يا صديقي البهي من زاوية الحلم، من زاوية الشعر من زاوية النزيف أم من فوق سطح لعبة اسمها الموت والحياة؟! قلت لي في وداعنا القصير: لا أصدق أنني عشت ستين عاما فوق ظهر هذا الكوكب يالي من محظوظ غرست البذرة وقطفت الثمرة لكن يبدو أن لحظة قطفي أصبحت يسيرة كان المساء طفلا والمقهي يستعيد سمته الشعبي في الصيدلية اصطفت الملائكة في انتظار أن يكشف عن خضرة الوريد ابتسم وأنا أداعبه هل يصلح الغرام المسلح في ترميم الشقوق وهل يمكن أن تذهب الكرة أبعد من ظلها المعلوم تسند علي حشرجة رئتيه وهو يتمتم: «الشهيق رسالة الأنبياء والزفير معجزة الرب». خصلات شعره تقلب دفتر الهواء فرد جناحيه علي ظلال التحاليل والأشعة غرفة العمليات تتسع وتضيق أنسجة الصباح تستفتي حصي الكليتين: «قالت بنته الصغيرة: لا تكن سيئ الظن بالحياة وقالت بنته الكبيرة: رحمة الله واسعة» وعلي شاشة التلفاز «شعب بألف لسان يتهته فوق سرير اللغة». أنا الشاعر.. من دمي يبدأ الكون النشيد وفوق صدري تحط النجمات سأعيش في ألف زهرة لا تحفظوا أشيائي الصغيرة فوق الرف لا تمنحوها قلادة أو نيشانا انثروها في الجهات كلها ربما يعرف العازفون كيف يستوي اللحن كيف ترتجل القصيدة غيمتها