قال الدكتور «مغاوري شحاتة» خبير مصادر المياه بالأمم المتحدة إن فكرة نقل جزء من مياه نهر الكونغو لنهر النيل قد تكون مطلوبة في الوقت الحالي خاصة أن هذه المنطقة التي توجد بين أوندا وبوروندي والكونغو هي عبارة عن سلسلة من أعلاها في وسط أفريقيا تسقط الأمطار عليها وتسير في اتجاهين الأول بالشرق من منابع نهر الكونغو حيث سلسلة الجبال التي تسمي خط تقسيم المياه بين أحواض الأنهار والتي تضم نهر النيل بالإضافة إلي اتجاه في الغرب والخاص بمنطقة بحيرة فكتوريا عبر بعض الأنهار والتي تتدفق للشمال بأوغندا. وأضاف «مغاوري» أن هناك مجموعة من المعوقات الفنية التي تعترض المشروع حيث إمكانية أن تسير المياه من الكونغو في اتجاه السودان الجنوبي أو هضبة البحيرات الاستوائية، الأمر الذي يحتاج إلي توسعة مجري النهر كي يستوعب هذه الكميات الإضافية من المياه بالإضافة إلي كون هذه المنطقة منطقة ارتفاعات وقد يكون من الأفضل استغلال الكميات المهدرة من المياه في جنوب السودان واستقطاب الفواقد بدلا من نقل مياه الكونغو.. وأشار «مغاوري» إلي أن هذا المشروع يمكن قبوله كفكرة ولكن عند التطبيق سيكون الأمر أكثر صعوبة من الناحية السياسية والجيولوجية والطبوغرافية فرغم كون هذه الخطوة لتنمية الفاقد من مياه الكونغو في المحيط فإن ذلك ليس مبررا لتحويل المياه بطريقة غير شرعية لارتباطها بأوضاع معقدة. أما عن العوائق القانونية في هذا الشأن والتي يشملها القانون الدولي المانع من استغلال مياه نهر الكونغو باعتباره من الأنهار الدولية والمشترك فيه ست دول غير الكونغو فيقول «مغاوري» : إنه في حالة حدوث هذا الشأن أصلا سيكون بالتراضي بين جميع الدول الأمر الذي يعتبر سهلا بينما جاءت الصعوبة في الناحية الفنية فليس كل ما ننظر له علي الخريطة يمكن تطبيقه في الواقع فالخريطة مجرد ورقة مسطحة تختلف عنها في الأصل والحديث عنها كلام مرسل.. ويري ضرورة في أولوية العمل مع السودان وأثيوبيا باعتبارهما الأهم للأمن المائي المصري حيث تحصل مصر من الهضبة الاستوائية وحدها علي 85% من حصتها السنوية في مياه حوض نهر النيل.