يبدو أن د. أحمد زكي بدر وزير التعليم قد أراد أن يبرئ ذمته مما ينتظر طلاب الثانوية العامة في الامتحانات النهائية هذا العام بإجراء امتحانات تجريبية لأول مرة منذ فترة طويلة.فقد أعرب الوزير في اجتماعات عديدة مع قيادات وزارة التعليم عقب توليه منصبه في يناير الماضي عن رفضه لأن تأتي امتحانات الثانوية العامة في مستوي الطالب المتوسط، مؤكدا علي ضرورة أن تقيس الامتحانات مستوي الطالب المتميز والمتوسط والأقل من المتوسط.. وتعجب من بدعة إعادة توزيع الدرجات في حالة وجود سؤال صعب لقياس قدرات الطالب المتميز بإلغاء هذا السؤال وتوزيع درجته علي باقي الأسئلة، ووصف ما يحدث بالخضوع لرغبات وشكاوي الطلاب وأولياء الأمور من صعوبة بعض الأسئلة بأنه «فوضي».. مؤكدا في اجتماع مع مستشاري المواد الدراسية والموجهين العامين الذين يكلفون بوضع الأسئلة علي أهمية الالتزام الصارخ بنسبة ال 15% من الأسئلة للطالب المتميز، لذلك قرر د. أحمد زكي بدر إجراء الامتحانات التجريبية ليتعود الطلاب علي مستوي الأسئلة، ويتعرفوا علي مستواهم الدراسي، ومدي استيعابهم للمقررات الدراسية.. في ذات الوقت يتعرف المسئولون بوزارة التعليم وواضعو الأسئلة علي المستوي الحقيقي للطلاب بفحص وتحليل نتائج الامتحان التجريبي، هذا التحليل للنتائج يتيح أيضا لخبراء المركز القومي للامتحانات تعديل مواصفات الورقة الامتحانية لتصبح متوافقة مع مستويات الطلاب التي كشفت عنها النتائج وبما لا يخل بتنوع الأسئلة وقياس المستويات المختلفة للطلاب حسب تعليمات الوزير.. وبما يعني أيضا أن الوزير لن يتراجع عن آرائه وأفكاره وإنذاراته بشأن أسئلة الثانوية العامة، لكنه أراد فقط معرفة مستويات الطلاب بالامتحان التجريبي ليتمكن في امتحان نهاية العام من التمييز بين مستويات الطلاب المختلفة.. يوضح د. رضا أبوسريع - مساعد أول وزير التعليم - أن الامتحانات التجريبية ما هي إلا تطوير لفكرة «دليل التقويم» الذي يحتوي علي أسئلة عديدة في كل مادة دراسية لتدريب الطلاب علي حل الأسئلة.. يشير د. وليم عبيد وكيل تربية عين شمس الأسبق إلي أن الامتحانات التجريبية هي أحد أساليب التقويم المعروفة وكان يتم إجراؤها في جميع المدارس في الزمن البعيد. أما محمد سامي أحمد حافظ من خبراء التعليم يري أن هذه الامتحانات جاءت لتعيد الطالب للمدرسة وتحقيق الجدية والانضباط في العملية التعليمية بعد حالة الإهمال والتسيب التي سادت في الفترة الماضية.. كما يشيد ياسر عمر مدير مدرسة بالقاهرة بفكرة الامتحان التجريبي لتحقيق الجدية والانضباط وانتظام المعلمين في الحضور للمدرسة.. غير أن سمير إبراهيم مدرس رياضيات بالمنيا يؤكد وجود تسيب وإهمال في إجراءات عقد هذه الامتحانات، فلم يتم الحفاظ علي سرية الأسئلة حيث تسلمت كل مدرسة نسخة واحدة من الأسئلة حصل عليها «المدرس الأول» ليقوم بتصويرها بالعدد الكافي للطلاب. ويحذر د. محمد سكران - تربية الفيوم - من توظيف نتائج الطلاب في الامتحان التجريبي بشكل خاطيء.د. أحمد زكي بدر وزير التعليم قال إنه لا يهتم كثيرا بتسرب الأسئلة لأنه امتحان تجريبي يهدف لأن يتعرف الطالب علي مستواه، غير أن تسرب الأسئلة يجعل نتائج الامتحانات تفوق المستويات الحقيقية للطلاب مما يعطي مؤشرات غير واقعية عند تحليل هذه النتائج لتحديد مواصفات الورقة الامتحانية في امتحان نهاية العام، الأمر الذي سيؤدي إلي عدم ضبط مواصفات الورقة الامتحانية بشكل دقيق، وعدم تحقيق الأهداف المرجوة من الامتحان التجريبي بشكل كامل.