الحج هذا العام ربما يكون من اصعب الاعوام في ظل المناشدات السعودية للعديد من الدول العربية والاسلامية خفض اعداد حجاجها هذا الموسم وكذلك القادم حتي تنتهي من اعمال التوسعة في الحرم المكي .وربما تكون صعوبة هذا العام امرا متوقعا بعد القرار المفاجيء للسلطات السعودية بخفض الاعداد بنسبة 20% . ورغم ان القرار بالنسبة للمتابعين يبدو امرا طبيعيا مع التوسعات المتوقعة فإنه جاء صعبا علي جميع الدول العربية التي قامت بعثاتها الرسمية بالتعاقد مع نظرائهم السعوديين من اصحاب الشركات والفنادق وشركات الطوافة وخدمة الحجاج .الامر الذي تسبب في حدوث حالة ارتباك شديدة في اوساط تلك الجهات . وعلي مدار الايام الماضية يحاول المسئولين في الحكومة المصرية مع نظرائهم السعوديين البحث عن الية لحسم المشكلات التي طرات خلال الايام الاخيره من عمرة شهر رمضان .بعد ان قامت الجهات المصرية بالتعاقد علي جميع الخدمات بالنسبة للحجاج المصريين هناك . في ظل التوسعات التي تقوم بها السلطات السعودية للحرم المكي اضطرت المملكة الي هدم العديد من المنشآت الفندقية في منطقة الحرم وهو ما يعني تراجع اعداد الفنادق المصرح لها باقامة الحجاج . وفي الوقت الذي تتوقع فيه بعض الجهات الي ارتفاع اسعار اقامة الحجاج هناك في ظل انخفاض المعروض لجات السلطات السعودية الي احداث نوع من التوازن في الاسعار من خلال القرارا المفاجيء بخفض الاعداد. خاصة بعد ان أعلنت «الهيئة العامة للسياحة والآثار» أنه من بين 147 فندقاً في مكةالمكرمة لا يوجد سوي 13 فندقاً من فئة الخمس نجوم. وثمانية من فئة الأربع نجوم ، وليس بها من فنادق الثلاث نجوم سوي 62 فندقاً، ويوجد العدد نفسه من فنادق النجمتين، خاصة ان التوسعة الجديدة للمسجد الحرام بلغت 400 ألف متر مربع . ربما تكون تداعيات هذا القرار من الامور الصعبة في مصر بصورة خاصة نظرا لان هناك ثلاث جهات تعمل منفصلة في تنظيم الحج وهي وزارة الداخلية ووزارة السياحة وحتي وزارة التضامن الاجتماعي كما ان وزارتي الداخلية والتضامن تقومان باجراء قرعة لاختيار حصتها من الحجاج والتي تصل الي 42 الف حاج من اجمالي عدد الحجاج المصريين الذي يبلغ 77 الف حاج تقريبا .وفي حال تطبيق قرار الخفض بنسبة 20% فان ذلك يعني تطبيق الخفض بنسب متساوية بين الوزارات الثلاث وهو امر قد يجد صعوبة في تحقيقه . ورغم ان دخل الممملكة من الحج والعرة يصل سنويا الي ما يقرب من 30 مليار ريال سعودي سعودي (8 مليارات دولار)، ويمثل هذا ثاني أكبر مصدر للدخل للمملكة العربية السعودية بعد النفط. والذي يسهم حالياً في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 11 بالمئة الا انها مازالت تناشد جميع الدول بضرورة خفض اعداد حجاجها هذا العام .وصل الامر الي حد استخدام شركات المحمول هناك الي مناشدة المواطنين السعوديين الي تاجيل الحج هذا العام كما بدا علماء الدين هناك في اصدار بعض الفتاوي التي تحض علي ترك العممرة والحج هذا العام وصل الامر باحد المشايخ وهومن هيئة كبار العلماء الي القول ان من ترك العمرة والحج هذا العام للتوسعة فله اجر عمرة وحجة كاملة .كما ناشد الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي المسلمين بصفة عامة والمواطنين المقيمين بصفة خاصة الي تاجيل العمرة والحج هذا العام لرفع الطاقة الاستيعابية . لكن رغم هذه المناشدات فإن الغرفة التجارية في جدة قالت ان تراجع اعداد المعتمرين هذا العام ادي الي تراجع دخل المنشآت الفندقية بنحو 7 ملايين ريال يوميا منذ بداية الموسم الحالي خاصة بعد ان انخفضت معدلات الاشغال الفندقية الي اقل من 60%