العام الماضي. انخفاض الدولار ويضيف عبدالعزيز المواردي عضو شعبة المشغولات الذهبية أن انخفاض الدولار أمام اليورو والاسترليني ساهم في ارتفاع سعر الأونصة عالميا وتوقع أنه إذا قامت أمريكا بعمل عسكري أن يصل سعر البترول إلي 100 دولار للبرميل وهو ما يعني وصول سعر الأونصة إلي 1000 دولار وخاصة أن الاستثمار في الذهب أكثر أمانا من الدولار. ويوضح عبدالعزيز المواردي أنه في عام 1980 حين وصلت الأونصة 856 دولارا هبطت إلي 452 دولارا. وعن أحوال السوق المحلي يؤكد المواردي ليس هناك مشتر في السوق المحلي وحاليا البورصات هي التي تشتري وحجم الشراء يؤكد أن هناك دول وراء الصفقات وخاصة من العرب أو فنزويلا، مشيرا إلي أن استهلاكنا خلال العام الماضي بلغ 80 طنا وفي العام الحالي لن يصل إلي 40 طنا ورغم ذلك يؤكد أن الذهب سيد الازمات. اقتناء الذهب ويوضح أحد التجار رفض ذكر اسمه أن الأزمة الحالية أفرزت ذبونا آخر في السوق يقتني الذهب الخام ويقوم بتخزينه مرجحا أن هذا النوع من الزبائن هرب من البورصة بعد أزمتها لأخيرة.. ويضيف أنه للأسف الشديد هناك توقعات أكيدة باستمرار الارفاع في الاسعار وخاصة مع المضاربات الشديدة في شرق آسيا علي الذهب ولكن مع عدم توقع متي ستبيع هذه الدول وهو ما يعني حدوث هزة في سوق الذهب مشيرا إلي أن صناديق الاستثمار الأمريكية هي التي بدأت ترفع الاسعار العالمية بعد المضاربات التي قامت بها مؤخرا.. وعلي جانب آخر يوضح أن حوالي 97% من الورش أغلقت وال3% لا تقوم حاليا سوي بكماليات ورتوش.