وبينما تتابع فضائيات العالم باستمتاع شديد عرض "الاستربيتيز" الذى تقدمه أخوات الجماعة المنحلة بنجاح غير مسبوق ، يتوالى نجاح نساء دول آسيا وأمريكا الجنوبية فى المجال السياسي. وفى جمهورية تشيللى بأمريكا الجنوبية التى تتشابه ظروفها كثيرا معنا فازت سيدة فى الانتخابات الرئاسية فى الشهر الماضى بأغلبية كبيرة. و رغم أن تشيلى تعتبر أكثر بلدان أمريكا اللاتينية ازدهارا واستقرارا اقتصاديا فقد نشبت بها عام 2011 احتجاجات اجتماعية بدأها الطلاب وشارك فيها قطاعات كبيرة من الشعب ، ولم تتوقف حتى انتخابات الرئاسة . أعطى الشعب التشيلى (13 مليون ناخب) ثقته لواحدة من بناته و لقن العالم درسا بليغا فى احترام المرأة ، فقد سبق وأن فازت ميشيل بالحكم عام 2006 ، وكانت اول امرأة تفوز بالرئاسة فى تشيلى متغلبة على سبعة مرشحين آخرين . و هاهى تفوز بالرئاسة للمرة الثانية ولأول مرة يعاد انتخاب رئيس لفترة ثانية منذ 1938.الطريف أن المنافسة النهائية على الرئاسة كانت بين سيدتين ، ميشيل باشيليت 62 عاما و مناقشتها ايفلين مانيه 60 عاما . كان والد ميشيل جنرالا فى جيش الليندى اليساري بينما والد مانيه ، غريمتها ، يمينيا و من أنصار الانقلاب العسكرى على سيلفادور الليندى بقيادة الجنرال بينوشيه .مرت ميشيل بظروف كانت كفيلة بأن تقضى على طموحها المهنى والسياسى ولكنها بالعكس زادتها قوة و اصرارا . فبعد الاطاحة بالرئيس الاشتراكى سلفادور الليندى فى 1973 اعتُقل والدها بتهمة الخيانة و عُذب و توفى أثناء اعتقاله ، و بعد وفاته اعتقلت ميشيل ووالدتها ، و لكنهما تمكنتا من الهرب خارج البلاد الى استراليا ثم المانيا .ثم عادتا مرة أخرى الى تشيلى عام ، 1979 وفى عام 1990 بدأت ميشيل تنخرط فى السياسة . و فى عام 2010 عينت المديرة التنفيذية المعنية بشئون النساء فى الأممالمتحدة ، و تقلدت منصبى وزيرة الدفاع عام 2002 ثم وزيرة الصحة عام 2011 ، و هى أم لثلاثة أبناء .