تباينت الاراء في تفسيرها لحادث الاعتداء علي السفارة الاسرائيلية بالقاهرة يوم جمعة "تصحيح المسار" حيث اثار ردود فعل واسعة خاصة علي المستوي السياسي فقد راي البعض انه امر مدبر للاشارة إلي أن هذا اليوم فشل في ان يكون سلميا كما تعهدت القوي السياسية والتي اجمعت فيما بينها علي رفض اي احداث شغب واعمال تخريب للمنشآت رغم تأكيدها علي حق الشارع المصري في التعبير عن غضبه من الاعتداءات الاسرائيلية علي الحدود وقتل ستة من الجنود المصريين واوضحت القوي السياسية ان ما حدث هي اجراءات غير محسوبة قد تورط مصر في ازمة . بداية اكد احد المشاركين في جمعة تصحيح المسار " احمد بهاء شعبان" وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري ان من شهد الميدان في هذا اليوم يستعيد الايام الاولي من ثورة25 يناير وما تلاها حيث التعبير وبوضوح عن قوة الارادة الشعبية خاصة بعد ما قاطعتها الجماعات الدينية والاحزاب الاخري القريبة منها حتي خرجت المسيرات بشكل حضاري وتوحيد حقيقي للشعارات واكتفي الجميع بطرح الحلم الحقيقي وهو العدل والديمقراطية وعلي مدار ما يقرب من 12 ساعة كانت التظاهرة سلمية وهناك التزام من الجميع واشار الي ان ما حدث ان كان مقصودا فقد جاء ليشوه صورة هذا اليوم التي لا يمكن المساس بها، اما ما حدث بالليل في نهاية اليوم مرحلة مختلفة تماما يصيبها الغموض وسوف تكشفه الايام فهناك دوافع عديدة لدي الذين قاموا بالاعتداء علي السفارة الاسرائيلية حيث الاحتقان الموجود لدي المجتمع نتيجة شعور المصريين بان الحكومة المصرية عاجزة عن اي رد فعل امام الاعتداء الاسرائيلي علي الجنود المصريين علي الحدود وانها لم تحم الكرامة المصرية بالاضافة الي انه قبل يوم التاسع من الشهر الجاري كان هناك صدام بين الالترس وجهاز الامن وتم استفزازها وكلها عناصر ادت لما حدث واكد"بهاء" البروز الواضح لفلول النظام السابق والمتصدرين للمشهد بأكمله ولكن الاهم والمثير للدهشة هو عدم وجود اعداد كافية من الامن لحماية السفارة في هذه اللحظة خاصة ان الجميع يعلم هذا الاحتقان فلماذا ترك المجلس العسكري الامر هكذا؟! اما عمليات الحريق لسيارات الشرطة وقيام افراد عاديين من المواطنيين بالاطفاء يشير الي الفاعل الحقيقي لان ذلك نفس المنهج المتبع مسبقا من اجهزة الامن نفسها لاتهام شباب الميدان بانهم المخربون وكذلك تلك السيارات الاخري التي كانت تجري خلف الافراد لصدمهم في استعادة مأساوية لما حدث بدايات الثورة امر مدبر واتفقت في الرأي "كريمة الحفناوي" الناشطة السياسية وعضو الجمعية الوطنية للتغيير أن فلول الحزب الوطني المنحل هم من قاموا بالحريق ونشر الفوضي والاعتداء علي السفارة والممتلكات العامة ممثلين في " ابناء مبارك، اسفين يا ريس" حتي يثبتوا ان ما قاله الرئيس السابق حقيقي(اما انا واما الفوضي) وهم انفسهم من هاجم مديرية امن الجيزة اما الاخطر هو ان المجلس العسكري كان يعلم ان هناك عناصر سوف تقتحم الممتلكات العامة ولم يتخذ اي خطوة لحمايتها لذلك يجب تحميل المسئولية له لانه وقف موقف المتفرج من الاحداث واشارت"كريمة" الي ان الغضب الشعبي السلمي تجاه السفارة وانزال العلم وهدم الجدار الاسمنتي المستفز للشعب المصري امر مقبول ولكن اقتحام السفارة بهذا الشكل مرفوض رغم ان هذه الفوضي والانفلات الامني كانا مقصودين فنظرية المؤامرة موجودة في كل زمان ومكان ولكن الاهم ان يعلم الجميع انها مدبرة من الفلول لاننا مازلنا نحكم بوزارة الداخلية القديمة وبنفس الخطط المدمرة للبلاد الموقف التركي بينما وصف" عبد الغفار شكر" المتحدث باسم حزب" التحالف الاشتراكي المصري" ماحدث بانه حركة عفوية من الشباب نتيجة الغضب من موقف الحكومة المصرية