تهريب آخر موضة سمعنا عن تهريب الذهب خارج البلاد وتهريب الحشيش داخل البلاد وتقف الدولة دائما بالمرصاد أمام كل أشكال التهريب إلي أن تم ضبط كبار في الدولة متلبسين بممارسة أبشع صنوف التهريب وهو تهريب متهمين خارج البلاد بعد ضجة استمرت أكثر من شهر لتشويه الكثير من شرفاء الوطن وتلويث سمعتهم.. فمن يرد الاعتبار لهؤلاء؟ أيه المقابل؟ الملايين التي دفعها الذين جري تهريبهم.. تندرج تحت أي بند؟! إذا كانت كفالة فالكفالة تكون مقابل الإفراج عن محبوس احتياطيا وهم لم يكونوا محبوسين.. إذا كانت غرامة فالغرامة تكون في إطار حكم قضائي والقضية مازالت منظورة أمام القضاء. الكثير من ألغاز ما بعد الثورة لا علاقة لها بالقانون أو المنطق أو العقل ولكن المأساة في أولئك الذين أهدروا كرامة مصر بشكل لم يكن مبارك نفسه يجرؤ عليه. عفركوش في قضية تهريب المتهمين الأجانب.. كل السهام موجهة للمستشار عبدالمعز إبراهيم ووزير الطيران ورئيس سلطة الطيران المدني وآخرين.. وهي سهام صحيحة إلا أن الأهم أن نطالب هؤلاءب أن يكشفوا عن حقيقة «اللهو الخفي» الذي أصدر إليهم التكليفات بتنفيذ ما أقدموا عليه سواء بالسماح بالسفر أو السماح بالطائرة الأمريكية بالهبوط دون إذن مسبق. هل نلجأ إلي «عفركوش» وفانوس علاء الدين ليساعدانا في الوصول للهو الخفي؟! اقرأوا «شفيق» بيان الفريق أحمد شفيق حول قضية تهريب المتهمين الأجانب يحتاج إلي القراءة بعناية لفهم ما بين السطور.. إنه يشير إلي «رغبة الرأي العام في أن يطمئن إلي «سلامة الإجراءات» التي اتخذت في قضية المتهمين الأمريكيين» ويطالب «بإبعاد القضاء عن جميع مناقشات السياسة» ولم يطالب بإبعاد السياسة عن التدخل في شئون القضاء.. ثم سيادته يقول: «إن الطعن إعلاميا وسياسيا علي نزاهة القضاء يؤدي إلي الطعن في شرعية العملية القانونية والسياسية برمتها» مع أن أحدا لم يطعن نزاهة القضاء، والجميع يتحدث عن الإساءة لنزاهة القضاء.. وهكذا نكتشف كيف يفكر واحد من كبار عهد مبارك والذي يريد أن يحكم مصر لينجح مخطط إجهاض الثورة. ضغوط مرفوضة قال ممثل الهيئة البرلمانية لحزب النور إنه «يجب ألا يقع البرلمان تحت أي ضغوط لتجاهل الأغلبية البرلمانية ومنح الأقلية حق وضع الدستور» مع أن المفروض ألا يخضع المجتمع لضغوط أصحاب الأغلبية العددية الذين يفتقد أغلبهم الوعي السياسي ولا يدرك الفهم الصحيح للجنة عمل الدستور، إما أنه يستقوي علي غير أساس أو أنه يجهل عن غير علم فالدستور بصيغة الجميع دون النظر إلي حكاية الأوزان.. المسألة مش بالكيلو ولكن بالخبرة والكفاءة والقدرة. لا يجوز هذا التيار لم يكن يوما من العاملين من أجل الديمقراطية أو المؤمنين بها.. لم يكن يوما صاحب رأي ينبهه الحاكم ويقومه.. لم يكن يوما في صفوف رافعي لواء التغيير.. لا يجوز لتيار كان «ماشي جوه الحيط» وكان يدعو بالفلاح والنجاح لمبارك ونجله أن يحاول التحكم في القرار البرلماني، خاصة أن الجميع يعرف عورة هذا التيار طوال عهد مبارك.. اللهم استر عوراته وعورات الجميع. أين الفطنة؟ نتمني من الله أن يكون حديث فضيلة الشيخ محمد حسان في حدود قضايا الدين فلا يتطرق إلي الكلام في السياسة، خاصة أنه لا علاقة له بالعمل السياسي إلا إذا اعتبرنا علاقاته برموز أجهزة حكم مبارك نوعا من الممارسة السياسية. فضيلته يطالب المجلس العسكري بالمساهمة في تسليح الجيش السوري الحر لحماية السوريين من بطش بشار.. يا مولانا أين الفطنة التي تمنع الفتنة؟ ألا تدرك أن مطلبك يؤدي إلي توريط مصر في التدخل في شئون دولة أخري كما أنه يزيد الموقف اشتعالا وقد يؤدي إلي نتائج عكسية رغم أننا جميعا نتمني الخلاص للشعب السوري الشقيق. الثلاث ورقات إذا كان يوسف بطرس غالي قد مارس لعبة «الثلاث ورقات» في حساب الديون كما قال د. الجنزوري.. فإن المسئولين الحاليين مازالوا يلعبون بنا اللعبة نفسها وبشكل فظ والأمثلة كثيرة منها التعتيم علي مشروع التأمين الصحي الذي لا يختلف عن مشروع لجنة سياسات جمال مبارك.. ومنها فضيحة تهريب المتهمين الأجانب في قضية التمويل الأجنبي. فين الشللية؟ ليس صحيحا علي الإطلاق قول أسامة هيكل «شللية الصحافة وراء الهجوم علي».. يا سيدي.. لا تكابر وأرجع إلي تصرفاتك وتصريحاتك وتذكر اقتحام الجزيرة مباشر والحرة و.. إلخ تحت دعاوي وحجج واهية.. قد تكون سيادتك أدري بالشللية ولكن أداءك كان هو الباب الذي فتح عليك رصاص الأقلام. ع الماشي انتبه.. أنظر حولك.. بص يمينك.. بص شمالك، أنت محاصر.. نظام مبارك في أسوأ صورة.. مازال قائما. حضن علاء لابد أن تشعر بالأسي علي أحوال الوطن وعلي طريقة تفكير العديد من نواب البرلمان، وذلك عندما تقرأ حوار جريدة «الأخبار» مع النائب السلفي عن حزب النور عصام محمود.. يبرر معانقته لعلاء مبارك بأحاديث نبوية شريفة ويتناسي قول الله - سبحانه وتعالي -: «ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب».. نسي النائب أنه في مهمة للتفتيش علي السجون وليس في زيارة خاصة وكان الله في عوننا إزاء نواب يحتاجون أن يتعلموا دورهم الرئيسي في الرقابة والتشريع.