دفعت الارتفاعات القياسية السابقة لاسعار الأسهم في البورصة إلي إقبال محموم من قبل المستثمرين خاصة الصغار منهم إلي الدخول في موسم حصاد الأرباح لتحويل مكاسبهم الي ارباح نقدية، لكن يبدوا ان عمليات جني الارباح تكاد تتحول الي مرحلة فقد المكاسب ذاتها بعد النزول الكبير الذي سجلته العديد من الأسهم خلال جلسات محدودة وفقدت فيها اكثر من 50 في المائة من قيمها ، مما جعل المستثمرين يعولون علي سهم المصرية للاتصالات كملاذ اكثر امنا في المرحلة الحالية مقارنة ببقية اسهم البورصة خاصة ان السهم ظل لفترات طويلة متخذا اتجاها مغايرا لصعود السوق مما جعل الدورة تدور نحوه هذه المرة ويتزامن مع ذلك احتمالات قوية وامال عريضة للمستثمرين في فوز الشركة بشبكة المحمول الثالثة في مصر. هاني حلمي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية يقول ان البورصة المصرية لا تشهد في الوقت الحالي اي أنباء سلبية سواء علي الصعيد الاقتصادي او السياسي والتي يمكن من شأنها ان تؤدي الي مثل هذا الهبوط الذي شهدته العديد من الأسهم. واضاف ان غياب الميزانيات وتأخر اعلان الشركات عن نتائج أعمالها حتي الان ادي الي كثرة الشائعات والمضاربات في السوق مما زاد من خوف المستثمرين الافراد وهو ما استغله بعض المضاربين. واوضح ان اي عمليات تصحيح او جني ارباح للاسهم يجب ان يكون لها اسباب تتمثل في ارتفاعات مالبغ فيها للأسهم او تكون ناتجة عن ظهور شائعات ومخاوف خلقت عمليات البيع بدون سبب وهو ما قد يكون حاصل في البورصة المصرية حاليا. وابدي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق دهشته من عدم هبوط بعض الاسهم مع السوق مثل سوديك رغم ان التراجعات نالت جميع الأسهم القوية التي ترتكز علي اداء مالي قوي، معتبرا ان السيناريو الذي يشهده سهم المجموعة المالية هيرميس حاليا من هبوط حاد هو نفس السيناريو الذي شهده سهم اوراسكوم تليكوم في أغسطس 2004. توقع حلمي ان تعاود السوق نشاطها واتجاهها الصعودي مرة اخري اعتبارا من الشهر المقبل بعد انقضاء فترة الاكتتابات والتصحيح والمضاربات. تصحيح مستمر ويري محمد رشدي نائب مدير ادارة المحافظ ببنك قناة السويس ان تراجع الأسهم المصرية في الوقت الحالي لا يندرج في اطار عمليات جني الأرباح بل يعتبر تصحيحا سعريا بعد الصعود المستمر الذي شهدته منذ منتصف ديسمبر الماضي وحتي مطلع الشهر الجاري بدون توقف، مشيرا الي ان بعض المستثمرين يتجهون الي التخلص من محافظهم خوفا من خسائر اكبر. وقال ان مؤشرات السوق العامة فشلت في تخطي المستويات العليا لها حيث فشل مؤشر البورصة الرئيسي (كاس 30) في تخطي حاجز 8100 نقطة مرتين مما دفعه للهبوط الشديد في محاولة لاستعادة القوي مرة اخري نحو الصعود لهيبط الي مستوي 7000 نقطة. واضاف ان رشدي ان نفس السيناريو حدث في بورصة السعودية منذ نحو ثلاثة شهور عندما فشل مؤشرها العام في تخطي مستوي 16 الف نقطة مما دفعه للهبوط بنسب تجاوزت 15 في المائة عن هذا المستوي لم يستطع تجاوزها لاعلي بعد بعد مرور عدة اسابيع. ورجح رشدي ان تستمر الحركة العرضية للبورصة المصرية لمدة تتراوح بين ثلاثة واربعة اسابيع حتي تتمكن مرة اخري من استعادة عافيتها واتجاهها الصعودي متوقعا ان تدور اسعار ومؤشرات الاسهم تحت مستوي 8100 نقطة بنسب تصل الي 15 في المائة كمرحلة تجميعية. ولفت الي ان هناك بعض الانباء ساعدت في هذا الهبوط منها اعلان بعض الشركات عن نتائج اعمال اقل من التوقعات مثل العربية لحليج الاقطان التي حققت نتائج اعمال متواضعة لا تتناسب مع ما اعلنته الشركة من توسعات.