قادت الهجمات التي شهدتها خطوط تصدير البترول النيجيري وتوقعات بانخفاض المخزونات الأمريكية مع دخول موسم عمليات الصيانة، اسعار البترول العالمية للارتفاع نهاية الأسبوع الماضي لتغلق فوق 64 دولاراً للبرميل وسط توقعات بالمزيد من الارتفاع خلال الأسبوع الحالي زاحفة نحو 70 دولاراً للبرميل هذا في الوقت الذي تنبأ فيه تقرير صادر عن مصرف CIBC الكندي بأن زيادة النشاط الإعصاري التدميري في خليجِ المكسيكجنوبالولاياتالمتحدة، والذي تتمركز فيه صناعة البترول الأمريكية، سيؤدي إلي رفع أسعار الوقود وإلي "ضربة قاضية" إلي المسعي الأمريكي لاكتفاء ذاتي أكبر من الطاقة وحلم الرئيس الاميركي جورج بوش بالتخلص من البترول العربي. فمع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي اغلق الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم مايو مرتفعا 34 سنتا الي 64.25 دولار للبرميل بعد أن سجل أثناء الجلسة 64.75 دولار وهو أعلي مستوي لاسعار العقود الآجلة في نايمكس منذ السابع من فبراير.وفي بورصة البترول الدولية بلندن أغلق خام القياس الأوروبي مزيج برنت لعقود مايو مرتفعا 20 سنتا عند 63.47 دولار للبرميل. الوضع النيجيري وفرضت الأحداث في نيجيريا نفسها علي السوق الأسبوع الماضي في أعقاب اعلان شركة ايني الإيطالية للطاقة أنها قد لا تتمكن من الوفاء بالتزاماتها لصادرات البترول الخام من مرفئها للتصدير في نيجيريا بعد ان تعرض خط أنابيب لهجوم هو ما أدي الي قفزة في الأسعار نسبتها 3.5%. ويبلغ حجم الشحنات من مرفأ ايني في نيجيريا حوالي 200 ألف برميل يوميا. وتسبب انفجار خط الأنابيب في وقف إنتاج 75 ألف برميل من إنتاج ايني في نيجيريا. وتراجعت صادرات البترول من نيجيريا العضو في منظمة أوبك وأكبر منتجي الخام في إفريقيا بسبب هجمات علي منشآت بترولية هناك. وأوقفت شركة رويال داتش شل وشركات اخري 630 ألف برميل يوميا من الإنتاج أو 26% من الطاقة الإنتاجية في ثامن أكبر مصدري الخام في العالم. انخفاض المخزونات ومما ساعد الاسعار علي الاتجاه الصعودي نهاية الأسبوع المنقضي الانخفاض غير المتوقع في مخزونات البترول الامريكية وكذلك الهبوط في مخزونات البنزين واللذان ربما يكونان علامة علي أن الإمدادات وصلت الي ذروتها الموسمية وانه مع توقع ان يزيد الطلب اثناء موسم القيادة الصيفي فان انخفاضا آخر في المخزونات قد يدفع الاسعار لمزيد من الصعود. توقعات.. من ناحية اخري توقع تقرير صادر عن "سي آي بي سي" أن يؤدي فصل الأعاصير في خليج المكسيك هذا الصيف إلي أن تشهد أسعار البترول ارتفاعًا حادًا في النصف الثاني من العام الحالي. وجاء في التقرير أن وجود نشاط إعصاري تدميري بدرجة كبيرة جداً في خليج المكسيك، كما توقع العديد من علماء الطقس، قد يؤدي إلي انخفاض الإنتاج في هذه المنطقة طوال هذا العقد وأن يزداد اعتماد الولاياتالمتحدة علي الإمدادات الخارجية خصوصا من الدول العربية التي يعتبرها المحافظون الجدد في ادارة الرئيس بوش دولاً غير مستقرة لا يعتمد عليها وتهدد أمن الولاياتالمتحدة. يذكر ان الرئيس بوش قال في خطابه عن حالة الاتحاد في يناير الماضي، إن "أمريكا مدمنة علي البترول" وتعهد انه سيتخلص بنسبة 75% من بترول الدول العربية، وقال إنه ينبغي علي الولاياتالمتحدة "لتعزيز أمنها القومي والاقتصادي، أن تقلل اعتمادها علي البترول الذي يستورد معظمه من مصادر غير جديرة بالثقة في الخارج". ويري التقرير إن الهبوط في الانتاج (في خليج المكسيك) سيؤدي إلي قفزة كبيرة في زيادة اعتماد الولاياتالمتحدة علي البترول المستورد من الخارج وستزيد النسبة من 65% حاليا إلي ما يقدر بحوالي 72% عام 2010. وأضاف: من المحتمل أن تؤدي الاضطرابات في إنتاج البترول الاميركي - علي المدي القصير - إلي أن يسجل مزيج وسيط غرب تكساس رقمًا جديدًا في ارتفاع سعر الخام بسبب موسم هذا العام العاصف وسيكون المتوسط هو 78 دولارًا للبرميل في الربع الاخير من هذا العام. وتوقع التقرير أن ينخفض إنتاج البترول من الخليج بنسبة 20% أقل من قمة الإنتاج عام 2003، ويستمر ذلك بقية العقد الحالي.وتوقع التقرير أن ينخفض إنتاج الولاياتالمتحدة من البترول الخام من 7.3 مليون برميل يومياً عام 2005 إلي 6 ملايين برميل يوميًا نهاية العقد، وتترتب علي ذلك زيادة الاعتماد علي الاستيراد من 65% إلي 72% بنهاية العقد الحالي.