تجاه اسرائيل بعد الاعتداء علي الجنود بالحدود ومقارنته بالموقف التركي واكد ان الغياب الامني بشكل كامل وراء هذه التداعيات موضحا ان هدم الجدار امر متوقع ولكن المثير لعلامات الاستفهام هو القاء الاوراق فكيف سهل لهم الصعود فهل من الطبيعي ان يختفي الامن لمدة اربع ساعات حتي الوصول الي مديرية الامن فقط ليتم الاشارة الي ان جمعة التصحيح ليست سلمية كما بدا واضحا من الاعلام القومي والذي وصفها بجمعة الانحراف عن المسار وكأنه مقصود تعبئة الرأي العام في اتجاه ادانه اليوم رغم انه لا علاقة له بالاحداث استفزاز واشار"سيد عبد العال" الامين العام لحزب التجمع الي ان بناء هذا الجدارر لحماية السفارة كان امرا مستفزا لمشاعر المصريين لذلك لم نعترض علي هدمه وما ليس مبررا هو العنف الذي مارسته قوات الامن مع المتظاهرين الذين هدموه وقد اعلنت جميع القوي السياسية عدم مسئوليتها عن اقتحام السفارة والاعتداء علي مديرية الامن خاصة وان الوقائع التي اعلنت عنها اجهزة الامن تؤكد وجود عدد من البلطجية ضمن من اقتحم السفارة واحرق سيارات الشرطة وعلي تلك الاجهزة ان تعلن ايضا للراي العام عن الحقيقة وان كانت هناك اصابع تشير لتورط رجال النظام السابق ممن يعملون في مواجهة الثورة ومحاولة تشويهها واخراجها عن طابعها السلمي تربة خصبة اما " خالد تليمة" عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة فقد اكد ان اي مؤامرة تحتاج فقط لمناخ وتربة خصبة كي تنمو فيه وقد تحقق ذلك فعلا عندما رفض المجلس العسكري والحكومة طرد السفير الاسرائيلي بعد موقعة الاعتداء علي الجنود علي الحدود لذلك كان من السهل علي اي شخص ان ينساق خلف المطالبة بطرد السفير طالما من يديرون البلاد مازالوا يفكرون بعقلية النظام السابق وفيما يخص الاعتداء علي وزارة الداخلية ومديرية الامن فنجد ان الوزارة هي الالة القمعية التي كان لها الرصيد الاكبر من الدوافع لخروج المصريين في الثورة والغريب انها مازالت تتعامل مع الناس بنفس العقلية القديمة التي كان يقود بها حبيب العادلي حيث الضرب والاهانة لذلك فالمطالبة باعادة هيكلة الداخلية لم تأت من فراغ فمن الاجدي ان يقسم اغلبية اعدادهم ويوزع علي اقسام الشرطة اذا كانت هناك نية حقيقية للاستقرار وما يحدث منذ 25 يناير انها تعيد صياغة نفسها لتخدم علي ديكتاتور جديد سيناريوهات فيما وضع " مصطفي شوقي" عضو المكتب التنفيذي للائتلاف اكثر من سيناريو لما حدث الاول ان يكون الامر مدبرا وهناك دلالات علي ذلك فالدعوة التي وجهت لمسيرة السفارة كانت من جهات غير معلومة وكذلك الغياب الامني اثناء الصعود للسفارة وخلال الفجوة الزمنية من الثامنة وحتي الحادية عشرة فلم يظهر الا في الحادية عشر الا ربع علاوة علي التعامل بعنف مع المتظاهرين اما السيناريو الاخر فيشير الي خروج مسيرة عفوية من الميدان من الشباب المتحمس وتخيل الامن بان ما سيحدث فقط نموذج لما حدث وقت انزال العلم الاسرائيلي ورفع العلم المصري وتحطيم الجدار فقط حتي فلت الامر منهم وتطور لاقتحام السفارة نفسها ولكن اي الامرين قد حدث صعب تحديده ورفض" عمرو علي" عضو حركة 6 ابريل مايردد عن ان ما حدث له علاقة بيوم تصحيح المسار موضحا ان هناك دعوة مضادة موازية حيث تم تسريب معلومات لاستدراج المتظاهرين خلف السفارة وامام مديرية الامن لاثارة الشغب والاحتكاك مع الداخلية وذلك للتاثير علي اليوم وهو مايدل علي انه متعمد من جهات لها مصلحة فيما حدث وعن حقيقة اشتراك شباب الحركة في الاقتحام اكد "عمرو" انهم انسحبوا من الميدان في تمام السابعة بعد انتهاء فاعليات اليوم ومسيرة دار القضاء العالي واصدرنا بيانا في السابعة والربع بذلك ولم يتجه اي من اعضاء الحركة للسفارة.