خلال الايام الماضية بدأت بعض النزعات العنصرية في جنوب إفريقيا في الظهور مرة ثانية مع ظهور حملة علي مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنيت ضد ليندوي مازيبوكو اول زعيمة سوداء تقود حزب التحالف الديمقراطي وهو حزب النخبة البيضاء والذي ينافس حزب المؤتمر الوطني الحاكم .والسبب ان مازيبوكو التي تحمل جذورا افريقية حيث ولدت في مملكة سوازيلاند والتي تنطق بلغة الزولو ليست سوداء بالقدر الكافي. وخلال الدورة البرلمانية هذا العام وصف احد الوزراء في حكومة جنوب افريقيا لينوي مازيبوكو بانها مثل ثمرة جوز الهند بيضاء من الداخل وبنية من الخارج بل وصل الامر الي حد قيام احد رموز المعارضة هناك بوصفها بانها مثل الخادمة او الجارسونة لزعيم المعارضة البيضاء في جنوب افريقيا . قد ادت هذه الحملة الي قيام مستخدمي تويتر الي مضايقتها باوصاف عنصرية وصلت الي حد اعتبارها ساذجة واعتبر البعض ان هناك تناقضا شديدا من جانب التحالف الديمقراطي فيما يتعلق باختيارها كزعيمة للمعارضة بسبب بشرتها البنية في الوقت الذي يتصارع فيه التحالف علي السلطة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم. لقد اصبحت مازيبوكو اول قائد اسود بعد انتخابات داخلية في التحالف الديمقراطي في اكتوبر الماضي بل واصبحت علامة بارزة في اطار الجهود لتداول زعامة الحزب في الوقت الذي كان يبدو فيه ان التحالف الديمقراطي هو حزب النخبة البيضاء وكانت مازيبوكو هي الامل في اللحاق بحزب المؤتمر الوطني الذي استحوذ علي 65% من الاصوات في انتخابات 2009 مقابل 16% للتحالف الديمقراطي. بعيدا عن الواقع وحتي الان مازالت مازيبوكو تواجه العديد من الانتقادات فيما يتعلق بحياتها وتعليمها في المدارس الخاصة ولهجتها الانجليزية التي تعد بمثابة علامة علي بعدها عن الواقع الجنوب افريقي والغالبية العظمي من السود ووصلت الانتقادات الي حد القول بان حزبها قد اختارها رغم عدم خبرتها السياسية.وان كان هناك من يقول إن الهدف هو انها الي حد ما سوداء وتستطيع ان تجمع السود حول الحزب .وهو ما دعي «باليكا مبيتي» زعيمة حزب المؤتمر الوطني الي القول انها يمكن ان تجتذب نوعية معينة من الشباب الاسود وليس غالبية السود ولا اعتقد إنه يمكنها ان تجتذب الاغلبية. ويري المعارضون ان مازيبوكو ضعيفة وان نسبة تأييد حزبها لا يتعدي 5% من السود .لكن رغم ذلك فإن هناك فئة من الشباب الاسود الذي تربي في بيئة الطبقة الوسطي مثل مازيبوكو والذي يتحث بنفس طريقتها والذي ولد بعد انتهاء سياسة الفصل العنصري سيكون له القدرة علي التصويت واختيار رئيس الجمهورية عام 2014 وبالتالي فان التحالف الديمقراطي يأمل في ان هؤلاء الشباب لن يشعروا بالارتباط واللحاق بالمؤتمر الوطني مثل من سبقوهم والذي استطاع تحرير السود من العنصرية وبالتالي فان هؤلاء الشباب سوف يصوت للقادة الذين يمثلون مصالحهم. وقال سيجامثوبو عضو البرلمان عن التحالف الديمقراطي إنه يجب علينا ان ننتقل من حزب يقوم علي تصور انه حزب البيض الذي يتبني مصالحهم الي ابعد من ذلك لنعكس واقعا جديدا بأن يصبح حزب كل المواطنين في جمهورية جنوب افريقيا وبالتالي فان اختيار مازيبوكو كأحد اهم قيادتين في الحزب لهو شيء مهم علي المستوي الوطني. ورغم هذا الاتجاه تثور حملة انتقادات ضد مازيبوكو من داخل حزبها التحالف الديمقراطي منهم ماسيزولي مانكسيلا الذي كتب خطابا الي هيلين زيلي زعيمة الحزب قائلا ان مازيبوكو لا تملك الصوت المؤثر وقد نتعرض للخسارة في الانتخابات القادمة. وردت عليه هيلين قائلة إن مازيبوكو تتمتع بشخصية قوية ومن السخافة ان نقول إن اختيارها كان بسبب انها سوداء.. وفي المقابل قالت مازيبوكو إن التمسك بان السود لابد ان يكون لهم طريقة معينه نتمسك بها هو نوع من العنصرية .وقالت عندما انتقلنا للعيش في ديربن في جنوب افريقيا بعيد عن سويزيلاند قمت بالتصويت لصالح المؤتمر الوطني لانني مثل الجميع كنت مقتنعة بما كان يفعلة السود. وكانت اتجاهات السياسية لمازبيوكو» قد ظهرت بعد ان قامت بدراسة الغناء الكلاسيكي في بريطانيا . وفي هذه الاثناء اصيبت بحالة من الذعر من التوصيفات والتصويرات التي لحقت بالمسلمين من جراء احداث 11 سبتمبر إذ شكلت هذه التوصيفات نوعا من العنصرية السياسية تماما مثلما هو موجود في جنوب افريقيا ضد السود. وهو ما جعلني اتوقف وافكر في الاشياء وما سافعله في المستقبل وبالتالي دفعني ايضا الي إعادة النظر في دور الحكومة تجاه امور الشعب الحياتية وان عليها ان تدفع الشعب للمشاركة لمساعدة انفسهم.. وعندما تركت الموسيقي واتجهت لدراسة السياسة اختارتها هيلين للعمل في الحزب كمتحدثة رسمية حتي تم اختيارها في البرلمان . عن الهيرالد تربيون