قالوا إن معرض القاهرة للكتاب هذا العام مختلف.. وقالوا ان عدد العارضين اكبر من أي عام سابق وأن هذا هو العام الثامن والثلاثون للمعرض وانه لم يتوقف في أي سنة من السنوات منذ بدأ أيا كانت الظروف القائمة عندنا أو في المنطقة وقالوا أيضا إن هذا العام لن نري فيه داخل المعرض باعة جائلين وأن النظام والتنظيم سيكون هو الأفضل عما سبقه وقالوا أيضا ان هناك ضيف شرف للمعرض هذا العام وهو تقليد جديد وأن هذا الضيف هو "ألمانيا" وانها اهتمت بالأمر وحضر وزير خارجيتها تعبيراً عن هذا الاهتمام.. كل ذلك وغيره دفعنا إلي الاهتمام بزيارة المعرض هذا العام بشكل خاص رغم اننا لم ننقطع عن زيارته في أي سنة من السنوات التي أقيم فيها ونحن في القاهرة.. وقد أخذ هذا الشكل الخاص استعدادا خاصا لأن نمضي داخل المعرض ساعات أطول وأن نكون مجموعة نذهب سوياً لأن نشهد معا هذا العرس الثقافي.. وأعددنا العدة وذهبنا فعلا يوم الجمعة 20/1/2006 وهو يوم بداية بطولة كأس الأمم الافريقية قلنا نذهب صباحا ونشاهد حفل الافتتاح ومباراة مصر وليبيا مساءً ووصلنا بحمد الله وسلامته إلي مكان المعرض، كانت الشوارع نظيفة صباح هذا اليوم والمرور ممتاز وشاهدنا البعض يخرج من المعرض حاملا ما اشتراه من كتب ومعارف وهذا من أفضل وأسعد المناظر التي تسر لها أعيننا لمجموعة من أساتذة الجامعات تري أن المعرفة هي قوة أية أمة وسر نهضتها.. ولفت انظارنا أنه لا توجد سوي أعداد قليلة من السيارات في "الباركن" أو مكان الانتظار المخصص للسيارات وأن معظم تلك الأماكن مغلقة سواء ما يطل منها علي شارع صلاح سالم أو ما يوجد في الشوارع الخلفية.. حاولنا ان نسأل لماذا كل هذه الأماكن مغلقة أمام السيارات فلم نجد اجابة شافية.. كنا نحمل تذاكر لدخول المعرض دون جدوي ومرة أخري سألنا هل الدخول للمعرض متاح أم انه غير متاح فسمعنا او قيل لنا أقوال أخري مختلفة.. سيكون الدخول متاحا بعد صلاة الجمعة - لأن اليوم كان الجمعة - كما قيل لنا أقوال انه لم يصدر عن ادارة المعرض أي تصريح في هذا الصدد.. المهم اننا قررنا التوجه لصلاة الجمعة ثم الذهاب للمعرض ولكننا خشينا أن نجد الموقف كما هو فقررنا تأجيل دخول المعرض ليوم آخر.. وقرأنا في جريدة نهضة مصر الصادرة السبت 21/1/2006 ان الناشرين يرفضون إعلان معارضهم اثناء مباريات كأس الأمم الافريقية وأن مسئول المعرض يرد بأنهم يختلقون الأزمات. والقضية التي تعنينا هنا ليست اعلان المعرض اليوم أو بعد يوم ولكن ما يعنينا ان تكون هناك معلومات متاحة تقول للناس لا تذهبوا اليوم إلي المعرض أو اذهبوا وحتي لا يهمنا أن نعرف الأسباب. ولأن معرض القاهرة للكتاب أصبح له اسمه وشهرته فإن نقص مثل هذه المعلومات لا يستقيم مع ذلك ولا يتفق. أيها السادة الناشرون أو العارضون أو المسئولون عن المعرض بالله عليكم لقد سمعنا وقرأنا ما قلتموه ولكن هل لكم أن تسمعوا إلينا ولو مرة واحدة نحن فقط نريد معلومات هل المعرض متاح للجمهور أم لا وما المشكلة في أن نعرف متي نتوجه للمعرض.. ثم ما هو موقف تلك الجهات العارضة من مختلف الدول والتي تعاقدت علي العرض لفترة محدودة هي فترة العرض هل يمكن ان تتحمل ايجارات وتكاليف عن أوقات يخلو فيها المعرض من الرواد وما الذنب الذي جنوه حتي نعرضهم لهذا؟ أيها السادة رفقا بنا وبالمعرض وبالطلبة الذين بدأوا أجازة نصف العام ويريدون ارتياد المعرض خلال تلك الاجازة. واذا كان هناك تعارض بين توقيت المعرض وتوقيت كأس الأمم الافريقية فلماذا أقيم معرض الكتاب في هذا التوقيت أم انه افتتاح للمعرض مع ايقاف التنفيذ هل نطمع في أن تجد أقوالنا من يرد عليها أم انها حتي لا تستحق عناء الرد. وبهذه المناسبة فإننا نتوقع اعلاماً أكثر عن المعرض وعن العارضين وعن أهم الاصدارات نريدها مناسبة خاصة للثقافة لاسيما بعد ان نجح لدينا مشروع مكتبة الأسرة وبات نموذجا يحتذي لمختلف الدول ان تاريخ مصر الثقافي لا يحتاج منا إلي بيان فنحن أيها السادة رواد الثقافة ويجب ان نظل كذلك ولكن هل مشكلتنا هي في الادارة أم أن الادارة بريئة من كل ذلك.. لا نريد أن نفسد فرحتنا بنجاح حفل افتتاح كأس الأمم الافريقية وكان ذلك لابد ان يكون علي حساب نجاح معرض الكتاب. وسامحونا إذا كنت وأمثالي قلقين بشأن هذا الموضوع الذي قد يري البعض انه لا يستحق كل هذا القلق ولكنه عندنا يستحق ذلك وما هو أكثر من ذلك.. لقد قلتم كلاما كبيرا عن المعرض وصدقناه وقد قلنا بعض الكلمات فهل تصدقونا يرحمنا ويرحمكم الله.