تنقل "الأهالي" نماذج في الرعاية الصحية من دول أوروبية "رأسمالية"، تؤمن بأن المواطن هو ثروة بشرية هائلة لابد من الحفاظ عليها، وتعيد نشر معلومات حول التأمين الصحي في بريطانيا، سبق ونشرتها الجريدة بتاريخ 30 ديسمبر 2010 ، في محاولة للكشف عما تقدمه تلك الدول لشعوبها من رعاية صحية جيدة وشاملة لجميع المواطنين، حيث أدركت هذه الدول أهمية تمتع مواطنيها بصحة جيدة، لتتمكن من التقدم والتطور والنمو. ويتمتع في بريطانيا جميع المواطنين بغطاء شامل لمظلة التأمين الصحي، وتتعامل معه العائلة الملكية وجميع وزراء الحكومة، حيث يدخلون المستشفيات العامة عند الحاجة إليها، ويكون من العار السياسي ذهابهم إلي عيادة خاصة، لأن ذلك يعني التشكيك في النظام الحكومي الصحي للبلاد. العيادات المحلية بالمجان ويوفر التأمين الصحي في بريطانيا الرعاية الصحية والكشف الدوري للمواطنين، من خلال شبكة عيادات منتشرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وكل مواطن يسجل نفسه في دفاتر العيادة المحلية، المسئولة عن كل شيء تقريباً، ومهمتها متابعة حالة المواطنين، وكتابة التوصيات اللازمة إلي المتخصصين، وتوجيه المرضي إلي المستشفيات في حالة الحاجة لعلاج متخصص أو لإجراء العمليات الجراحية، وتوفر العيادات العلاج الكامل مجانا، فلا يتكبد المواطن شيئا علي الاطلاق، وكل إجراءات الفحص والمتابعة من خلال العيادة المحلية بالمجان، ويتضمن ذلك استخدام الأربطة واعطاء الحُقن، ومتابعة أحوال المرضي، بالإضافة إلي أن سيارات تابعة لنظام التأمين الصحي، تنقل المرضي غير القادرين والمسنين إلي عيادات الأطباء والمستشفيات، وتتولي المستشفيات استقبال المرضي في العيادات الخارجية، وتجري العمليات الجراحية من البسيطة إلي الأخري المعقدة والدقيقة ونقل الأعضاء مجانا، ويشمل العلاج المتابعة اليومية وفحص الأطباء، بالإضافة إلي تقديم وجبات الطعام الثلاث والشاي والقهوة والعصائر، وتوفير الكتب والمجلات والصحف اليومية أيضاً. طبيب خاص وأدوية مجانية ويعتبر الطبيب الممارس حلقة الوصل بين مريضه والمستشفي والأخصائي، ويمثل جهاز المتابعة الذي يهتم بحالة المواطن بعد خروجه من المستشفي، ويدفع المواطن 7 جنيهات وعشرين قرشاً ثمنا لروشتة الدواء، وهذا سعر محدد مهما كانت طبيعة الأدوية التي يحتاج إليها المريض، خصوصاً باهظة الثمن لمرضي السرطان والقلب، بالاضافة إلي اعفاء المريض الذي يصل إلي سن الستين وأصحاب الأمراض المزمنة ومن هم دون سن 18 من دفع ثمن الدواء. اعفاء العاطلين من الرسوم ويعفي العاطلون عن العمل في بريطانيا، من دفع رسوم التأمين الصحي وروشتة العلاج، ومن يحصلون علي الضمان الاجتماعي من حقهم الكشف المجاني، والتمتع بالخدمات الصحية كافة، بما فيها فحص العيون والأسنان، ويوفر قطاع الصحة نظارات مجانية لكبار السن وأصحاب الدخول المنخفضة والأسر ذات العائل الواحد. الضرائب وتمويل المشروع ويمول نظام التأمين الصحي في بريطانيا بالكامل من قيمة الضرائب، التي تُحصلها الحكومة من العاملين والموظفين حسب نسب رواتبهم، وتلتزم الحكومة بمنح وزارة الصحة كل عام ما قيمته مائة مليار جنيه إسترليني، تزيد كل عام لمواجهة معدل التضخم، تنفق علي رواتب الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي، وبناء المستشفيات وصيانة المباني والإنفاق علي شراء الأدوية المجانية المنصرفة للمرضي داخل المستشفيات، وعلي الرغم من أن الحكومة الائتلافية ضغطت مصروفات الإنفاق العام، لكنها لم تستطع الاقتراب من موازنة القطاع الصحي لحساسية الرأي العام، واستعداده للتظاهر والاحتجاج إذا مست هذه الخدمات، لأن فلسفة القطاع الصحي، تهدف لحماية المجتمع والحفاظ علي قوته، والإنفاق علي رعاية صحة المواطنين لضمان استمرار عملهم وإنتاجهم. جوهر الحياة البريطانية ويمثل نظام التأمين الصحي جوهر الحياة البريطانية، ومهمة جهاز التأمين الصحي ضمان وجود المواطن السليم، وحمايته من الأمراض ومنعها من غزو جسده، وتوفير الرعاية من المهد إلي اللحد للمحافظة علي الإنسان ورعايته، وضمان مظلة صحية من أعلي التخصصات، فقطاع الصحة ينفق ما قيمته مائة مليار جنيه إسترليني، علي اعتبار أنه أكبر إستثمار لتحقيق نهضة وتقدم ، فالإنفاق علي رعاية الطفل منذ الحمل به حتي ولادته، وحتي يصبح في الثامنة عشرة، أهم أدوات حماية النشأ وتوفير رعاية صحية ونفسية تحميه حتي يدخل سوق العمل والإبداع.