بدأت السيدة انجيلا ميركيل المستشارة الألمانية عهدها في رئاسة الوزراء بأسلوب جديد تحاول أن تعوض به ما خسره المستشار السابق جيرهارد شرودر الذي أمضي في منصبه سبع سنين. حاولت أن تصل ما انقطع بين ألمانيا والعالم وفي الوقت نفسه ان تكون لها سياسة مستقلة تماما عن الدول الاخري تنفرد وتتميز بها. البداية مع الولاياتالمتحدة والعلاقة بينها وبين المانيا كانت سيئة نظرا لمعارضة برلين للغزو الأمريكي للعراق. زارت ميركيل واشنطن وبحثت مع الرئيس بوش توثيق الصلة بين البلدين ولكنها في نفس الوقت خشيت ان تتهم بالتبعية لأمريكا كما كان الحال بالنسبة للمستشارين الألمان قبل شرودر فحرصت علي أن تعلن في المؤتمر الصحفي المشترك مع بوش علي المطالبة باغلاق معتقل جوانتانامو في كوبا والافراج عن المعتقلين. وفي موسكو انتقدت القهر الذي يمارسه الرئيس بوتين علي الشيشان. وحتي لا تغضب الرئيس الروسي أعلنت تمسكها بخط أنابيب الغاز الذي عين شرودر مستشارا له والذي يبدأ من روسيا عبر البلطيق ولكنه لا يمر ببولندا. ووقفت مع الدول التي كانت شيوعية وانضمت إلي الاتحاد الأوروبي وعارضت تخفيض المعونات الحالية التي يقررها لها الاتحاد الاوروبي. وكان رئيس وزراء بريطانيا توني بلير هو الذي يطالب بهذا التخفيض فأحست هذه الدول بخيانة بلير لها وشعرت ان المانيا في عهدها الجديد تساندها. وحتي تكون متحررة من الشئون الاقتصادية والعلاقات التجارية مع الدول في الوقت الذي تعاني فيه المانيا مشكلات اقتصادية حادة وبطالة خمسة ملايين عاطل استغنت عن اصطحاب رجال الأعمال معها في زيارتها الرسمية للدول. وفي الوقت نفسه قالت لوزير خارجيتها: خذ رجال الأعمال معك في زياراتك للعالم أما أنا فأريد أن أتحدث مع زعماء الدول وسياستي مستقلة لا تتأثر بالرغبات وبالمصالح الاقتصادية وقالت: سأنتقد الزعماء دون خوف من تأثير ذلك علي مصالح المانيا التجارية. وأضافت لوزير الخارجية: خذ معك أكبر مجموعة من رجال الأعمال في كل رحلاتك. ويقولون في أوروبا: ميركيل هي مارجريت تاتشر الألمانية. وإذا كانت تاتشر قد وقفت مع الخصخصة ضد نقابات العمال فان ميركيل تقف مع الاقتصاد ولا يهمها كثيرا أن تحمي العمال من الفصل لأنها تقول: المصلحة الاقتصادية أولا مع استقلال القرار السياسي.