شهدت مصر خلال الأسابيع الماضية موجة حارة علي أغلب أنحائها وتجاوزت في بعض الأيام 44 درجة مئوية في الظل، مما أدي إلي إقبال العديد علي استخدام أجهزة تساعد في تخفيف الرطوبة ومن ثم زادت كمية استهلاك الكهرباء الأمر الذي أدي إلي فصل التيار الكهربائي لساعات طويلة في فترتي الذروة وبعد السابعة مساء وتسمي تلك العملية «سياسة فصل التيار لتخفيف الأحمال» من قبل مراكز التحكم المسئولة عن ذلك. وعلي الرغم من أن هناك عقارات وفيلات مشهورة في قلب العاصمة تستخدم الأجهزة الحديثة التي تعمل بالطاقة الكهربائية مثل المصاعد الكهربائية وأجهزة التكييف وأجهزة إضاءة للحدائق.. فإن تلك العقارات لا تعاني أزمة أو تقصيرا في الكهرباء نظرا لأن مالكيها من أصحاب النفوذ من الوزراء والمستشارين ورجال الأعمال وهذه الشوارع المليئة بأجهزة الإضاءة التي تجعلك تشعر وكأنك في صالة أفراح مع وجود الحدائق الخاصة التي تظل مضاءة حتي الصباح وكأنها لا تعرف ما يسمي «سياسة تخفيف الأحمال» مثل جاردن سيتي، والعجوزة وبعض شوارع منطقة مصر الجديدة.. وهنا لابد من دفع فاتورة تخفيف الأحمال والتي تقع علي عاتق المناطق العشوائية ذات الكثافة السكانية الكبيرة والتي تعاني في الوقت نفسه من أزمة في البنية التحتية بالإضافة لأن سكان هذه المناطق لا يستهلكون كميات كبيرة من الكهرباء نظرا لبساطة الأجهزة الكهربائية المستخدمة والحالة الاقتصادية للسكان، وتم فصل التيار الكهربائي عنهم لفترات طويلة في أوقات مختلفة علي مدار اليوم وكأن الفقراء هم المسئولون عن زيادة الأحمال! وقد زادت شكاوي المواطنين من هذه الأزمة المتكررة في كثير من الأحياء والمناطق مثل منطقة الوراق والدويقة وأطراف مدينة نصر وحي حدائق حلوان وغيرها من المناطق التي تدفع ثمن شيء لم تستهلكه ومما لا شك فيه أن عملية فصل التيار الكهربائي تحدث بطريقة فجائية إلا أنها تطبق في المناطق المحددة لها مسبقا.