قائد قومي عروبي يقتل شعبه اخترقت الرصاصة التي أطلقها بشار الأسد قلب الطفل الذي لم يتجاوز عمره اثني عشر عاما، فكست الدهشة وجهه وظل هادئا حتي أغمض عينيه علي آخر ما رآه في حياته القصيرة، جثث، وآخر ما سمعه أصوات انفجارات وآخر رائحة دخلت مع نسمة الهواء الأخيرة إلي رئتيه كانت رائحة دم الشهداء. كان الطفل الذي ملأت صورته شاشات التليفزيون أحد شهداء حرب بشار الأسد ضد شعبه الذي لا يريده والذي تجرع كئوس القهر منه ومن أبيه وعائلته حتي انفجر في وجه طاغية صدق أنه قتل الروح واطمأن أنها لن تصحو، ولكنها لم تصح فحسب بل ثارت. هو القاتل الديكتاتور الذي قتل أطفالا وقطع أعضاءهم التناسلية بيديه - فاليد التي نفذت هي التي تلقت منه الأمر - كسر أصابع الفنان علي فرزات، واقتلع حنجرة الفنان المطرب «قاشوش» لأنه كأي طاغية جبان يعرف أن الريشة والصوت هما وقود ثورة الشعب الثائر، فغرز أظافره في الحناجر والقلوب ولكنه لن يصل إلي الأرواح المنتفضة من أجل الحرية حتي الأرواح التي أزهقها ستظل تضيء الطريق وخطوات السائرين إلي العدالة والحرية والكرامة الإنسانية. إنه الطريق الذي عمدته دماء الشهداء وحماة إحرار الشعوب، الشعب المصري والشعب الليبي والشعب اليمني والشعب السوري، طريق في نهايته ستضيء الدنيا بلا أكاذيب وادعاءات من نوع العداء لإسرائيل وأمريكا وهؤلاء هم عملاء وحلفاء أمريكا وإسرائيل، والجميع يعرف ذلك منذ عقود، ذقنا فيها كل أشكال القهر والمهانة والإذلال ودفعنا أثمان التفريط والبيع من كرامتنا ومن عزة بلادنا. كل الطرق واضحة وكل المواقع مكشوفة لذا لم أندهش من موقف بعض ممن يمتهنون الفن عملا يأكلون منه «العيش» الذين أذابوا المناديل بكاء علي مبارك وبشار، ولم أندهش أن واحدة من هؤلاء مازالت تعلن تأييدها لبشار وللمجنون المريض المجرم المسمي بالقذافي، وبلا خجل تعلن أنها ستظل تدافع عن أي قائد قومي عروبي، هذه التي سبق ودافعت عن صدام حسين الذي لم يقتل شعبه فحسب بل سلب منه الروح ودمر بلدا كان كبيرا وكان يمكن أن يكون سندا للقومية والعروبة حقا لولا هذا الطاغية الذي جلب العار والاحتلال لبلاده. هذه التي تؤيد لن تعترف ببقية الجملة ومنطقيتها «قائد قومي عروبي يقتل شعبه» ولن تدرك أن استخدام المصطلحين في أول الجملة هما أكذوبتهم في البقاء وسلاحهم في قهر شعوبهم. كلمة أولي وأخيرة للضيوف من المحامين القادمين من الكويت للدفاع عن الرئيس المخلوع ردا للجميل في حرب الخليج الأولي وتحرير الكويت، الحقيقة أن مبارك نفذ إملاءات أسياده الأمريكان وأنتم تعرفون ذلك جيدا، كما تعرفون أنه قبض الثمن وحصل علي أجرته مقدما.