وزير التعليم يتراجع عن قرار عدم الاستعانة بمراقبين من نفس المحافظة لأول مرة في ظل قيادة د. أحمد زكي بدر لوزارة التعليم ورئاسته لامتحانات الثانوية العامة تحدث أزمة داخل لجان الامتحانات التي بدأت «السبت» الماضي نتيجة تغيب أعداد كبيرة من المراقبين عن الحضور للقيام بأعمال الملاحظة داخل اللجان. تسبب تعسف وزارة التعليم وتعنت كبار المسئولين بعدم قبول الاعتذارات عن اعمال المراقبة في تفجر الأزمة التي أدت لحالة من الارتباك والفوضي داخل اللجان كادت تهدد بانهيار عملية اجراء الامتحانات لولا تدخل المحافظين. شهدت محافظات بني سويف ومرسي مطروح والبحر الأحمر أكبر نسبة غياب في أعداد المراقبين المكلفين. تراوحت نسبة الغياب بباقي المحافظات ما بين 20% و30% بلجان الامتحانات البالغ عددها 1358 لجنة علي مستوي الجمهورية، تقدم لأداء الامتحان هذا العام حوالي470 ألف طالب بالمرحلتين الأولي والثانية للثانوية العامة، انحصرت شكوي الطلاب خلال الايام الاولي للامتحان في عدم كفاية الوقت المحدد للاجابة عن جميع الاسئلة، واحتواء الاسئلة علي جزئيات عديدة0 جاءت اسئلة الامتحانات في مجملها في متناول الطالب العادي، مما يتناقض مع تصريحات سابقة لوزير التعليم باحتواء الاسئلة علي اجزاء لقياس القدرات المختلفة كالذكاء والفهم والتحليل والاستيعاب، بما يعني فشل الامتحان في التمييز بين مستويات الطلاب حسبما كان يأمل الوزير. لم تهتم البيانات الصادرة عن الوزارة باعلان تقارير لجان تقييم الاسئلة ومستواها ومدي تناسبها مع الوقت المحدد للاجابة، وتجاهلت الاشارة لتقارير غرفة العمليات المركزية حول سير الامتحانات والشكاوي التي وصلت من اللجان. وكأن هذه الأمور اصبحت سرية في عهد أحمد زكي بدر الذي يحيط كل ما يتعلق بالثانوية العامة بالسرية والكتمان وكأنها أسرار حربية، لدرجة توليه هو ذات نفسه رئاسة الامتحانات بعد تنحي د. نجيب خزام الذي اختاره وزير التعليم السابق لرئاسة الامتحانات وتركها بسبب ممارسات وسلوكيات الوزير الجديد ضده من أجل دفعه لترك موقعه. ولأن الثانوية العامة «معركة حربية» بحسب رؤية الوزير فإن بيانات الوزارة تسير علي نفس النهج وتأتي وكأنها «بيانات عسكرية» ترصد وتركز علي تحركات الوزير وزيارته المفاجئة لتفقد الحالة الأمنية للجان الامتحان بالقليوبية ثم يقطع زيارته ويتوجه إلي بني سويف لمحاصرة والقضاء علي تمرد المراقبين ويقرر إحالة 200 مدرس منتدب من البحر الاحمر لأعمال المراقبة ببني سويف للتحقيق. ثم يغادر بني سويف علي الفور متوجها إلي المنيا لاستكمال الحملة الأمنية ليتفقد لجان الامتحان والطلاب علي وشك الانتهاء من اداء امتحان التربية الدينية0 كما استعان الوزير بالطائرات الحربية لنقل اسئلة الثانوية العامة للمحافظات النائية في استعراض للقدرات الفائقة للتأمين والحفاظ علي سرية الاسئلة من الاعداء والمتربصين. غير انه لم يتمكن من تأمين عملية سير وانتظام لجان الامتحان بعد الغياب الجماعي للمراقبين بسبب الصلف في التعامل، وعدم مراعاة الجوانب الانسانية للمدرسين المكلفين بالمراقبة، واضطر د.أحمد زكي بدر للتراجع عن قراره بعدم الاستعانة بمراقبين من نفس المحافظة (محليين)0 بل وصل الأمر إلي حد استدعاء المدرسين من نفس المنطقة التعليمية للقيام بأعمال المراقبة لسد العجز الشديد وانقاذ الموقف. مما قد يعني بالضرورة تولي مدرسي الدروس الخصوصية للتلاميذ أعمال المراقبة عليهم لتفشي وباء الدروس الخصوصية، وفي أحسن الاحوال فإن مدرسي المدرسة قاموا بالمراقبة علي تلاميذ نفس المدرسة، وما يستتبع ذلك من تسيب وغش باللجان. تشير نهاد المحلاوي وكيل وزارة التعليم ببني سويف إلي الاستعانة بكل العاملين باللجان في القيام بأعمال المراقبة، مؤكدة في تصريح ل «الأهالي» استدعاء مدرسين محليين لسد العجز بعد الحصول علي موافقة وزير التعليم0 يبقي تساؤل: لماذا توجه وزير التعليم علي الفور إلي بني سويف وقطع زيارته للقليوبية علي الرغم من أن ازمة تغيب المراقبين شملت عدة محافظات؟! مصدر مطلع بوزارة التعليم أكد حدوث ازمة بين وكيلة الوزارة ببني سويف والمحافظ سمير سيف اليزل، كادت تعصف بالوكيلة، لذلك توجه الوزير علي الفور الي هناك لاحتواء الموقف وحماية وكيلة الوزارة التي ترتبط بصلة نسب بمسئول أمني كبير بوزارة التعليم يعتمد عليه الوزير بشكل رئيسي.