تشير التوقعات إلي أن المنافسة علي الشبكة الثالثة للهاتف المحمول في مصر ستكون شرسة وقوية حيث قامت حتي يوم "الخميس الماضي" أكثر من 13 جهة بسحب كراسة الشروط وأعلنت تحالفات محلية وعالمية دخولها المنافسة علي هذه الشبكة. وعلي المستوي المحلي هناك أكثر من جهة اعلنت عن تكوين تحالفات للمنافسة علي الشبكة الثالثة وتري ان العائد من هذه الشبكة سيكون مرضيا بالنسبة للفائز بها خاصة وان نسبة تغطية المحمول في مصر لا تزال متدنية مقارنة بالدول المشابهة لمصر من ناحية التعداد السكاني والدخول. ويشير الدكتور مدحت خليل - رئيس مجلس ادارة شركة راية القابضة - إلي أن قرار شركة "راية" المنافسة علي شبكة المحمول الثالثة ليس أمرا غريبا حيث ان الشركة تعمل في مجال الاتصالات منذ عام 1998 مع بداية خطوات الحكومة تحرير قطاع الاتصالات بتحرير مجال نقل المعلومات فتم انشاء شبكة "راية" للاتصالات. واضاف انه منذ العام الماضي بدأت "راية" في تقديم خدمات الاتصالات الصوتية وهو من القطاعات الواعدة. ويري خليل ان تحالف "راية" للمنافسة علي شبكة المحمول الثالثة أمامه فرص قوية للفوز كما ان لديه القدرة علي انجاح الشبكة الثالثة في مصر لعدة أسباب اهمها ان راية تمتلك اكبر شبكة توزيع للتليفونات المحمولة في مصر كما تمتلك أكبر شبكة محلات تعمل في هذا المجال كما ان راية يمكن ان تقدم قيمة مضافة للشبكة الثالثة لانها تعد أكبر مورد لنظم المعلومات لشبكات الاتصالات. ويؤكد ان تحالف شركة راية مع مجموعة MTN المحدودة من جنوب افريقيا يجعل التحالف قويا جدا فقيمة رأس مال شركة MTN يزيد علي 14 مليار دولار، وتعد من كبري شركات الاتصالات المتداولة اسهمها في بورصة جنوب افريقيا، اضافة إلي رأس المال الضخم تمتلك MTN شبكة متطورة تمتد في 10 دول افريقية وتقوم بخدمة ما يزيد علي 20 مليون مشترك. ومن الناحية المالية هناك ايضا جولدن بيراميدز بلازا وستارز كوميونيكاشن مما يجعل التحالف متكاملا من الناحيتين الفنية والمالية. وحول تقييمه للشروط التي وردت في كراسة الشروط اوضح رئيس شركة راية القابضة أن الشروط جيدة واهمها ان يكون أحد افراد التحالف لديه خبرة سابقة في تشغيل شبكات هاتف محمول لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات كما انه لابد ان يكون في شبكاتهم اكثر من خمسة ملايين مستخدم.. هذا بالاضافة إلي ضرورة الحصول علي 75% من التقييم الفني. المفاضلة بين التحالفات وتوضح الكراسة ان المفاضلة بين التحالفات سوف تضع في الاعتبار الجانبين الفني والمالي مناصفة وسيتم تقسيم نقاط المفاضلة إلي 1000 نقطة. وتشمل الكراسة طرح المزايدة بنظام محايد تكنولوجيا بنظام جي اس أم أو سي دي ام ايه كما تشمل أيضا خدمة الجيلين الثاني والثالث لأول مرة في مصر، ومن بين الشروط الواردة بالكراسة ايضا ان تكون هناك افضلية للتحالفات التي لها شريك محلي بالاضافة لوجود الخبرة الأجنبية كما ان هناك افضلية في التقييم لمن يطرح جزءا من الأسهم في البورصة المصرية بعد عامين من تاريخ تشغيل الشبكة. كما تتضمن كراسة الشروط والمواصفات بعض الحوافز المتعارف عليها عالميا مثل خاصية التجوال المحلي لتسهيل تشغيل الشبكة الثالثة في المناطق النائية التي تتوافر فيها تغطية في العامين الأولين، كما تتضمن حرية تنقل المشتركين بأرقامهم من شركة لأخري مع سداد رسم معين لذلك، وتتضمن أيضا المشاركة في استخدام المواقع لتسهيل التركيب والتفنيذ للشبكة الثالثة في مرحلتها الأولي. واشار خليل إلي أنه سيكون في امكان الشبكة الثالثة استخدام شبكتي موبينيل وفودافون في تغطية الأماكن النائية خلال الثلاث سنوات الأولي.. مؤكدا ان هذا لا يضعف المنافسة بين الشبكات الثلاثة للمحمول وانما تتدخل الحكومة فقط حتي يمكن للشبكة الثالثة تغطية الأماكن النائية وهذا أمر متعارف عليه عالميا. وحول فرص الشبكة الثالثة في مصر أكد الدكتور مدحت خليل ان درجة تغطية المحمول في مصر لم تتعد نسبة 17% وهي نسبة محدودة مقارنة بالتعداد السكاني في مصر والفئات القادرة علي اقتناء المحمول ومن المتوقع ان تزيد هذه النسبة إلي 30% خلال السنوات الثلاثة القادمة. واشار إلي أن وجود شبكة ثالثة للمحمول سيؤدي بلا شك إلي وصول المحمول إلي القري الصغيرة للفئات التي ترغب في دفع أقل تكلفة للمكالمة وهناك فئات اخري ترغب في الحصول علي خدمات اكثر معقدة لا توفرها إلا خدمات الجيل الثالث مثل الخدمات الترفيهية. وتوقع خليل ان تحصل الشبكة الثالثة للمحمول علي 20% من حصة السوق خلال السنوات الثلاث القادمة وهي حصة جيدة. وحول حصول راية علي 20% فقط من التحالف بينما الاغلبية لشركة جنوب افريقيا وجولند بيراميدز بلازا وستارز كوميونيكاشن اشار رئيس شركة راية القابضة إلي ان الاستثمار في شبكة المحمول الثالثة ضخم ويشمل الاستثمارات التي سيتم ضخها وقيمة الرخصة وكان لابد ان تحصل شركة MTN علي الاغلبية والتحالف بهذا الشكل يوفر لشركة راية استثمارا جيدا وشريك فعال في نفس الوقت. واوضح الدكتور مدحت خليل إلي أن هناك عدة نقاط في كراسة الشروط لا تزال غير مفهومة حتي الآن واهمها اسلوب المزايدة فما فهمناه انها ستكون مزايدة علنية وكنا نفضل ان تكون بالمظاريف المغلقة. يذكر ان هناك الكثير من الشركات العالمية والاقليمية والمحلية التي أبدت اهتمامها الشديد بالدخول في المنافسة للحصول علي الرخصة الثالثة للتليفون المحمول ومنها تحالف راية القابضة وتحالف الامارات للاتصالات ومجموعة الخرافي وتحالف شركة الاتصالات المتانقلة الكويتية وكذلك أعلنت المصرية للاتصالات عن دخولها المنافسة بالاضافة لشركة روسية والسعودية للاتصالات.