شعبك العظيم يا مينا دانيال في لحظة انخلعت قلوبنا من صدورنا واسودت الدنيا حولنا، لحظة القي بنا في نفق مظلم مسدود من طرفيه، ولا سبيل للخروج منه، في لحظة كنت ورفاقك تكتبون بدمائكم سطورا بطعم المر والحنظل في تاريخ وطنكم. كنتم يوم 9 اكتوبر يا بني تؤكدون حقيقة ما ناديتم به طوال ثمانية عشر يوما في ميدان التحرير «مصر لكل المصريين»، ووقعت الجريمة التي خطط لها القتلة لضرب مصر وشعبها. وبخ التليفزيون الرسمي سمومه التي مهما حاول التبرؤ منها فلن يقدر فهي مسجلة بالصوت والصورة تلك السموم التي كانت كفيلة بإحراق مصر في جحيم الطائفية. لعلك تبتسم الآن يا بني وتقول وأنت تجري مسرعا «مايقدروش» نعم عندك كل الحق يا سمي جدنا العظيم فرعون مصر وحاكمها «مينا موحد القطرين» فهم لن يستطيعوا تمزيق مصر، وكانت هذه واحدة من رهاناتهم الخائبة، وواحدة من وسائل وأساليب النظام الساقط المنحطة والخسيسة، فكم بذر مبارك وعصابته سموم الفرقة بين ابناء مصر، وجرب أن يفعلها بقايا نظامه في تلك الليلة السوداء ليلة 9 اكتوبر التي ملأ فيها فحيح الثعابين هواء بلادنا، دافعا لحريق لن ينجو منه أحد، حريق كان من الممكن أن يدفعنا حتي نتقاتل علي الهوية. تعرف يا بني لماذا خابت المؤامرة التي دفعت أنت ورفاقك اعماركم ثمنا لها، خابت لأن شعبك عظيم يا مينا، نحن جميعا وانت ورفاقك الشهداء والأحياء شعب عظيم وعريق، شعب «وتد» وحضارته ضاربة في عمق الزمن، وفي طبقات الأرض، شعبك يا مينا هو الذي حمي مصر ولم ينجر للمؤامرة، شعبك العظيم يا مينا حمي بلاده من نيران الفتنة ، من حرب أهلية بين الأقباط «مسلمين ومسيحيين»، بين العنصر الواحد المصري. وشعبك هو الذي سيبني مصر التي حلمت بها ودفعت حياتك انت ورفاقك حتي يتحقق الحلم، وسيظل شعبك يبكيك ويبكي مايكل مع خطيبته فيفيان ورفاقكما حتي يتحقق الحلم ونخلع وتخلع السواد . نعرف يا بني أن عصام شرف وايضا محافظ اسوان وغيرهما مازالوا في مواقعهم، ومازال اسامة هيكل وريث إعلام ومدرسة صفوت الشريف في موقعه، ومازالت دماؤكم وبقايا لحمكم وعظامكم عالقة في تروس المدرعات، ومازال القناصة هاربين منذ حبيب العادلي وحتي المجلس العسكري ولكن شعبكم العظيم لن يقبل تحدي السلطة وعنادها، وتذكر أنه لم يقبل تحدي مبارك وعناده . مينا يا ولدي سرت محصنا بثقتك في شعب مصر وهو لن يخذلك.