قال شهود عيان مقيمون في مدينة جنيف بسويسرا ل"الاهالي" إنهم شاهدوا حسين سالم الهارب من الامن المصري والانتربول الدولي بتهمة الفساد وأكبر واهم الهاربين المتورطين مع النظام المصري السابق في صفقات مشبوهة اهدرت مليارات الدولارات وكانت كلمة السر في معظم عمليات الفساد ، وذلك يوم الخميس الماضي في الساعة العاشرة والنصف ليلا جالسا في أحد المقاهي الشهيرة في وسط جنيف بسويسرا وهو مقهي لوس انجلوس بمنطقة كارنفال وقالوا ان البعض شاهده يتنقل بحي كولوني الذي توجد به العديد من القصور التي يمتلكها شيوخ الخليج ، وكذلك شوهد يتناول الغذاء في فندق «كمبني» أشهر وأكبر فنادق جنيف الذي تصل سعر الإقامة فيه إلي 500 فرنك سويسري لليلة بما يعادل 3700 جنيه مصري و يقيم هو وأسرته في جناح ملكي في الفندق سعر الليلة فيه يصل إلي أكثر من 40 ألف فرنك وهو ما يعادل 300 ألف جنيه مصري ، وشوهد ايضا وهو يقضي سهراته في فندق ريزيرف الذي يقيم به عبد السلام جلود رئيس الوزراء الليبي الأسبق ويذهب في بعض الأحيان إلي كازينو ديفون للقمار. وقام أحد أعضاء الجالية المصرية بتتبع حسين سالم بسيارته حتي خرج من مقهي لوس انجلوس يوم الثلاثاء ودخل احد الشوارع الرئيسية والذي تقع فيه سفارة قطر والقريبة من محطة "ريف" وقامت "الاهالي" بالتقاط بعض الصور لهذه المنطقة التي ترجح مصادرنا ان "سالم " يقيم في احد منازلها القديمة. وقال ناجي داوود أحد أعضاء الجالية المصرية في سويسرا ل "الاهالي" انهم يستعدون خلال هذه الايام الي تشكيل لجنة شعبية من اعضاء الجالية المصرية هناك للتتبع هؤلاء الهاربين والضغط علي السفارة المصرية ووزارة الخارجية لتكثيف مجهودها مع حكومة وامن سويسرا لاعادة اموال الشعب المصري والقبض علي المجرمين، والبحث عن آليات جديدة لاسترداد هذه الاموال خاصة ان سويسرا غير تابعة للقانون الدولي حيث إنها ليست من الدول الأعضاء في هيئة الأممالمتحدة الامر الذي يصعب المهمة. وعلمت "الاهالي" أن بعض اعضاء الجالية المصرية هنا في جنيف سيتقدمون بمذكرة خلال الايام القادمة الي المسئولين السويسريين حول جرائم حسين سالم تتضمن ملفا حول طرق نهبه لاموال الشعب المصري وتصنيفه كمجرم دولي وسرعة القبض عليه. وكان حسين سالم معروفا في مدينة شرم الشيخ بأنه الأب الروحي لها، حيث يعد أول المستثمرين في المنطقة منذ عام 1982، وبالتالي لم يكن مستغربا أن يملك الرجل خليج نعمة بالكامل تقريباً من فنادق إلي كافيتريات إلي بازارات، كما يعد "موفينبك جولي فيل"، من أكبر المنتجعات السياحية في المنطقة، وقد أوصي صاحبه حسين سالم عند بنائه بإقامة قصر علي أطرافه، تم تصميمه وتجهيزه علي أحدث الطرز العالمية؛ ليفاجئ الجميع بإهدائه إلي الرئيس مبارك، ليصبح المصيف البديل لقصر المنتزه. وكانت النقطة الفاصلة في معرفة قوة هذا الرجل ونفوذه، هو توقيع شركته "شرق المتوسط للغاز" لعقد تصدير الغاز إلي إسرائيل، وهذه الشركة تمتلك فيها الحكومة المصرية 10% فقط في حين يمتلك رجل الأعمال الإسرائيلي يوصي ميلمان 25%، ويملك حسين سالم 65%، وتنص بنود الاتفاقية علي أن تقوم الشركة بتصدير 120 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلي إسرائيل مقابل 28 ملياراً فقط. كما قامت شركة شرق المتوسط للغاز المصرية بإبرام عقد بقيمة ملياري دولار لتزويد شركة دوراد اينرجي الإسرائيلية بالغاز الطبيعي لمدة 15 عاماً نظير 100 مليون دولار عن كل سنة إضافية، وبلغ رأس مال الشركة الاسمي هو 500 مليون دولار والمدفوع من رأس المال فقط 147 مليون دولار، بينما تبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع توصيل الغاز لإسرائيل حوالي 469 مليون دولار حصلت الشركة علي قرض رئيسي من البنك الأهلي المصري قدره 380 مليون دولار..كما حصلت علي قروض أخري من بنوك الاتحاد الأوروبي وغيرها، وبدأ ضخ الغاز لإسرائيل في مارس 2008، ومع هذا قام الشريكان الرئيسيان، يوسف مايمان وحسين سالم ببيع حصتهما بالتدريج في عام 2007، أي قبل الضخ الفعلي للغاز وذلك علي النحو التالي: باع يوسف مايمان نصف حصته أي 12.5% من أسهم الشركة إلي شركة أمبال "AMPAL " الأمريكية بمبلغ 258.8 مليون دولار ثم قام ببيع 1.8% من أسهم الشركة بمبلغ 40 مليون دولار وبعدها 4.4% من الأسهم بمبلغ 100 مليون دولار. وحذا حسين سالم حذو مايمان في بيع الأسهم وباع 12% منها بمبلغ 260 مليون دولار وفي نوفمبر عام 2007 باع 25% من الأسهم لشركة "PTT " التايلاندية بمبلغ 486.9 مليون دولار، كما تفاوض علي بيع 10% من الأسهم إلي سام زل وهو مالك كبير للعقارات إسرائيلي أمريكي،ولم يعلن عن قيمة الصفقة رغم إعلان أن شركة شرق المتوسط تساوي وقتها 2.2 مليار دولار بمعني أن صفقة "سام زيل مع حسين سالم تقدر قيمتها ب 220 مليون دولار. وبالأرقام بلغت جملة المبيعات والربح بعد خصم التكلفة الفعلية للشركة حوالي بليون دولار قبل أن يبدأ ضخ الغاز، علاوة علي أن القروض خاصة من البنك الأهلي المصري غطت تكاليف الإنشاء، كما أن الخط الذي ينقل الغاز من مصدره إلي العريش وهي محطة بداية خط أنابيب شركة شرق المتوسط، قامت الدولة بإنشائه علي نفقتها، فهذه الصفقة غريبة من نوعها حتي أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت مقالا بعنوان "تحقيق أرباح من غاز بدون الغاز". وبعد ثورة 25 يناير 2001 هرب حسين سالم من مصر بطائرته الخاصة متجها إلي سويسرا حتي الان !