في الصالون الثقافي للمركز القومي للترجمة بمناسبة صدور الطبعة العربية من «الموسوعة النظرية الثقافية» عقد المركز القومي للترجمة صالونا ثقافيا لمناقشة ذلك، وهذه الموسوعة تحرير «اندرو ادجار، بيتر سيدجويك» وترجمها إلي العربية د. هناء الجوهري «أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة»، وراجعها وقدم لها د. محمد الجوهري استاذ علم الاجتماع وأدار الصالون د. أحمد زايد وشارك في المناقشة د. محمد عباس ابراهيم وكيل كلية الآداب جامعة الإسكندرية. في البداية أشار د. أحمد زايد استاذ بقسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة إلي أن د. الجوهري بدأ من السبعينيات سلسلة التراجم في علم الاجتماع المعاصر، وكون مجموعة أو مدرسة في علم الاجتماع المعاصر ضمت عددا كبيرا من الاساتذة والباحثين وترجموا عددا كبيار من الكتب ثم تطورت الفكرة إلي طباعة رسائل الماجستير والدكتوراه ولم يكتفوا فقط بالترجمة، وكان الجوهري دائما يدفع بتلاميذه نحو البحث والتجديد. واليوم يحتفي بهناء الجوهري إحدي تلميذات هذه المدرسة. سمات الثقافة ذكر د. محمد عباس ابراهيم استاذ الاجتماع بجامعة الاسكندرية أن أي مجتمع له شقان: اجتماعي وثقافي، وهذا العمل الذي بين أيدينا يجمع بين الاثنين معا، والنظرية الثقافية مستوي رفيع من التقدم في مجال البحث العلمي، الثقافة العليا والدنيا، فقد غطت الموسوعة جميع العناصر الرئيسية المهمة في هذا المجال كالثقافة والهوية القومية والثقافة وأنماط التفكير والإدراك، والثقافة واللغة، والثقافة من النمو الفوقي إلي التحتي أي تأثير الحضارات العظمي هي الأساس في الصغري والثقافة والاستيطان الاستعماري، ثم توظيف الثقافة في الانماط الكبري في السياسة والثقافة الإقليمية والإثنيات والعرقيات والدين، كل ذلك أدي إلي ما يسمي بسمات الثقافة. ثم تساءل عباس ابراهيم هل لدينا في الشرق ما يسمي بإنتاج الزمن وكانت الاجابة لا، أما في الغرب فالثانية عندهم لا تعوض إذا فقدت. تكاملية العلوم وبين عباس أن الموسوعة اشتملت علي مفاهيم ذات صلة وثيقة بالثقافة وفهم التراكمات المتصلة بالخبرة الذاتية للحياة، وفيها تعدد روافد البحث والمعرفة العلمية، وفيها 340 مفهوما ومصطلحا أضيف إليها 36 مفهوما مستحدثا للعولمة والاتجاهات الحديثة مؤكدا في ختام حديثه أن العلوم اليوم تقترب نحو التكاملية ولم يعد للتخصص الوحيد ظهور، وأصبحت وسائل المعرفة ممكنة ومتاحة لكن لدينا نوع من التراخي والكسل. الثقافة هدفها التنظير وأما د. محمد الجوهري فقال أن الثقافة ليست جانبا وصفيا فهي تهدف للتنظير، فنحن نعيش اليوم في عصر الأولوية فيه للثقافة علي الاقتصاد، وأصبحت الثقافة تلعب علي السياسة أو توجه السياسية والمجتمع لم يعد متعددا طبقيا، بل أصبح فيه القمة، والباقون مجموعة من المعدمين والأرزقية وعلي باب الله، هؤلاء الناس يعيشون علي الثقافة يأكلونها ويشربونها. والنظرية التي بين أيدينا تقول إنه لي سهناك علم من العلوم الاجتماعية منفصل، بل هناك تكامل بين التخصصات وتوجه نقدي أي هي نوع من نقد الدراسات التقليدية الاكاديمية ومن روادهم مدرسة فرانكفورت. مادة الإرهاب وعرض الجوهري لإحدي المواد المتضمنة في الموسوعة وهي «الإرهاب» ويشير إلي أنه أفعال عنيفة ضد المدنيين بهدف إحداث ذعر وتحقيق أهداف سياسية معينة، ثم ميز بينه وبين الحرب، وقال أن هناك ارهابا علي المستوي القومي وإرهابا علي المستوي العالمي، بل هناك إرهاب تمارسه جماعات قومية معينة وأحيانا إرهاب تمارسه الدول نفسها، والمثال الإرهاب الذي تمارسه دولة إسرائيل. والهدف من الإرهاب زرع الخوف، والإرهاب بالشكل الذي يتم به اليوم لم يكن له أن يتم بدون وسائل الإعلام (بدءا من التليفون المحمول وصولا إلي قناة الجزيرة)، بل قد تستخدم قنوات الإعلام للتهديد ثم شملت الموسوعة عرضا تاريخيا للإرهاب في ايرلندا، وأشار إلي الحروب الأهلية في لبنان وما يحدث في فلسطين، وتوقف عند (11 سبتمبر) وذكر أنه يجسد العنف الإرهابي، فقد شهد العالم بعد هذه الأحداث ما يسمي بالتنسيق الدولي في مكافحة الإرهاب، ومن أبرز نتائجها حرب أفغانستان واحتلال العراق وسجن جوانتاناموا واستخدمت المزاعم الكاذبة عن دور العراق، وأكد أن الإرهاب يختلف عن الحرب، إذ أن الحرب في باطنها بعض القواعد الأخلاقية بينما الإرهاب حرب بلا أخلاق. الموسوعة كتاب تثقيفي وأبانت د. هناء الجوهري أن الموسوعة صدر الطبعة الأولي منها عام 1999 وكان بها (350) مادة تمت ترجمتها، ثم صدرت الطبعة الثانية في عام 2008 وأضيفت إليها مواد جديدة بينما حذف 39 مادة كان قد تمت ترجمتها. وهذه الموسوعة تعبر عن الثورة في المصطلحات والمفاهيم والمواد التي تم حذفها كانت في الفن واللغة والاتصال وعلم النفس، أما المواد المضافة جديدا فهي خاصة بالتعليم والبيئة والصحة والترجمة والثقافة التكنولوجية، والواضح أنه بعد أحداث 11 سبتمبر اضيفت ثلاثة موضوعات مهمة مثل الإرهاب و11 سبتمبر وما يرتبط بها، وفكرة الجيولوجيا الحيوية وتحديد النسل وربطوا كل ذلك بالعولمة. وأضافت الجوهري أن هذه الموسوعة هي كتاب تثقيفي ليست بحاجة للتخصص في العلوم الاجتماعية والدليل علي ذلك عدد من الموضوعات مثل التليفزيون والموسيقي (الجاز) وفلاحة البساتين ، والسخرية، الأسطورة، الآخر والكلام والعقل هذه موضوعات يمكن لأي إنسان الاستفادة منها. وأشارت د. هناء أن الموسوعة فيها مادة عن الرياضة فيها تعريف بالرياضة ولمحة تاريخية عن تطورها، وارتباط الرياضة بالعسكرية والتعليم ثم الدين، وايضا الألعاب الأوليمبية وظهور أول نظرية للرياضة وارتباطها بالحركة النسوية.