باق من الزمن أيام قليلة ويهل علينا موسم انتخابات مجلس الشعب،حيث بدأ الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، منذ اكثر من ربع قرن ، في تكرار سيناريوهات الدعاية والترويج لسياسات في محاولة جديدة لكسب الجماهير المطحونة تحت سياسات غلاء الاسعار وضعف الاجور .. بدأ الحزب الوطني كعادته في استغلال إمكانات الدولة كافة داخل المحافظات وخارجها لفرض نفسه علي المواطن ، معلنا نجاح برنامجه الانتخابي السابق ، وكذلك برنامج الرئيس مبارك رئيس الحزب في رفع الأجور والسيطرة علي الاسعار وبناء المصانع وبناء المساكن لمحدودي الدخل وتطوير القري والصعيد ، ومقاومة الفقر وخلافه.. الواقع يكذب كل ذلك ، والارقام الرسمية وغير الرسمية تكشف الحقائق الكاملة وتفضح الاكاذيب التي تتردد ، وتؤكد الانحياز الكامل لرجال الأعمال ولقلة في المجتمع تسيطر علي السلطة والثروة ، ويكفي ان نشير الي احدث الارقام التي جاءت في الموازنة العامة الجديدة للدولة لعام 2010-2011، والتي تؤكد هذا الانحياز لصالح الاغنياء من خلال الدعم الموجه لهم ،2011،فقد لوحظ أن هناك خللا واضحا في تقدم الدعم وعدم وجود عدالة في توزيع الموارد ،فمصر من أقل بلدان العالم تقديما للدعم والتحويلات، حيث بلغ اجمالي مخصصات الدعم والتحويلات في الموازنة العامة للدولة للعام المالي2010/2011 ، نحو 115.92 مليار جنيه، توازي نحو 8.4 % من الناتج المحلي الاجمالي المقدر للعام المالي المذكور والبالغ نحو 1378 مليار جنيه،و تشير بيانات تقرير لجنة الخطة والموازنة عن موازنة عام2010-2011 ، الي أن دعم المنتجات البترولية ارتفع علي حساب دعم المواد الغذائية الي 67.7 مليارجنيه عام 2008-2009 ، مقارنة بنحو 57.1 مليار جنيه عام 2007-2008 ونحو 40.1 مليار عام 2010، واذا اضفنا دعم الكهرباء وقدره 6,3 مليار الي هذه المخصصات، فان اجمالي مخصصات دعم الطاقة يصل الي 74مليار جنيه في موازنة 2010-2011 ، وضمن تفاصيل دعم الدولة البترولية هناك 31.9 مليار جنيه تذهب لدعم السولار، ونحو 13,3 مليار جنيه لدعم البوتجاز، ونحو 10 مليارات جنيه لدعم البنزين، ونحو 6.9 مليار جنيه لدعم الغاز الطبيعي، ونحو 5.2 مليار جنيه لدعم المازوت، ونحو 0.4 مليار جنيه لدعم الكيروسين،في حين تتراجع مخصصات دعم الخبز والسلع التموينية فتراجعت مخصصات دعم السلع التموينية من 21.1 مليار جنيه عام 2008-2009 الي 14،1 مليار جنيه عام 2009 / 2010 الي13.6 مليار عام 2010-2011،وضمن تفاصيل دعم السلع التموينية هناك زيادة طفيفة في دعم السكروالزيت والخبز،وانخفاض كبير في دعم الأرز قيمته مليار جنيه تقريبا،وانخفاض بنسبة 45 % في دعم الشاي، وهذا أكبر دليل رسمي علي عدم عدالة التوزيع .. ارقام كثيرة ومعلومات مثيرة تكشف حقيقة الواقع المصري في ظل حكم الحزب الوطني نقدمها للقارئ العزيز قبل يوم الانتخابات.. فماذا حدث ؟