شباب الثورة لا يعرف اليأس

أبطالنا هذا الأسبوع مجموعة من الشباب بعضهم يعمل في إحدي شركات الاتصالات والبعض الآخر ينتمي لإحدي الجمعيات الخيرية. . قرروا أن يبذلوا ما يملكون من وقت وجهد ومال لتجميل وتشجير شوارعنا .
تقول سهام صقر إحدي الأمهات : قمنا باختيار عدد من الشوارع التي تقع في مناطق حيوية وبها عدد من المرافق والخدمات المهمة وعلي سبيل المثال هذا الشارع به نقطة مطافي ومخبز للقوات المسلحة وقريب من شركة الطاقة ومركز بحوث البترول بالإضافة لعدد من شركات البترول لذا فهو شريان مروري حيوي جدا وهذا ما يجعله محط أنظار الجميع فلابد أن يكون في صورة حسنة تليق بالخدمات الموجودة فيه .
تضيف سهام : إن ترميم وصيانة وتنظيف وتشجير هذا الشارع تطلب منا عملا يوميا مستمرا علي مدار الساعة لمدة أسبوعين متصلين ورغم هذا تكلف مبلغاً يعد زهيداً مقارنة بما تم فيه من أعمال كثيرة "حوالي ثمانية آلاف جنيه ".
الاستكشاف
يضيف محمد سامي : نحن حوالي عشرة شباب و جاء معظم الدعم المادي من جمعية خيرية كما كانت تمدنا في بعض الأيام بشباب يصل عددهم لخمسة وأربعين شخصاً في اليوم ..اختيارنا للشارع جاء عن طريق الاستكشاف وعلي أساس مدي حاجة الشارع للتجميل وبدأنا العمل برفع التراب والردم والدبش المتراكم نتيجة أعمال الكهرباء التي كان يقوم بها الحي ولم يكملها .ثم تخلصنا من أكوام القمامة المتراكمة علي النواصي وبين العمارات وبعدها قمنا بإصلاح الأرصفة ودهانها . ثم قمنا بعمل فتحة في رصيف الجزيرة المقابلة لنقطة المطافي حتي تسهل سير سيارات المطافي بدلا من السير في الطريق العكسي اختصارا للوقت ..
جدارية وثائقية
يضيف اسلام محمد حساني : بدأنا في تنظيف حوائط الأرصفة من الأتربة العالقة بها قبل الرسم عليها حتي يثبت الرسم والألوان ثم قمنا بتظهير الحوائط " دهانها باللون الأبيض " ثم بعدها رسمنا علم مصر علي جدار أحد الأرصفة ورسمنا الجدارية علي الرصيف المقابل وقام برسم هذه الجدارية رسام متطوع قام بالتخطيط والتصميم وأحيانا كنا نعاونه في التلوين كما أن هناك بعض اللوحات قمنا نحن بتصميمها وبرسمها ثم تنفيذها وتلوينها علي الجدران . وجميعها وثائقية تسجل أحداث ثورة 25 يناير .. فإحدي هذه اللوحات تحمل أسماء بعض شهداء الثورة المعروفين لدينا فهناك شهداء لا نعرف عنهم شيئاً فنحن نهديها لأرواحهم العطرة فهم مثال للعزة والكرامة و ستظل ذكراهم واسماؤهم محفورة داخل قلوبنا ووجداننا.
تشجير مثمر
تقول رانيا علي عطية : قمنا بتشجير الشارع بمائة شجرة مثمرة مانجو وجوافة وقشطة . جميع الاشجار الموجودة بالشوارع من نوع " الفيكس " غيرنا هذا النمط بزرع مانجو وزيتون وبشاتل حتي يمكن للناس أن تستفيد من التشجير بدلا من أن يكون مجرد شجر موجود بالشارع فقط !
تضيف رانيا: لقد أغرانا عرض الشارع واتساع الرصيف بإنشاء نصب تذكاري عبارة عن هرمين مدرجين واحد كبير والثاني صغير وبذلك استطعنا بالفعل تغيير شكل الشارع تماماً .
شهادة حق !!
الشباب المتطوع كان حريصاً أن يقول : لا رياء ولا نفاق .. نحن نشيد برجال القوات المسلحة لأنهم كانوا يمدوننا بالدعم المعنوي والمساعدة في كل مانحتاج إليه أثناء عملنا . فعندما كنا نعجز عن نقل أوحمل بعض الأشياء كانوا يرسلون إلينا من يقوم بمعاونتنا من المجندين لمساعدتنا وييسرون علينا قدر المستطاع وكانوا يرسلون لنا أرغفة الخبز دعماً منهم فهم بالفعل إخوتنا قبل وبعد الثورة الذين نفخر بهم جميعاً ..تحية لمن جاهد وثار علي الفساد وتحية لمن جاهد الكسل ونادي هيا إلي العمل . أمل خليفة