تعيش الرياضة المصرية هذه الأيام أسوأ وأخطر مراحل الصدامات والانقسامات وعدم ضبط النفس والإحساس بالمسئولية.. في ظل هذه الفوضي الأمنية التي تفقد الناس البسطاء المسالمين الشعور بالزمن وتثير قلق الجميع علي المستقبل، وما يمكن أن يحمله من احتمالات قد تزيد من سوء أحوال البلاد ومعيشة المواطنين وتهدد بالانفجار. ففي الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الرياضيون أمام قصر الاتحادية للمطالبة بعودة النشاط اعتراضا علي قرار اتحاد الكرة بتأجيل الدوري لأجل غير مسمي، هتف المتظاهرون «لا بلتاجي ولا عريان» الدولة مش للإخوان.. وذلك للرد علي تلك التصريحات الاستفزازية التي أعلنها الأخير في الأيام التي سبقت انتخابات حزب العدالة والحرية. وقال فيها لن يكون هناك عودة للدوري إلا بعد انتهاء الصراعات السياسية، وهو الموقف المعلن «ولم يتم تكذيبه» ليؤكد ما يثار وبقوة حول اختراق الإخوان لجماعات الالتراس، بل ووجود مسئولين في حكومة هشام قنديل يساندون هذه المجموعات من أجل التربيطات الانتخابية القادمة.. وأن هذه المساندة وراء تمسك الالتراس بعدم اقامة الدوري إلا بعد القصاص لشهداء بورسعيد. من حق الالتراس أن يرفض.. ومن حق الالتراس أن يطالب بدم الشهداء والقصاص من القتلة المجرمين، كما هو حق لا خلاف عليه للرياضيين في المطالبة بعودة النشاط وذلك من منطلق حق التظاهر مكفول للجميع للتعبير عن ارائهم ومواقفهم ومطالبهم المشروعة، إلا أن هناك أكثر من مأخذ سلبي علي منظمي هذه الوقفة الاحتجاجية للمطالبة بعودة النشاط، الأول: هو اختيار التوقيت ليتزامن مع نفس اليوم المحدد لإقامة لقاء الأهلي وفريق صن شاين النيجيري في مباراة الاياب لدور قبل النهائي لبطولة افريقيا للأندية الأبطال.. ثاني أهم البطولات التي ينظمها الاتحاد الافريقي لكرة القدم،، والموعد كان معروفا مسبقا للجميع!!، والمسيء بعد ذلك هو هذا الانقسام الذي حدث بين الرياضيين بعد أن اختلفوا علي قرار التوجه إلي الفندق الذي تقيم فيه بعثة الفريق النيجيري الضيف والتجمهر أمامه لمنع الفريق من الذهاب إلي استاد الدفاع الجوي- التجمع الخامس، وهو تصرف أقل ما يوصف به أنه أحمق وغير مسئول وترتب عليه هذه المناوشات والاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين ورجال الشرطة.. وتأخر خروج الفريق الزائر من الفندق وهي الفضيحة التي نقلتها الفضائيات إلي كثير من الدول.. وتضاف إلي تلك الفضائح السابقة.. ليبقي السؤال هي بلدنا رايحة علي فين؟