واشار الي ان النتائج الجيدة لشركة الاسكندرية الوطنية للحديد والصلب لم تستطع حماية سهم حديد عز من الهبوط مما اثر سلبا علي اداء القطاع بشكل عام. وقال نائب مدير ادارة المحافظ ببنك قناة السويس ان المستثمرين بدأوا ينظرون حاليا الي الاسهم ذات الاداء المالي القوي مع الابتعاد تدريجيا عن اسهم المضاربات لافتا الي ان هناك العديد من الاسهم صعدت بدون مبرر وهناك اسهم اخري شهدت عمليات بيع مكثفة من قبل اعضاء مجالس الادارات في الشركات قبيل اعلان نتائج اعمال شركاتها مما دفعها للهبوط خاصة ان نتائج اعمال اغلب تلك الشركات التي شهدت عمليات بيع من قبل اعضاء مجالس الادارة جاءت اقل من التوقعات. وطالب رشدي بمنع اعضاء مجالس ادارات الشركات من بيع او شراء الاسهم قبيل اعلان الشركات عن نتائج اعمالها بنحو ثلاثة اسابيع علي الاقل حتي لا يستفيدوا من معرفتهم المسبقة لميزانيات شركاتهم. كما طالب بضرورة حث الشركات عن اعلان نتائج اعمالها في الفترة القانونية حيث مرة حاليا نحو 45 يوما علي انتهاء الفترة المسموح خلالها اعلان نتائج الاعمال ولم تعلن سوي 12 شركة عن ميزانياتها من اجمالي 150 شركة نشطة في البورصة. وارجع رشدي الصعود السريع للاسهم خلال الفترات السابقة الي وجود مؤشرات اقتصادية ايجابية زادت من تفاؤل المستثمرين بنتائج اعمال الشركات موضحا ان الصعود الحاد للاسعار اعقبه هبوط حاد وهو امر طبيعي لا يدعو للقلق. وقال ان السيولة لا تزال موجودة في السوق ولم تخرج سواء من المستثمرين المحليين او العرب لكنها ربما تكون مترقبة لفرص شراء افضل او انباء اكثر ايجابية، مرشحا قطاع الاتصالات لقيادة مؤشرات السوق نحو استعادة اتجاهها الصعودي تتصدرها اسهم المصرية للاتصالات بفضل ترجيحات فوزها بشبكة المحمول الثالثة في مصر. صعود وقتي من جانبه .. توقع ياسر سعد رئيس مجلس ادارة شركة الاقصر لتداول الاوراق المالية ان تستمر عمليات جني الارباح في السوق خلال الاسابيع المقبلة وان تخللها بعض فترات الصعود الوقتية، مشيرا الي ان السوق في حاجة الي الهدوء خلال الفترة المقبلة كمرحلة تجميع ، حيث ان استمرار الصعود قد يصل بالاسعار الي مرحلة الانفجار وهو ما سيكون له اثرا سلبيا علي اداء البورصة بشكل عام. وقال ان المستثمرين في مرحلة اعادة هيكلة لمحافظهم بعد الارتفاعات القياسية التي سجلتها الاسهم في الفترة الاخيرة حيث تشهد الفترة المقبلة تبادل للمراكز بين القطاعات والاسهم. واضاف ان اي عملية صعود في السوق ربما تكون وقتيه مرجحا استمرار الحركة العرضية للاسعار، ونصح صغار المستثمرين بالحذر في التعاملات والابتعاد عن المضاربة والارتكاز الي الاسهم ذات الاداء المالي القوي ، مشيرا الي ان كل الاحتمالات موجودة في السوق حاليا سواء الصعود الحاد او استمرار عمليات التصحيح. من جانبه.. اوضح محسن عادل محلل اسواق المال ان مؤشرات السوق اقتربت من مستويات الدعم الرئيسية لها بعد ان تخطت كل نقاط الدعم الاولي وهو ما يزيد من فرص استعادتها لعافيتها مرة اخري خلال الجلسات القادمة. واشار الي ان الفترة المقبلة تزخر بالعديد من الانباء الايجابية مثل تدفق اعلان الشركات عن نتائج اعمالها السنوية والتي يرجح ان تكون قوية اضافة الي كشف بعض الشركات عن خططها لاعادة هيكلة وجدولة مديونياتها او عمل توسعات مستقبلية لها. كما قد تشهد الفترة المقبلة ايضا اعلان ادارة البورصة المصرية عن ادوات مالية جديدة وطرح شركات جديدة الي السوق مما سيجذب سيولة جديدة الي البورصة المصرية سواء محلية او اجنبية. وقال ان الفترة الماضية شهدت خروجا وقتيا لبعض المستثمرين المحليين والعرب قابله هدوء في تعاملات المؤسسات والصناديق مما دفع الاسعار للهبوط خاصة انها كانت قد ارتفعت بقوة خلال الاسابيع الاخيرة متوقعا عودة السيولة مرة اخري الي السوق مع الطروحات الجديدة. وتوقع عودة اسعار الاسهم للصعود لكنها ليست بنسب قوية كما كان يحدث في السابق، وان تخللتها بعض عمليات التصحيح.