ان الفن يكفي حاجة الانسان الي الوعي بعالمه الداخلي وعالمه الخارجي علي السواء بواسطة تلك الموضوعات التي تعكس له ذاته وفعله ليري نفسه من خلالها ويكتسب الفن بناء علي ذلك قيمته المعرفية الكبري للانسان … هكذا تحدث هيجل عن الفن ، فماذا يكتسب المواطن المصري من الفن ؟ قيل ايضا اذا اردت التعرف علي ثقافة شعب ما فالمقياس يكون بالفن …الفن ذلك الاختراع العبقري الذي يلعب علي اوتار الروح ويحمل افكارا لها اجنحة لا احد يستطيع منعها من الطيران كما كان يقول الراحل يوسف شاهين ، هذا ماجعل بعض الفنانين الشباب يطلقون حملة بعنوان "فكرة مجنونة لعودة الفن المصري الي العالمية " ترفض الفن الهابط وتنتقد افلام الايرادات كما يطلق عليها والمحتوية علي خليط من الجنس والافيهات والرقص يرعاها اثنان من الشباب الفنانين هم احمد سعيد وسماح شوقي .. مبادرة الشباب لا قت استحسان الكثيرين خاصة في ظل الهجوم علي الافلام الهابطة حاليا وتؤكد الفنانة سماح شوقي ان الفكرة جاءت بعد احساسهم بالخطر مما يحدث الان علي الساحة الفنية الغريب ان الفكرة لم يتم الافصاح عنها بعد ويعتبرونها مفاجأة للجمهور لكن هدفها الاساسي اعادة الفن المصري الي العالمية وعدم الافصاح عن الياتها او البداية خوفا من الهجوم عليهم كما يقول المخرج احمد سعيد . المطلوب كما يقول اعضاء المبادرة سينما مستقلة للشباب وزيادة مهرجانات الافلام القصيرة ومسارح الشباب وافلام الموبايلات ،يقول احمد سعيد ان اليات الفكرة قائمة علي الضغط علي الرأي العام لوقف صناعة هذا النوع من انواع الفن الذي فرض علينا قهرا -حسب تعبيره -وايضا الضغط علي الرقابة والاجهزة الثقافية لتوعية الشباب من مخاطر هذا الفن الوهمي والآلية الثالثة هي محاورة الشباب في كل المجالات للوقوف علي تاثير هذا الفن علي مستقبلهم . وعن اتصال المبادرة واعضائها باي جهة رسمية اكد "سعيد " انه تم الاتصال بنقابة المهن التمثيلية ونقابة الصحفيين لاهمية دور الاعلام ووزارة الاعلام ايضا لكنه حتي الان لم يتم الرد عليهم في حين ان قليلا من الاعلاميين دعموا الفكرة في حين عرض حزب التجمع استضافته لهم وعقد المؤتمر الاول للمبادرة بالحزب دون تدخل في اهداف الحملة، حيث يلتقي أصحاب المبادرة في الخامسة مساء اليوم في إحدي قاعات الحزب للمناقشة وتطوير الفكرة وبدء حملة إعلامية بحضور نخبة من كبار الفنانين. حملة الفكرة المجنونة لم تكن هي الحملة الاولي من اجل الدفاع عن الفن الجيد ومحاولة ابعاد الفن الهابط لكنها كانت الاكثر وضوحا طبقا لعنوانها في ظل نداءات كثيرة لتشجيع السينما والمسرح والغناء الهادف ونداءات اخري بعدم اقصاء الفنون الهابطة لان لها جمهورها ولان الفن يحتمل معادلات كثيرة . يحضرني مشهد يتحدث فيه العملاق محمد عبد الوهاب عن فيلم يجمع عددا كبيرا من الفنانين ويذكرهم بالاسم "ليلي مراد ونجيب الريحاني وانور وجدي وعبد السلام النابسلي وفريد شوقي وزينات صدقي كل دول ابطال أبطال أبطال " ….رحم الله محمد عبد الوهاب ورحم الله زمنه وفنه الجميل …..