خالد تليمة: الثورة المصرية مستمرة حتي تنعگس شعاراتها في نصوص دستورية وقانونية في ضيافة كل من «مركز مهدي عامل الثقافي»، و«اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني» استضافت أربع مناطق لبنانية هي «بيروت - البقاع - طرابلس - صيدا» علي مدار الأسبوع الماضي سلسلة من الندوات الحوارية حول الثورتين التونسية والمصرية تحدث خلالها كل من «أكرم الفاهم ، عضو التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحرية في تونس» ، و «خالد تليمة أمين تنظيم اتحاد الشباب التقدمي- الجناح الشبابي لحزب التجمع وعضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة». قال خالد تليمة أنه بالرغم أن لا أحد كان يتوقع أن تتحول الدعوة للتظاهر يوم 25 يناير لإقالة وزير الداخلية كمطلب رئيسي ، ورفع شعار " تغيير - حرية - عدالة اجتماعية" إلي انطلاقة للثورة المصرية ، إلا أن ثمة مقدمات كثيرة كانت تنبئ بأن ثورة مصرية قادمة، فقد وصلت نسبة الفقراء في مصر إلي ما يقارب 40 % من المصريين بينما وصلت نسبة البطالة طبقا لتقارير حكومية إلي 9% ، في الوقت نفسه لم يتوان نظام مبارك وحكوماته المتعاقبة عن بيع كل ما يملكه المصريون من مصانع و شركات وأراض في صفقات شابها الفساد ، حتي تركزت الثروة في أيدي حفنة قليلة جدا من رجال الأعمال في الوقت الذي تعاني فيه الأغلبية من ضيق الحال ، وفي نفس الوقت الذي أصبح تعذيب المواطنين وإهدار كرامتهم داخل أقسام الشرطة أمرا ممنهجا ، حتي جاءت انتخابات مجلس الشوري في بداية 2010 وانتخابات مجلس الشعب في نهاية 2010، ليتأكد المصريون أن لا أمل في هذا النظام الذي يمضي قدما في تحقيق مشروع توريث الحكم لابن الرئيس ولعب أمين تنظيم الحزب الوطني " أحمد عز" الدور الأكبر في إدارة وتزوير هذه الانتخابات. وأضاف تليمة ان ثورة 25 يناير لم تكن وليدة الصدفة ، بل لعب الحراك الذي مر به الشارع المصري علي مدار السنوات الأخيرة دورا مهما في مسار هذه الثورة بدءاً بتحركات القوي الوطنية والأحزاب السياسية ثم حملة «كفاية» لرفض التمديد والتوريث 2005، مروراً بإضراب عمال المحلة 2008، وسلسلة من الاضرابات والاعتصامات العمالية ، ثم حملة التوقيعات لمطالب التغيير التي أطلقها الدكتور محمد البرادعي2010، وصولاً إلي التحركات الشعبية التي تلت استشهاد الشاب خالد سعيد، ثم الحراك الذي صاحب مد العمل بحالة الطوارئ منتصف عام 2010 . وانتقد تليمة انفراد المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإدارة المرحلة الانتقالية مؤكدا أن إصرار المجلس علي إجراء الاستفتاء علي تعديلات في دستور 1971 ثم خروجه بإعلان دستوري أعطاه صلاحيات مطلقة كما كان لرئيس الجمهورية في الدستور السابق، جعلنا لا نشعر بأي تغيير قد حدث وذلك بعد إصدار قوانين " تجريم الاعتصامات والتظاهر و الأحزاب و مباشرة الحقوق السياسية" بعيوب كثيرة دون طرحها لحوار مجتمعي واسع أدي إلي رفضها من كل القوي السياسية . وقال تليمة أن انسحاب ائتلاف شباب الثورة من الحوار الوطني كان لعدة أسباب اهمها أنه كان حوارا بلا أي صلاحيات وأراد منظموه ان يبتعدوا به عن مناقشة اشكاليات المرحلة الانتقالية ، إلي جانب حضور عدد كبير من أعضاء الحزب الوطني " المنحل " ورموز النظام السابق ، وشدد تليمة ان معركة ائتلاف شباب الثورة وكل القوي المدنية والديمقراطية القادمة هي وضع دستور جديد للبلاد قبل إجراء أي انتخابات مؤكدا أن موجة جديدة من التحركات في الشارع ستبدأ في يوليو للضغط من أجل وضع الدستور أولا وترجمة شعارات الثورة إلي دستور وقوانين. من جانبه أكد أكرم الفاهم، والذي جاء من قرية سيدي بوزيد صاحبة الشرارة الأولي في الثورة التونسية، أن ثورتهم لم يكن لها قيادة ولم تكن تعبيرا عن ايديولوجيا بل كانت حركة عفوية ضد الفقر والقهر ، وقال الفاهم إن الثورة التونسية حملت في البدء شعارات مطلبية، كالحق في العمل ومحاكمة أسرة الرئيس بن علي وزوجته ،عصابة السارقين، لكن الثوار رفعوا شعار إسقاط النظام، بعدما تأكدوا أن الظروف التي يعيشونها سببها النظام الحاكم. وأشار الفاهم إلي أن الثورة بدأت شبابية، ولكن التحق بها قطاع واسع من النقابيين والسياسيين والناشطين في بعض الأحزاب، ممن حرموا طويلاً من العمل السياسي وحرية التعبير ، وتساءل الفاهم عن النخب التي ممكن ان يستعين بها الشباب التونسي في ظل وجود نخب فكرية وسياسية انتهازية تجعلها موضع نفور من جانب شباب الثورة، وفسر الفاهم غياب القيادات عن الثورة التونسية بعدم وجود حياة سياسية في البلاد وقت بن علي ، فضلاً عن غياب أي شخصية معارضة تحظي بثقة القوي السياسية والشبابية.