ميدان التحرير تناسلَ فاستيقظ في ساحات الأمويين غفاةُُ، خرجوا للطرقات تقود خطاهم دمعات السّنة والأكراد، وثمة سلطان الأطرش يفرش في الليل عباءته فوق مرام المصري ليمنع عنها وحشية حرّاس صيحتُهم: «أمتنا واحدة ورسالتها خالدة»، سعف مسيحيين وبيرق أهل الشيعة، يلتحفون سماء صاحية، ويشيرون بأن الله وسوريا مؤتلفان، إذا رنّت تحت القصف نحاسياتٌ تنشد قول المصريين: «سلام من صَبَا بَرَدي أرقّ ودمع لا يكفكف يا دمشقُ» علي ربوة مارماريتا كان أبوعفش يكسر قوقعة، ويبص علي كتل غادرت التابوت: الورّاقون، وصنّاع الحلويات، الطيب تيزيني، وغنوصيون، الماغوط، وتجار الخزّ، وونّوس، الكل يخوض في الدم السائل تحت رعايات الحزب القائد. سأل العلوي الدرزي: لماذا كتفك في كتفي؟ فأجاب: لأن القهر يوّحد دمعتنا في درعا. سأل الدرزي العلوي: لماذا اختلط الجرح علي الجرح؟ أجاب: لأن القتل الفاجر كان شريعة قتَّالين وشرعا. سأل العلوي الدرزي: متي ننتظر بشاراتٍِ؟ فأجاب: إذا باتت وحدتنا أصلا في الميدان وفرعا. سأل الدرزي العلوي: فماذا ينقذ رئة الطفل؟ أجاب: ستنقذها جثث متناثرة إن غطَّت سهلا في حمص ومرعي. سأل العلوي الدرزي: فكيف يطل الضوء؟ أجاب: إذا صار محبو الأوطان هنا صرعي. سأل السوري السوري: متي ينتفض المحرومون؟ أجاب: إذا مصَّ المصّاصون حليبَ الأمة ضرعا ضرعا.