إعداد - مروة نصار: أعربت امريكا عن رفضها وبشدة للاقتراح المقدم من جانب الاتحاد الاوروبي الذي يكمن في ان تقوم امريكا بتحويل المساعدات الغذائية التي تقدمها للدول النامية لمساعدات نقدية. وقال "روب بورتمان" الممثل التجاري الامريكي ان حكومة واشنطن ترفض تماما هذا الاقتراح ولن تحيد عن موقفها هذا. واضاف بورتمان ان انواع التغييرات الاساسية التي يتحدث بشأنها الاتحاد الاوروبي وآخرون لن تلحق اضرارا جسيمة بالمزارعين الامريكان واصحاب مزارع المواشي فقط بل ايضا ستضر بالدول النامية التي تحصل علي هذه المساعدات الغذائية بشكل كبير. وتعد قضية المساعدات الغذائية من بين العديد من القضايا التي يأمل الاتحاد الاوروبي حسمها مع امريكا قبل الاجتماع المزمع انعقاده في ديسمبر المقبل في هونج كونج بين وزراء التجارة لدي دول الاتحاد. وفي الوقت نفسه ابدت كل من سويسرا وكندا واستراليا ونيوزيلندا وتايلاند معارضتها بشأن المساعدات الغذائية مطالبة اياها بوقف شحن مساعدات غذائية مباشرة للدول النامية الا في حالة الطوارئ كما ساقت هذه الدول اسباب رفضها قائلة ان المساعدات الغذائية تؤدي الي تراجع المبيعات الغذائية المحلية في الدول النامية وكذلك السوق الزراعية لهذه الاخيرة. يذكر ان امريكا تعد اكثر دول العالم امدادا للمساعدات الغذائية فعلي مدار ال55 عاما الماضية وفي ضوء برنامج غذائي باسم (Food For Peace) انفقت حوالي 2 مليار دولار سنويا علي هذا المساعدات حيث نال هذا البرنامج استحسان جميع المزارعين الامريكان حيث اوجدت لهم الحكومة سبلا لتسويق المحاصيل والمواد الغذائية التي لا تجد قبولا بالسوق المحلية. ويري مسئولون لدي الحكومة الامريكية ان المساعدات الغذائية افضل بكثير من المساعدات النقدية نظرا لان هذه الاخيرة من الممكن ان تتعرض لعمليات سرقة من خلال ادارات رسمية فاسدة. وبين الرفض والموافقة انقسمت بعض المنظمات العالمية فان برنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة يرفض تحويل المساعدات الغذائية الامريكية للدول النامية الي مساعدات نقدية بينما ترحب المجموعة المسيحية للاعمال الخيرية بهذا الاقتراح. وتعد مسألة المساعدات الغذائية واحدة من بين العديد من الصعوبات التي تواجه ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش في مساعيه لمحاولة كسب دعم مزارعي امريكا بما لديهم من قوة مؤثرة في اتفاقية جولة الدوحة. وتصرح مصادر امريكية بان حكومة واشنطن فقدت الفترة الزمنية التي تحددت من جانب منظمة التجارة العالمية لكي تضع امريكا نهاية للدعم الذي تقدمه لمزارعي القطن لديها وذلك بناء علي الضرر الذي لحق بالاسواق البرازيلية مما دفع هذه الاخيرة الي طرح القضية امام المنظمة. كما يتوقع "ماك جوانس" السكرتير الامريكي للشئون الزراعية ان تواجه امريكا مثل هذه التحديات بشأن دعمها لمحصولي الارز والذرة.