قال رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب أن المعركة التي تخوضها مصر ضد قوي الشر والإرهاب ليست دفاعا عن أمن مصر وحدها، ولكنها معركة تخوضها بالنيابة عن المنطقة كلها ودفاعا عنها. وإذا وضع هذا الكلام موضع التطبيق.. فإن الصورة سوف تختلف تماما عما يجري ونشهده الآن. ذلك أن اجهزة ومؤسسات الدولة لم تدرك حتي الآن أن مصر في حالة حرب حقيقية وشرسة ضد جميع منظمات الإرهاب الدولية التي تحالفت واتحدت فيما بينها لتقويض وإسقاط الدولة المصرية وجيشها الوطني وفرض حكم الجماعة الإرهابية علي بلادنا، الأمر الذي يدعم سيطرة هذه المنظمات الارهابية علي دول عربية أخري مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن. ولو أن ما قاله رئيس الوزراء يوضع موضع التطبيق لوجدنا تعبئة قومية شاملة لجميع الطاقات الوطنية واستدعاء لملايين الشبان- الذين لا يجدون عملا- لإشراكهم في حرب الدفاع عن الوجود المصري.. ولوجدنا ما يشبه اقتصاد الحرب إلي جانب ثورة جديدة في مناهج التعليم وبرامج الإعلام والثقافة والخطاب الديني. ونحن نعلم أن أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر ودول أوربية معينة تخشي سقوط حكم الجماعات المتطرفة والمتاجرة بالدين في الدول العربية الأخري إذا احرز الشعب المصري انتصاره النهائي وحقق هدفه، وهو استئصال الجماعة الإرهابية من جذورها وتصفية جميع أوكار ومعاقل الإرهابيين.. وبالتالي اسقاط المخططات الأجنبية. وسبق لحكومة الدكتور الببلاوي أن تركت مهمة مكافحة الإرهاب لوزارة الداخلية واعتبرت نفسها خارج الموضوع.. ولم تعد تشغل نفسها بهذه القضية.. الأمر الذي يجب تداركه الآن عن طريق توفير كل الإمكانات المالية واللوجستية والمناخ الضروري للقضاء علي الإرهاب والإرهابيين ورفع مستوي جاهزية وكفاءة أجهزة الأمن.. بل أن بعض من ينسبون انفسهم إلي «النخبة» أو إلي «المثقفين».. مازالوا يعتبرون الجماعة الإرهابية.. فصيلا سياسيا يجب إعادته إلي حظيرة العمل السياسي، ولم يدركوا، حتي الآن، أن الشعب المصري قرر إنهاء وجود هذه الجماعة وطي صفحتها السوداء وإغلاق ملفاتها المعادية للوطن وللشعب. وبعض وسائل الإعلام مازالت تلهث وراء أي خبر يدور حول ما يسمي ب «مبادرة» أو «مصالحة» تتعلق بالقتلة والمخربين.. مما يدل علي غيبوبة كاملة وفقدان للوعي السياسي وانفصال كامل عن الشعب. وغني عن البيان أننا إذا كنا نحارب معركة المنطقة العربية كلها – كما قال محلب- فإن ذلك يستدعي اتخاذ خطوات عاجلة وفعالة – لم يتم اتخاذها حتي الآن- حتي نكون في مستوي الموقف وفي مستوي خطابنا السياسي.