في الحقيقة تليفزيوننا المصري كثيراً ما يتحول إلي " طقطوقة" من طقاطيق الفنان الراحل شكوكو أو الضاحك الباكي " إسماعيل يس" عجائب وغرائب ونوادر وطرائف نشاهدها يومياً سواء في المادة المقدمة أو في شكل وسياسة توجيه " المعلومة" للمشاهد .. مع التليفزيون المصري " لازم تغمض عينيك" وتشوف مصر بعيون " ماسبيرو "... أخبار " مقاس موحد" نبدأ من صباح البث بالنشرة الإخبارية .. صديقنا المذيع ذو الصوت الرخيم يبدأ وزميلته المذيعة في عرض موجز الأنباء فتجد بركاناً يعصف "بكام مليون في كوالالامبور " و" زلزالاً في بلاد الواق واق" واعتصاماً علي "كوبري شنغهاي" وتصور لك الدنيا بعيون الحقيقة والحق ويصبح الإعلام العالمي بين يديك في لحظات .. ندخل علي مصر ، تنقلب نشرة الأخبار إلي محل من محلات القطعة الواحدة وجميع المعروضات مقاس ولون وريحة واحدة ، السيد " ...." وضع حجر الأساس لمشروع سيدفع ب"عجلة" التنمية إلي "الإنفجار"، السيد " التاني" أكد خلال اجتماعه بمجموعة من " معاليهم" أن معدل النمو ارتفع إلي درجة لايمكن أن تتخيلها حضرة المشاهد لأنك " موقوف النمو" ، وتتصور لك الحياة مشاهد تليفزيوننا العزيز علي إنها دنيا سعاد حسني " البمبي" . وفي إحدي المرات ، بدأت الإعلامية لميس الحديدي برنامجها بموجز عن عمال مصر المعتصمين علي الرصيف، وقالت بالحرف الواحد : " هؤلاء البشر لا يسمعهم أحد ولا أحد يجيبهم أو ياتيهم بحقوقهم" ثم فجأة أضافت : " بس عيب ، قطع الطريق العام وتعطيل المرور أمام السيارات لن يحل المشكلة " ، كما لو كانت تريد أن تقول باللفظ : " اعتصم علي جنب إنت وهو" وهي بذلك كانت تزيف الحقيقة لأنها أول من تعلم أن العمال لا يشغلون الطريق ولا يعرقلون سير السيارات واعتصاماتهم كانت دائماً علي الرصيف . نعتذر لقطع الإعلان. "نعتذر لقطع الإعلان .. ونقدم لكم فقرة درامية قصيرة".. هكذا هو لسان حال تليفزيوننا الموقر .. فجميع الممثلين والمذيعين والظاهرين في برامج ومسلسلات التليفزيون تصيبهم " الزغطة" بسبب قطع تيار البث عليهم بسبب الفقرات الإعلانية كل 10 ثوان ..وسيشتد أوج " الزغطة" في شهر رمضان الكريم الذي تعج ساعات البث فيه بالإعلانات ذات ال" ؟؟؟؟ جنيه في الثانية".