هل هناك "أيد ماكرة لعزل المسلمين عن العالم" هكذا تساءل الداعية المعروف "عمرو خالد" في معرض إجابته علي النقد الذي وجه إليه لدعوته إلي عقد مؤتمر في العاصمة الدنماركية "كوبنهاجن" يومي 9 و10 مارس بمشاركة 170 من علماء الأمة الإسلامية. في نفس الوقت فإن هناك العديد من الأصوات المعترضة علي فكرة المؤتمر والحوار ومن يمثل المسلمين فيه بقيادة الشيخ يوسف القرضاوي. يقول القرضاوي إن عمرو خالد يعمل علي قطع الطريق علي الأمة الإسلامية لصالح الحكومة الدنماركية، ووصف هذه الدعوة بأنها "مشبوهة" خاصة أن الدنمارك لم تعتذر. أما خالد فيري أن "القرآن كتاب حوار" ونؤكد الآن أهمية الانتقال إلي مرحلة الحوار وتعريف العالم بنبينا الكريم. ونحن الآن نقف أمام وجهتي نظر، الأولي تنادي بالحوار وأهميته، والثانية تقول إن الحوار هو قطع للطريق علي الأمة الإسلامية، وفي هذا الجدل المحتدم تبرز هذه القيمة الكبري "الأمة الإسلامية" التي يسعي كل طرف للتعبير عنها. عمرو خالد كان أحد أعضاء البيان الذي وقعه أكثر من أربعين عالماً، وفيه قواعد للتفاهم، والحوار ثم تطور الأمر إلي فكرة المؤتمر الذي سيقام تحت رعاية مفتي مصر د. علي جمعة ويشارك فيه مجموعة من علماء المسلمين مثل محمد سعيد البوطي، والداعية السعودي سلمان العودة ومفتي سوريا والأردن والداعية الحبيب بن علي الجفري والمفكر الإسلامي طارق رمضان. حدث خطأ، وحدث غضب، وقامت مقاطعة، ومظاهرات تطورت إلي حرق وقتل، وأمور متصاعدة تنذر بأخطار لا يعلم مداها إلا الله. والسؤال الآن، هل نريد تقسيم العالم إلي معسكرين، وهي الفكرة التي نادي بها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي يري تقسيم العالم بتعبيره إلي "فسطاطين" والسؤال بوضوح أكبر.. ماذا نريد؟ وما النقطة التي نقول عندها لقد تحققت أهدافنا. هل الغضب وحده كاف، وهل استمرار الغضب يوصلنا إلي أهدافنا، ثم هل نعتقد أن ما نؤمن به ونعتقده هو مفهوم بداهة لدي الآخرين، وأن قيمنا ومشاعرنا الخاصة هي أمور يفهما الآخرون. وهل نعتقد في قيمة التنوع الثقافي، والخلاف، بل الاختلاف. عمرو خالد بغض النظر عن أية ملاحظات حوله يقول إن أعداءنا يرمون إلي سحب الأغلبية المحايدة بما قاموا به من رسوم سيئة للنبي الكريم لإشعال الفتنة، وتساءل في حوار مع جريدة الشرق الأوسط، أليس من واجبنا الآن مخاطبة الأغلبية الصامتة من الغرب وحوار هؤلاء المحايدين حتي يظلوا محايدين أو نكسبهم إلي صفوفنا والسؤال مطروح عليكم جميعاً.