أعاد مركز البحوث العربية والإفريقية طبع مجلة «الفجر الجديد 1945-1946». وكان من أهداف مجلة الفجر الجديد نشر الثقافة الحرة وبناء ثقافة كاملة جديدة، وإنشاء منبر حر للمفكرين والكتاب الأحرار. ولاشك أن قيام المركز بإعادة طبع هذه المجلة عمل يستحق التقدير ويحسب له. علي غلاف الاصدار الجديد للمجلة، كتب : «الفجر الجديد- أحمد رشدي صالح، مركز البحوث العربية والافريقية». وعلي كعب المجلد، كتب : «الفجر الجديد، أحمد رشدي صالح، مركز البحوث العربية والافريقية». في التصدير للمجلة نقرأ «وكان من أحدث انجازات هذه اللجنة المعاونة الجادة... ليست فقط تقديرا لجهد زملائهم السابقين الذين ساعدوا الراحل العظيم أحمد رشدي صالح». وفي التقديم، ذكر الدكتور عاصم الدسوقي، استاذ التاريخ الحديث جاء ما يلي «لم يكتف صاحب الفكرة باسم الفجر فقط ولكن حدده بالجديد» وهكذا ظهر أن رشدي صالح هو «صاحب الفكرة»! ويضيف الدكتور عاصم : «.. وبعد إغلاق الفجر الجديد اشتغل رشدي صالح بالتدريس.. وفي اثناء مزاولته مهنة التدريس لم يتوقف عن النشاط الصحفي فقد انشأ «دار القرن العشرين» التي أصدرت ستة عشر كتابا..». ومما سبق، يتضح أن مجلة «الفجر الجديد» هي عمل من أعمال احمد رشدي صالح، وكذلك «دار القرن العشرين» التي انشأها رشدي!!! ولا مانع من أن يكون الناشر مركز البحوث العربية والافريقية ايضا0 وهذا يخالف الواقع. يذكر الاستاذ طارق البشري : وكانت «طليعة العمال» هي التنظيم السري الذي يصدر مجلة الفجر الجديد..». كما يذكر أيضا «وكانت طليعة العمال.. مارست نشاطها الثقافي من خلال صحيفة الفجر الجديد ولجنتين تكونتا لنشر الكتب والدراسات وهي «دار القرن العشرين» و«لجنة نشر الثقافة الحديثة». «طارق البشري، الحركة السياسية في مصر 1945/1948، مراجعة وتقديم جديد، دار الشروق، 1983، ص 82 ، 83» ويؤكد ذلك دكتور رؤوف عباس: وكذلك منظمة الفجر الجديد التي أصدرت مجلة اسبوعية بنفس الأسم». «رؤوف عباس، دكتور، تاريخ الحركة الوطنية في مصر، 1899-1952، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، 1968، ص 268» ويوضح الدكتور رفعت السعيد في دراساته «ومن جماعة نشر الثقافة الجديدة، استطاع ريمون صادق التعرف علي عدد من المثقفين المصريين، عبد الرحمن الشرقاوي، نعمان عاشور، احمد رشدي صالح، سعد مكاوي، محمد اسماعيل محمد. وبهؤلاء عملوا علي اصدار الفجر الجديد وشاركهم في اصدار المجلة أحمد رشدي صالح وحصلوا علي ترخيص باسمه، وبقول صادق سعد إن أحمد رشدي صالح كان أكثر قدرة علي الحصول علي ترخيص اصدار مجلة، فقد كان والد زوجته علي علاقة بوزارة الداخلية». ويستطرد د. رفعت السعيد قائلا : أما دار القرن العشرين، فقد انبثقت هذه الدار من مجلة «الفجر الجديد» وتميز انتاجها بمعالجة الواقع المصري». «د. رفعت السعيد، تاريخ المنظمات اليسارية المصرية 1940-19500، ط1، نوفمبر 76، دار الثقافة الجديدة، ص 206» أما المفكر أبو سيف يوسف الذي لم يكن محررا أو سكرتيرا للتحرير فقط، بل لقد عاصر المجلة منذ نشأتها ومنذ العدد الأول، وقد أصدرت منظمة «طليعة العمال» قرارا بتفرغه الكامل في المجلة. وكتب أبو سيف يوسف، نكتب وفي عام 1945، اصدرت المجموعة المؤسسة لمنظمة «ط.ع» مجلة ماركسية علنية باسم «الفجر الجديد». وكان صاحب الامتياز ورئيس التحرير أحمد رشدي صالح»، وأضاف أبو سيف يوسف: «وفي عام 1945-1946، قامت إلي جوار الفجر الجديد دار للنشر تحت اسم «دار القرن العشرين للنشر»، وكان يتولي مسئوليتها وادارتها ريمون ابراهيم دويك». «أبو سيف يوسف ، وثائق ومواقف من تاريخ اليسار المصري، يناير 2000، ص0ص0 892، 942» وتأكيدا لما سبق بخصوص «دار القرن العشرين للنشر» وكيف انها قامت إلي جوار الفجر الجديد (وليست بعد إغلاق الفجر الجديد ولا أثناء اشتغال رشدي صالح بالتدريس).. قال إن هناك وثيقة (والوثيقة لا تجامل ولا تكذب) علي صفحات مجلة الفجر الجديد نفسها، فمنذ الأعداد الأولي للمجلة، وعلي صفحاتها، نشرت المجلة أكثر من خمسة عشر اعلانا عن «دار القرن العشرين للنشر» عن الكتب التي أصدرتها والتي قامت بتوزيعها في أعداد مختلفة. أن من مهام الكاتب أن يكون أمينا، وعلي الباحث أن يدقق فيما يكتب ومن واجب المحقق ألا يغفل الوقائع، وأن يذكر الحقائق. وإن اغفال ذكر منظمة «طليعة العمال» تماما سواء علي الغلاف أو التصدير أو التقديم. واسناد تلك الأعمال وابرازها لرشدي صالح وبهذا الشكل. لا يمكن أن يكون مجرد سهو أو خطأ، بل إنه أكثر من ذلك بكثير، ولو كان رشدي صالح علي قيد الحياة لكان أول من ينفي أن تنسب تلك الاعمال تماما له.