لاقت حملة أسبوع الانضباط التي بدأت فيها محافظة الإسكندرية مؤخراً جدلاً واسعاً في الشارع السكندري، فعقب مرور نحو أسبوعين من انطلاق الحملة، انقسمت الآراء إلى فريقين. فهناك من يرى أن الحملة تعد محاولة لإعادة الانضباط إلى الشارع مرة أخرى، وأنها ساهمت في تخفيف عدة مشكلات تؤرق المواطن السكندري ومنها القمامة والباعة الجائلين. فيما يرى البعض الأخر أن الإسكندرية لم تشهد تحسناً ملحوظاً عقب تدشين الحملة، فالمشكلات ما زالت كماهي دون تغيير. وبين هذا وذاك ما زالت هناك مشكلات تفرض نفسها على المجتمع السكندري ومنها انتشار أعمال البلطجة والفوضى، فضلاً عن انتشار القمامة والاختناقات المرورية، حسب قول أخريين. نزلت "الأهالي" إلى الشارع السكندري؛ لترصد ردود أفعال السكندريين حول أسبوع الانضباط. بداية قالت لنا زينب أحمد، ربة منزل، منطقة باكوس، إن الأسبوع الماضي لم أشعر بإنضباط ملحوظ، فبالنسبة للقمامة، الصندوق الذي تضعه المحافظة يتم ملؤه وتأتي عربة النظافة لإزالة القمامة مرة واحدة، ويمتلئ مرة أخرى، مطالبة بأن تمر العربة ما لا يقل عن مرتين. وأضافت "زينب" أن أصحاب المحال في سوق باكوس يضعون ستاندات الملابس والمفروشات خارج المحال، الأمر الذي يشغل مساحة الرصيف ويمتد إلى أجزاء من الشارع، ويصعب مرور السيارات والمشاة، وهكذا الحال بالنسبة للبائعين الجائلين فهم منتشرون في جميع المناطق دون مراعاة لآداب الطريق، لافتة إلى أن الشارع المصري والسكندري خاصة يعاني من الفوضى والعنف وعدم الانضباط؛ لذلك لابد من تفعيل القوانين. وتابعت:"ولكن أرى أن هناك أملا في سوق الخضار بباكوس حيث انخفضت أسعار بعض الخضراوات بنسبة تتراوح من 10 إلى 20 %، فضلاً عن أن أسعار الخضراوات معلنة وهذا لم يحدث من قبل، أما بالنسبة للمرور هناك حالة من الارتباك المروري ويجب وجود رجل المرور في المناطق التي بها اختناقات مرورية مثل مزلقان ترام الرمل بمنطقة باكوس حيث يتكدس يومياً بالميكروباصات التي تقف عشوائياً على قضبان الترام، ونجد أن أهالي الإسكندرية يعانون من تعطل حركة سير الترام، وعند سؤال الكمسري عن السبب أجاب بأن ذلك يرجع لعدم وجود انضباط مروري في تلك المنطقة". وفي السياق قال محمد إبراهيم، محام، منطقة الرمل، إنه لم ير أي انضباط ملحوظ في الشارع السكندري؛ فالمرور كما هو لم يتغير وأيضاً القمامة متراكمة في الشوارع والباعة الجائلين لا جديد في سلوكياتهم، حسب قوله. وأضاف :" قبل سنوات كان يوجد انضباط في المرور فكانت هناك أكمنة منتشرة على طول الطريق، وسحب رخص وتحرير مخالفات للمخالفين، والباعة الجائلين كان تتم إزالتهم من جميع الأرصفة والشوارع دون عودة، أما الآن فهم يفترشون جزءا كبيرا من الشوارع في مناطق المنشية، الساعة، محطة الرمل، سيدي بشر". فيما قالت فوزية أحمد، ربة منزل، منطقة الإبراهيمية، :"لا يمكن نزول الشارع عقب الساعة السابعة مساء بسبب قطع التيار الكهربائي يومياً منذ الساعة الخامسة وحتى الثامنة مساء، وتشهد المنطقة تراكم كمية كبيرة من القمامة". والتقط منها الحاج مصطفى بيومي، موظف بشركة النقل والهندسة، منطقة فيكتوريا، قائلاً:" لايوجد تغيير فالمحلات والباعة الجائلين يغلقوا الشوارع ببضائعهم، بالإضافة إلى الدراجات البخارية غير المرخصة التي تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً وتسبب إزعاجا للسكان، والتيار الكهربائي يتم قطعه على فترات، بالإضافة إلى ضعف المياه، فضلاً عن أن عواميد الإنارة يتم إطفاؤها ليلاً وإضاءتها نهاراً، والميكروباصات تقوم برفع سعر الأجرة دون رقابة". فيما تري نعمة ياقوت، موظفة، بمنطقة العجمي، أن هناك تحسنا فيما يتعلق بمشكلة القمامة في المنطقة؛ فعربات القمامة تأتي وتنقل القمامة يومياً، وخلال الأسبوع الماضي تمت إزالة الاشغالات التي قام بها الباعة الجائلون، عقب نزول المحافظ إلى المنطقة؛ ولكن عقب انصرافه عادوا مرة أخرى، فالشارع السكندري يحتاج إلى مزيد من الانضباط". وقال محمد الدماطي، محاسب، منطقة كليوبترا، إن أسبوع الانضباط أدى إلى ضبط الدراجات البخارية غير المرخصة والتي كانت تزعج سكان المنطقة، وهناك تغيير إيجابي فيما يتعلق بإزالة القمامة. وعن أعمال البلطجة التي انتشرت مؤخراً في عدة مناطق بالمحافظة ومن تلك المناطق الموقف الجديد بمنطقة محرم بك قالت نيفين سرور، طالبة،:" لقد تعرضت للسرقة داخل الموقف العام الماضي حيث استغل سائق سيارة الأجرة بُعد المسافة، وقام بسرقة شنطة السفر الخاصة بي وكنت مسافرة في هذا اليوم إلى مرسى مطروح, بالإضافة إلى تجمع الباعة الجائلين وتعرضي أحياناً للتحرش اللفظي". فيما قالت وفاء أحمد، ربة منزل، إنها تتعرض أحياناً إلى الاستغلال بسبب أجرة المواصلات، بالإضافة إلى وجود بعض سائقي الميكروباصات يمارسون البلطجة على المارة داخل الموقف، فضلاً علي زيادة الأجرة دون رقابة". يذكر أن محافظة الإسكندرية ذكرت أن الهدف من أسبوع الانضباط هو ضبط الشارع السكندري وإيصال رسالة إلى المواطن والجهات التنفيذية، لافتة إلى أن الحملة ضمت قانونيين، رصد بيئي، اتحاد الكتاب، الصرف، المياه، الكهرباء، المرور، التموين، حماية المستهلك، وغيرها، حيث تم ضبط مخالفات تتعلق بالباعة الجائلين وتم إزالة عدد من الأكشاك لهم لتحقيق السيولة المرورية، فضلاً عن البناء المخالف حيث تم قطع المرافق عن المباني المخالفة، بالإضافة إلى التفتيش على المخابز وأنابيب البوتاجاز بمساعدة مديرية التموين.