باريس: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الخميس ان الفائض العالمي في عرض النفط الذي ادى الى تراجع الاسعار "سيتقلص بشكل كبير" في وقت لاحق هذه السنة مع الحرائق الضخمة التي خفضت انتاج كندا وارتفاع الطلب في الهند. وقالت الوكالة التي تضم 29 دولة في تقريرها الشهري ان الطلب على النفط في العالم سيرتفع بوتيرة "متينة" في 2016، واتت الهند في مقدم الدول بعدما رفعت الطلب العالمي بنحو 30 في المئة في الربع الاول من السنة. واضافت الوكالة "هذا يعزز الحجة القائلة ان الهند تأخذ مكانة الصين كابرز سوق نمو للنفط". وتشهد الاسواق النفطية منذ اشهر فائضا كبيرا في العرض، ما يضر المنتجين بشدة لكنه يعني انخفاضا في الاسعار بالنسبة الى المستهلكين. وسجلت الاسعار هذا الاسبوع ارتفاعا لم تشهده منذ ستة اشهر وفاقت 46 دولارا للبرميل بعدما تراجعت الى ما دون 30 دولارا في مطلع السنة. وكانت الاسعار تبلغ قرابة مئة دولار في منتصف 2014. وشهدت مدينة فورت ماكموراي النفطية غرب كندا انخفاضا في انتاجها النفطي بحوالى 1,2 مليون برميل في اليوم في ايار/مايو اي اقل بمليون برميل في اليوم مقارنة بمطلع السنة. لكن الوكالة قالت ان حرائق كندا لم تؤد الى ارتفاع الاسعار بشكل كبير. والمفاجأة الاخرى اتت من ايران بحسب الوكالة الدولية للطاقة، مشيرة الى ان انتاجها النفطي وصادراتها ارتفعا بشكل اسرع من المتوقع بعد عودة طهران الى السوق اثر رفع العقوبات الدولية عنها بموجب الاتفاق النووي مع القوى الكبرى. "زيادة دراماتيكية" وبلغ حجم الانتاج الايراني في أبريل حوالى 3,6 مليون برميل في اليوم وهو المستوى الذي سجل في نوفمبر 2011 قبل تشديد العقوبات على طهران، وفق ما ذكرت الوكالة. وقالت ان "الاهم بالنسبة الى الاسواق العالمية هو ان الصادرات العالمية بلغت مليوني برميل في اليوم، وهي زيادة دراماتيكية مقارنة ب1,4 مليون برميل في اليوم المسجلة في مارس". وساعد ارتفاع الانتاج النفطي الايراني على زيادة الانتاج داخل منظمة اوبك بنحو 330 الف برميل في اليوم في أبريل، وهو اعلى مستوى انتاج للمجموعة منذ اكثر من سبع سنوات. وقالت الوكالة ان الانتاج الايراني يعوض المخاوف بشأن تراجع الانتاج في ليبيا، وفي نيجيريا التي تشهد مشكلات امنية واعمال تخريبية لخطوط الانابيب، وفي فنزويلا التي تواجه انقطاعا في الكهرباء ومشكلات اخرى. وستتركز الانظار خلال اجتماع اوبك في 2 يونيو على التغييرات الاساسية في الامدادات النفطية للمملكة العربية السعودية، المنتج الرئيسي في المنظمة، والتي استبدلت وزير البترول علي النعيمي بعد توليه هذا المنصب لعقدين من الزمن. واكدت وكالة الطاقة ان السعودية ابقت على انتاجها بلا تغيير. اتجاه نحو "التوازن" اما خارج نطاق منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) فاوضحت الوكالة انها تتوقع حاليا تراجعا اكبر في الانتاج يبلغ 800 الف مليون برميل يوميا، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 700 الف برميل يوميا. وقالت الوكالة ان احدث الارقام يشير الى "اتجاه سوق النفط نحو التوازن". ومن المتوقع حاليا زيادة مخزونات النفط العالمية بنسبة 1,3 مليون برميل يوميا في النصف الاول من عام 2016 مع "انخفاض كبير" في النصف الثاني الى 200 الف برميل يوميا. واوضحت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا انها لم تغير توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2016 عند 1,2 مليون برميل في اليوم. الى ذلك، اشارت الوكالة الى ان الارتفاع في الاسعار يرجح ان يكون "محدودا" بسبب المخزونات الوفيرة. ولفتت الى ان المخزونات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفعت في بداية العام بأبطأ وتيرة لها منذ الربع الرابع من عام 2014. فقد تراجعت في شباط/فبراير للمرة الاولى منذ عام. واضافت "هذا يدعم وجهة نظرنا بان الفائض في المعروض العالمي من النفط سيتقلص بشكل كبير في وقت لاحق من هذا العام".