فشلت الضغوط الأمريكية على مدار العام الماضى فى التصدى لإرادة الشعب المصرى التى أعلنها فى 30 يونيه، ولم يتضح اتصالاتها المستمرة وشبه اليومية مع بعض الدوائر الأمنية والسيادية فى مصر فى دفعها لاتخاذ إجراءات أو إبرام صفقات أو قطع تعهدات على نفسها تتعارض وقرار الشعب المصرى الخاص باستقلال إرادتها. قالت مصادر سيادية إن البيت الأبيض استمر على مدار العام الماضى يدفع باتجاه عودة تنظيم الإخوان ومشاركته فى العملية السياسية بخلاف المواقف المعلنة للخارجية ووزارة الدفاع. أكدت المصادر أن إدارة الرئيس الأمريكى استجابت مؤخرا لنصائح المملكة العربية السعودية بضرورة تحديد مسار العلاقة مع مصر قبل مجئ رئيس جديد، والمؤكد وفقا للتقارير الأمريكية أنه سيكون عبدالفتاح السيسي، تمثلت النصيحة السعودية فى صعوبة إصلاح العلاقة مع مصر حال تولى السيسى الحكم فى ظل الوضع الراهن والرفض الأمريكى للإرادة المصرية، وأن السيسى لن يكون بمقدوره التحايل على إرادة ناخبيه والمتمثلة فى عدم إشراك الإخوان والفصائل الإرهابية المتعاونة معهم فى المسار السياسي. قالت المصادر إن زيارة اللواء محمد فريد التهامي، مدير المخابرات العامة لواشنطن والتي أعقبتها زيارة لوزير الخارجية نبيل فهمى حتى الآن، جاءت فى هذا الإطار لوضع محددات جديدة للعلاقة بين الإدارة الأمريكية والشعب المصري، والتى تقوم على احترام إرادة المصريين والابتعاد عن الضغوط والإملاءات الخاصة بالشأن الداخلى خاصة فى مسار التحول الديمقراطى وتنفيذ مراحل خارطة المستقبل مع التزام مصر ببناء نظام ديمقراطى حديث ينفق ومطالب المصريين. أكدت المصادر رفض المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى لقاء القائم بالأعمال السفارة الأمريكية فى القاهرة قبل الرحلة الأخيرة لمدير المخابرات ووزير الخارجية لواشنطن لوضع النقاط فوق الحروف والتأكيد على عدم قدرة أى مؤسسة مصرية بما فيها مؤسسة الرئاسة التفريط فى مطالب المصريين التي أعلنوها فى ثورة 30 يونيو. كشفت المصادر أن المؤسسات السيادية فى مصر أكدت تمسكها بالتعاون الأمنى والعسكرى مع الإدارة الأمريكية بما لا يتعارض والأمن القومى المصري، مع التأكيد على استمرار مصر فى توجهها نحو بناء علاقات مع دول الشرق مثل روسيا والصين واليابان وحرية الجانب المصرى فى تنويع مصادر السلاح.