34 سنة تحديدا هي الفترة الزمنية التي تفصل انطلاق إرسال التليفزيون من القاهرة في 21يوليو 1960 وبدء إرسال أول قناة تليفزيونية لشمال الصعيد وهي القناة السابعة والتي بدأت إرسالها من المنيا في 1994 وكما هي العادة دائما فان الصعيد البعيد عن العين والقلب معا فان القناة السابعة تم إنشاؤها بامكانيات بسيطة فلا استوديوهات ولا كاميرات، والعاملون بها ( يغزلون برجل حمار ) كما يقول المثل الشعبي. وعن ذكرياته مع الإرسال التليفزيوني يقول كامل عبد الجواد ( 78 سنة ) : «إحنا كان أهم حاجة عندنا الراديو وكنا نلتف حوله وخاصة لما كانت ام كلثوم تغني في حفلاتها الشهرية او لما عبد الناصر يخطب وعن التليفزيون يضيف عبد الجواد : «هو لم يأت إلينا الا في فترات متأخرة والا رسال مكنش بيوصل كويس وفي البداية كان البلد كلها مفيهاش غير تليفزيون واحد عند العمدة . ويقول د. سيد شرقاوي: ان المشكلة الكبري في إرسالها ولكنه يقول إنها تعالج مشكلات المجتمع بشكل جيد، ويحاول العاملون فيها حسب سقفهم وإمكانياتهم التواصل مع الناس ولكنها تحتاج الي تطوير كبير وتحتاج الي ان تبث فضائيا بجانب البث الأرضي ولكنه يواصل والإرسال الفضائي يحتاج الي تطوير هذه القناة سواء من حيث التقنيات المستخدمة او الاستوديوهات او العاملين فيها حتي تستطيع المنافسة وأضاف شرقاوي ان المشكلة الكبري في القائمين علي هذه القناة فهم يمشون علي الصراط المستقيم ولا يستطيعون استضافة أي حد ( مش وطني) . وفي السابع من مايو الماضي نظمت جامعة المنيا ملتقي إعلاميا تحت عنوان (الصعيد علي أجندة الإعلام المصري ) وندد المشاركون في الندوة بالتجاهل الإعلامي وخاصة التليفزيوني للصعيد ولقضاياه» وقال الدكتور ماهر جابر رئيس جامعة المنيا : إن أجندة الإعلام بمختلف توجهاتها تمارس التمييز ضد الصعيد فلا تذكره ولا تلتفت إليه إلا وقت حدوث الكوارث والحوادث أو عندما تتوافد عليه الوفود الرسمية وأشار رئيس جامعة المنيا الي ان هناك اختلال توازن في التغطية وتدفق المعلومات والمبالغة في الاهتمام بمشاكل هامشية وصرا عات،و دعا لتحقيق التوازن الإعلامي المفقود بين العاصمة والأطراف وخاصة الصعيد، مشيراً إلي دور الإعلام المحوري ودوره في عدم اعتبار الصعيد منطقة مُجَهَّلة والتركيز علي القاهرة والإسكندرية وكذلك ضرورة التركيز علي النقاط المضيئة في الصعيد وعدم تغيير الواقع وإظهار صورة حقيقية وترشيد دور الإعلام إزاء المخططات التي تستهدف النيل من الوطن، رافضاً فرض أجندة بعينها والدفاع عن قيم الوطن. أما سعد هجرس الكاتب الصحفي فطالب بمعالجة الخلل الجذري الموجود بأجهزة الإعلام والخاص بتهميش الصعيد وبحث أسباب هذا الخلل بالرصد الواقعي للمشكلات والاستفادة من الأخطاء المهنية القائمة وتطبيق ميثاق الشرف الصحفي بين الحرية والمسئولية وتحري الدقة في معالجة القضايا المختلفة لإنصاف الصعيد إعلامياً . أما أسيوط والتي يطلق عليها عاصمة الصعيد فهي تعاني من الإهمال الإعلامي وطالب المجلس المحلي في جلسته الأخيرة بقناة تليفزيونية لمعالجة قضايا المحافظة وقال الأعضاء أثناء مناقشة الموضوع ان هذا المطلب يكرر سنويا دون إجابة.