المصادفة وحدها كانت وراء كشف هذه الواقعة المروعة التي حدثت في إحدي مدارس المعاهد القومية الشهيرة بالقاهرة، صرخة مدوية أطلقتها إحدي أولياء الأمور وهي تقف في فناء المدرسة بالقرب من دورات المياه في انتظار أبنائها، شاهدت طالب بالثانوي يخرج مهرولا من دورة المياه وخلفه طفل صغير يتعثر في خطواته إلي أن سقط علي الأرض مغشيا عليه في حالة إعياء شديد أمام باب دورة المياه، أسرعت السيدة لتجد الطفل غير قادر علي رفع البنطلون وملابسه الداخلية عليها آثار دماء، تجمع عدد من أولياء الأمور ليتبين تعرض الطفل ذي السنوات السبع بالصف الأول الابتدائي لاعتداء جنسي وحشي داخل دورة المياه وفرار طالب الثانوي مرتكب الجريمة البشعة، حالة من الذعر والهرج سادت لدقائق بين أولياء الأمور والمشرفين بالمدرسة، توجه بعدها بعض أولياء الأمور لقسم الشرطة لتقديم بلاغ بالواقعة التي أثارت الرعب والفزع وأرسلوا لإبلاغ والدة الطفل بما حدث لفلذة كبدها، أسرعت الأم ملتاعة تحتضن ولدها الصغير تحاول تهدئة الرعشة التي أصابت جسده النحيل، يبوح الطفل لوالدته بتفاصيل تقشعر لها الأبدان لما حدث معه صباح ذلك اليوم المشئوم، بل يستدعي من ذاكرته البريئة ما ظل يخفيه طوال العام الماضي خوفا من بطش وتهديد المعتدين بضربه وإيذائه، تعرض الطفل خلال العام الماضي حيث كان في “K.G2″ لاعتداءات جنسية منتظمة من ثلاثة من الوحوش بالمرحلة الثانوية، غالبا يحدث الاعتداء من أحدهم بشكل منفرد وأحيانا تقام وليمة جنسية يشارك فيها الثلاثة معا لافتراس الضحية داخل دورة المياه. في إحدي المرات كان الاعتداء خلف شجرة كبيرة بفناء المدرسة تسترت أوراقها وفروعها بحزن علي اغتيال البراءة واغتصاب الإنسانية، حكي الطفل لوالدته مشاهد بشعة وتفاصيل مروعة للاعتداءات التي تعرض لها علي مدار عام دراسي كامل، عرفت الأم مصدر آثار الدماء التي كانت تلاحظها دائما ملتصقة بالملابس الداخلية لطفلها، مرارا ذهبت للطبيب الذي أخبرها أن آثار الدماء قد تكون بفعل دوسنتاريا حادة، يوم «الأربعاء» الماضي بعد أن تمكنت الأم من السيطرة علي حالة الانهيار التي أصابتها ذهبت لمكتب وزير التعليم لتخبر د. إبراهيم غنيم وزير التعليم بالكارثة التي وقعت داخل المؤسسة التعليمية حيث يستودع أولياء الأمور أبناءهم أمانة في رقاب مسئولين لا يعرفون معني المسئولية، استدعي الوزير المسئول عن الأمن بالوزارة وكلفه بإعداد تقرير حول الواقعة ومعاقبة المسئولين عن التسيب والإهمال وانتهاك الأعراض. «السبت» الماضي أصدرت وزارة التعليم بيانا يشير لصدور تعليمات من الوزير بحظر استخدام الأطفال في رياض الأطفال والابتدائي التليفون المحمول حرصا علي صحة التلاميذ نظرا لما أكدته الدراسات والبحوث من أضراره.. يا سلام!! سألت اللواء حسام أبوالمجد مسئول الأمن بالوزارة عما تم بشأن التحقيقات حيث أكد استمرار محاولات الوصول للجناة عن طريق شهود الواقعة وشكوي الأم لاتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة، أما الطفل فلم يذهب للمدرسة منذ اكتشاف الواقعة وتسعي الأم لنقله لمدرسة أخري وتعيش معاناة الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها طفلها الذي يعاني من التبول ليلا أثناء النوم ويتلعثم في الكلام وانخفاض مستواه الدراسي.